النقد العشرون
في باب «رائدات المجتمع» قدم الأستاذ موسى الدجاني الآنسة لولي هاشم، فكانت أمامه في بدء الاستنطاق كطالبة لم تحفظ درسها جيدًا، ولكنها كرجت فيما بعد … أما الأستاذ موسى، فالفاتحة عنده إلقاء عصا القهقهة، حتى إذا اهتزت كأنها جان، راح يردد: نعم نعم.
وفي باب روضة الشاعر، أنشدنا الأستاذ عبد اللطيف زغلول معلقة همزية، فأخذ طولها من عرضها، فبدت هزيلة تحتاج إلى الكلسيوم والفيتامين، لم أفهم ما يريد بقوله: تهوى الجمال ولو حازته عنقاء!
وكانت الجلسة الشعرية في مصر، فكانت قصيدة السيد أحمد عبد المجيد خير قصائد صاحبيه وصفًا، وحسن حبك.
وفي ذكرى المغفور له رياض الصلح، الزعيم المجاهد، ألقى الكاتب الطريف سعيد فريحة كلمة لحمتها وسداها الإخلاص، فألم بشخصية الفقيد الغالي من جميع نواحيها. أما ذكرى جورجي زيدان، للكاتبة سلمى صائغ، فكانت ذكرى الفقيد وذكريات الأديبة، أطال الله بقاها، ومع هذا لم تلهها ذكرياتها عن إخراج صورة كاملة الخطوط للفقيد.
وفي بريدنا الأدبي، تلا الأستاذ محمد العدناني قطعة غير موفقة فنيًّا، عنوانها: «الابن الصادق»، وفيه أيضًا كان حديث للأستاذ نبيه غطاس عنوانه: «واكتفينا بالأدب»، أراد الأستاذ غطاس أن يتهكم الشعراء، ولكنه لم يحسن قراءة أسماء بعضهم، فكان الشنْفرى عنده الشنَفْرى، وأراد أن يصرف الشرق عن الأدب، ثم حاول أن يكتب قصة بعنوان: «مريض» فجاءت مريضة التعبير، وهو قوام القصة، ناهيك بأنه كتب صورة مخربشة لا قصة، كان أحرى به أن يجعل عنوانها «هرة» لأن بطلتها هرة، ولأنها جاءت مقطوعة الذنب كما يقطع البعض عندنا أذناب هررتهم لتسمن … وهنا لا بد من ملاحظة لمن تلاها بالنيابة، فقد قرأ البطريرك البطريرِك مع أنها لفظة أمست معروفة.
وللآنسة ثرية حسين قصة عنوانها: «كذب المنجمون»، إنها حافلة باللون المحلي، وهي مع ذلك أشبه بحديث خالتي أم درويش، وزميلتها الأخرى، ناهيك بأن الآنسة ثرية قد قصرت في ختام قصتها إذ كلفت نفسها إفهام القارئ ما فهم.
وفي «حلم العودة»، وهي قصة للدكتور جودت الركابي، تعابير طريفة مثل: ثديان ككرة القدم، وغيره، وفيها تصوير جميل، وسياق سريع، وختام جيد.
ومن شخصيات الأسبوع كان الأستاذ كميل شمعون، قدمه الأستاذ اللوزي، فاحتج على لقب بك، ثم سكت عن لقب «معالي»؛ لأنه أقل ابتذالًا، أما الأسئلة التي وجهت إلى النائب شمعون فتهم كل مستمع، وكان يدلي بآراء رصينة، أما خير ما قال في نظري فهو هذه العبارة: إن البلاد العربية محتاجة إلى تغيير عقليتها، ولا عجب أن بذل الأستاذ شمعون للعرب مثل هذه النصائح القيمة، فهو يعرف الكثير من شئونهم وشجونهم.