الفصل الحادي والأربعون
ارتَفع الستار وانتُهك الحِجاب عن ضعف الحكومة الإِنجليزية ووهن عزيمتها في المسألة المصرية، ولم تبقَ فيه ريبة لمرتاب بين الدول الأوروبية، وانطلقت عليها الألسن وسُلَّت سيوف الملام، من ذلك ما هزأت به جريدة «الريبوبليك فرانسيز» وسخرت فيه بدولة إنجلترا عند كلامها على فصل نشر في جريدة «البال مال جازيت».
قالت: إن ما تهددنا به الجرائدُ الإِنجليزية لا تأخذنا منه رهبةٌ ولا ترعدنا منه خيفة، بعد أن رأى الفرنسيون عجز حكومة بريطانيا عن حماية جوردون، وعلموا أن عددًا من عرب السودان اخترق صفوف الجيوش الإِنجليزية المنظمة، وما كان لهم سلاحٌ إلا العصي والخناجر، وأن فرنسا لا تزال تطلب من إنجلترا أن تعيد إليها ما فقدته من حظ السلطة في شواطئ النيل، وما ظهر من عجز إنجلترا وضعفها القاضي بالحيرة والعجب لا يخفف سوء تأثيره إلا بمساعدة فرنسا.
قعد كليفورلويد من المصريين مصاعد الأنفاس، وخنقهم بخناق من الجور، وصار فيهم خلفًا لعرابي (كذا) ونِعمَ الخلف، إلى القوة الفرنسية فك هذا الخناق الضيق الذي كاد يقطع أنفاس المصريين، أما أوروبا فتستريحُ خواطرُها ويسكن اضطرابها بعدما أقلقها ضعف الإنجليز الذي لا دواء له ومطامعهم التي لا حَدَّ لها … ا.ﻫ.
فهل انكشف للشرقيين ما وضح لدى الأوروبيين أو لا يزالون عنه غافلين؟