النقد الثالث والأربعون
والشيخ جمال الحنفي تحدث عن الحياة العائلية في القرآن الكريم، فأرانا أن النبي ﷺ كان يشاور نساءه، وإن جاء: الرجال قوامون على النساء، ثم تخطى إلى القول أن لا بد من رئاسة في البيت، وهذه القيمومة لا بد منها.
وفي ندوة الشرق الأدنى المعقودة في العراق تحدث ثلاثة علماء، فعرفنا كيف يحتفى برمضان في العراق ومراكش وحضرموت، قال الدكتور تقي الدين الهلالي المراكشي: إنهم في مراكش يعدون له العدة قبل حلولة بأشهر، وإنهم يفطرون على «الحريرة»، وإن الزوايا الصوفية تعمل وتحيا في هذا الشهر، كما أن لأشراف تطوان جلسة موسيقية أسبوعية. أما الأستاذ عمر باوزير الحضرموني، فخص بالذكر إعطاء المحرومين في بلاده، وقد كان حضرته أسهل أعضاء هذه الندوة لسانًا وكلامًا.
ولما أذن رمضان بالبين دار الكلام حول العيد، فعالجت الندوة في مصر موضوع الأعياد في الإسلام، وسأل شيخ هذه الندوة — محمد المويلحي — الأستاذ محمد علي حماد «المخضرم» أن يتحدث عن العيد منذ أربعين سنة، فأفاض الأستاذ حماد في الحديث، وأشار إلى توزيع الثياب الجديدة والأطعام، أما السيدة زينب لبيب فقالت: إن العيد لمصافاة القلوب، فتذكرت كيف كنا ننتظره في القرية لنقضي على الخصومات بين أهلها، ثم انتقدت السيدة زينب المرأة التي تتشدد في طلب الملابس بمناسبة العيد، وقالت: إن رسالة المرأة هي تأليف القلوب، ونشر السعادة في الأسرة.
وكأني بالدكتورة بنت الشاطئ قد شاءت أن يكون موضوعها «أسلوبنا في العيد» غربلة لكل ما قيل، فانتقدت عاداتنا في الأعياد، ورسمت لها مشروعًا جديدًا لتكون أعيادنا أكثر جدوى، وذلك بأن يكون العيد ذكرى لمن أحسنوا في العام الماضي ضبط النفس، ثم حثَّت المرأة على الجهاد في سبيل الخير والحق والجمال.
وبهذه المناسبة أتحفنا الأستاذ عز الدين فراج بإضمامة طريفة من أقوال نوابغ الغرب في شخصية النبي الأعظم، لقد أنصف هؤلاء العلماء من خلق إنسانية جديدة انتشرت في جميع أقطار المسكونة، فمتى يقدم منا نحن الشرقيين من يدرسون هذا المواطن الأسمى درسًا منصفًا مثل هؤلاء؟ لن يكون هذا إلا عندما نبرأ من دائنا الاجتماعي، فترينا أعيننا الشخوص كما هي لا كما نتخيلها بأعين الملل والنحل.
فإلى العرب أجمعين والمسلمين قاطبة، نقدم أخلص التهنئات، ونتمنى أن نثب الوثبة الكبرى قبل العيد القادم.
وفي هذه الفترة سمعت أيضًا قصصًا من الحياة: «كلب وثلاثة رجال»، و«بائع الزهور»، وهما مسليتان أيضًا، وإن خلتا من روعة أسطورة الكيلاني.