الفصل الثاني والخمسون
جاءتْ إلينا الجرائدُ الهندية فسَرَّنا اعتدال سيرها في خدمة أوطانها، وزادنا سرورًا عنايتُها بترجمة مقالاتنا المتعلقة بأحوال الشرقيين عمومًا والمسلمين خصوصًا، ونقلها من اللسان العربي إلى اللسان الهندي، فلله شكرها على ما صنعت، ونخص من بينها جريدة «أخبار دار السلطنة» التي تطبع في كلكته، وجريدة «مشير قيصر» التي تطبع في لكهنو، وهذا كان أملنا في أرباب تلك الجرائد، وليس بغريب على غيرتهم الدينية والوطنية.
هذا ما كان من مسلمي الهند وهم في قبضة الإنجليز من مدة تزيد على قرن، وإننا نأسف غاية الأسف مما بلغنا عن بعض المصريين من أنهم يمتنعون عن استلام ما يرسل بأسمائهم من أعداد هذه الجريدة خوفًا ورهبةً، مع أنهم أحقُّ النَّاس بالإقدام على أُمور عظام في هذه الأوقات، فإن الآمال فِي خلاصهم قوية والوسائل إليه قريبة، فكيف يصل ببعضهم الخوفُ إلى الامتناعِ عن استلام جريدةٍ هم أولى بها من غيرهم؛ إذ أهم ما فيها الدِّفَاع عنهم.