الفصل الخامس والتسعون
جزمتْ جريدة «نوفيل بريس ليبر» أن الباعث على سفر البارون كورسل (سفير فرنسا في برلين) إلى وارزين هو أهمُّ حدث سياسي، وفي ظنها أن الحديث بينه وبين البرنس بسمارك انتقل إلى موضوعِ الحرب الصينية ومسألة الكونغو، قالت الجريدة: «إن بسمارك قد غير منهجه السياسي الذي سلكه من سنة ١٨٧٠، كان مضطرًّا لإبعاد فرنسا عن سائر الدول، واليوم وَجَّهَ عزيمته لإبعاد إنجلترا.»
ولَمَّا اجتمعَ الأباطرةُ الثلاثة في سنة ١٨٧٢ اضطربت خواطر الفرنسيين وكان كل منهم يحدث نفسه: هل يُنتظر اتفاق بين الأباطرة على مناوأة الجمهورية؟ أما إذا اجتمعوا في هذا العام فلا يخالط الريب قلب فرنساوي، بل تكون النُّفُوس ساكنة مطمئنة، ولا يوجَد في دولة أوروبية ما يوجب حدوثَ قلق في باريس بأي وجه كان، بل يوجد ما يثبت الطمأنينة، فإن مِنْ نية البرنس «بسمارك» في وارزين أن يقرب فرنسا إلى سائر الدول البرية، وإن زيارة البارون كورسل للبرنس تعد أكبر شاهد على ما نقول. ا.ﻫ.