الفصل الخامس والثلاثون
إن مستر بلونت الذي اشتهر بمحبة المسلمين والمدافَعة عن المصريين، لما رأى ما وصلت إليه المسألةُ المصرية من الارتباك واشتداد الخَطب فيها على حكومة إنجلترا وصعوبة تدارك الخلل الذي عرض لها؛ تدبر في حل للمسألة ونشره في التايمس فأحببنا نشره في جريدتنا مجملًا وهو:
على الحكومة الإِنجليزية أن تتفق مع سائر الدول على جَعْل البلاد المصرية مستقلةً في إدارتها (يريد بذلك أن يكون حُكَّامها منها لا من دولة أجنبية) ويكون الكافل لهذا الاستقلال جميع الدول بدون امتياز قوانين التصفية، واختصاصات الأجانب يجب تعديلها، كل مسألة يقع فيها اختلاف فلا يكون إنهاؤها إلا باتفاق الدول الأوروبية، تحكم فيها بما تشاء، لا ينبغي أن يكون في الجندية ضباط من الأجانب، وقنال السويس يلزم أن يعتبر طريقًا عامًّا يشترك فيه جميع الأُمم ويكون تحت رعاية الدول جميعًا، يجب أن تكون إدارة البلاد بيد حكومة يقيمها الأهالي بانتخابهم.