الفصل الثامن والثمانون
عندما كان الشيخ محمد عبده يحادث أرباب السياسة في لندن كان أغلبهم يقول له: «كثيرًا ما سمعنا من الأجانب الذين ينتمون إلى البلاد المصرية أخبارًا متعلقة بها، لكنا لا نحلها محل الاعتبار؛ لما نعلم عن بعدهم عن الشَّعْب المصري الحقيقي، أما أنت فلكونك عريقًا في المصرية، وعالمًا من علماء المسلمين، فنحب أن تبين أفكارك، وما تعلمه من أحوال الأهالي المصريين، وشئون أمرائهم واستعداداتهم، وما يليقون له، وما يليق بهم؛ فإنا نرى ذلك منك حاكيًا عن حقيقة الأمر فيهم، وكاشفًا عن أفكار أهالي مصر عمومًا»، وقد أشارتْ إلى هذا المعنى جريدةُ «البال مال جازيت».