حاملات القرابين: عن اليونانية القديمة
«أوريستيس: آه يا والِدي! لو كنتَ قُتلت تحت أسوار إيليوم مجروحًا برمح لوکیاني، إذن لَتركتَ شهرةً عظيمة لأولادك في أبهائهم، ولَأثرتَ إعجابَ الناس بحياتهم في مسيرهم، ولَوجدت قبرًا في أرضٍ وراء البحر، مرتفعًا عاليًا بالتراب المكوَّم، ولَما تركت عِبئًا ثقيلًا يَنوء بحمله بيتك.»
يضمُّ هذا الكتاب المسرحيتَين الثانية والثالثة من ثُلاثية «الأوريستيا» (أجاممنون، حاملات القرابين، ربَّات الانتقام)، التي تدور أحداثها حول عائلة «أجاممنون»، ولعنةِ الدماء التي تصاحب القَتَلة؛ ففي مسرحية «حاملات القرابين» تطارد هذه اللعنةُ «كلوتايمسترا» بعد قَتْلها زوجَها «أجاممنون»؛ إذ تحلم حُلمًا مفزِعًا ترى فيه أنها ولدَت أفعى وأرضعَتها كما لو كانت طفلًا، فترسل ابنتَها الأميرة «إلكترا» وخادمتَها تحملان القرابينَ إلى قبر «أجاممنون» عسى أن تُرضِي روحَه الغاضبة، لكن ابنها «أوريستيس» يَعود لينتقم لأبيه، فيقتلها ويقتل عشيقها. وفي المسرحية الثالثة تُطارِد ربَّات الانتقام «أوريستيس» ليُعاقِبنَه على قتلِ أمِّه، فتساعده كاهنة «أبولو» على الهرب إلى أثينا لعرض قضيته؛ وعندئذٍ تُعقَد المحاكَمة بين الآلهة، ويقف «أبولو» مُدافِعًا عن «أوريستيس» لأنه قد ثأر لأبيه، فتحكم أثينا بعدالةِ قضية «أوريستيس» والعفوِ عنه.