الموشحات الأندلسية وكلام شاعر الإسبان في أدب الأندلس
فعلت البيئة فعلها في عقول العرب لما نزلوا الشام والعراق وفارس، فلما انتقلوا إلى
الأندلس جاء شعرهم خلابًا بمعانيه وتصويره وتأثيره، كأنه نمط آخر من شعر المشارقة،
احتفظ بجميع ضوابط الشعر وأصوله، وجاء شعرًا صادرًا من أعماق القلوب لا من أطراف
الشفاه، والذي ساعد عرب الأندلس
١ على بلوغ شأو العظمة اتساع نطاق العلوم والفنون والفلاحة والصنائع عندهم،
وقد ذاقوا كلهم لذة المعارف، وتنافسوا في ابتكار ما يمتازون به، والشعر يرفع أقدار
نفوسهم، وكان على القضاة أن يتقنوا صنوفًا من العلم حتى يحلوا من الناس محل التجلة
والكرامة، وقد بلغوا درجة عليا في فنون البناء والموسيقى والقريض، وارتقى الأدب في أهل
الأندلس حتى في النساء لشيوع التعليم في العامة والخاصة، وغلب الشعر على أصقاع بعينها
مثل شلب ووادي آش
٢ حتى قل من أهل شلب من لا يقول شعرًا ولا يعاني أدبًا رائعًا، ولو مررت
بالفلاح خلف فدانه وسألته عن الشعر قرض من ساعته ما اقترحت عليه، وأي معنى طلبته
منه.
وللأندلسيين فضل السبق في اختراع الموشحات التي تهيج النفوس الخاملة، وتتشربها القلوب
لسلاستها، كأن سماء الأندلس أوحت إلى قرائحهم ما لم توحه سماء الشرق. وتجارى غواة
القريض في نظم هذه الموشحات وترديدها
٣ إلى الغاية، واستظرفها الناس جملةً، لسهولة تناولها وقرب طريقتها، وقد كثرت
اختراعاتهم في المعاني، وألبسوا الشعر ديباجة مستملحة كسرت قليلًا من قيوده، وألبسته
حلة مدنية كالحلل العراقية والشامية أيام رواج الشعر في بعض أدوارهما الراقية.
من جملة ما حمله العرب إلى الغرب روحهم الشعري فأُولع به مَن حذقوا اللغة العربية،
ولم يكن الشعر قد ارتقى في بعض أمم الغرب، وكانت بعض الأمم إلى عهد قيام العرب لا تعرف
لها شاعرًا يرفع رأسها بشعره، اللهم إلا بعض آغانٍ أشبه بشعر العامة منه بشعر الخاصة،
فكان من اختلاط العرب بالإفرنج في الأندلس وصقلية وجزائر الباليار ما لقن تلك الأمم ولا
سيما الأمم اللاتينية معنى الشعر، فنقلوا عن العرب ما أولعت به نفوسهم ولاءم طباعهم،
وعالج العرب ما خلا الشعر جميع ضروب الأدب
٤ كالملاحم والحب والفروسية، وأحرزت الوقائع العجيبة التي كانت تتخلل قصصهم
موقعًا عظيمًا في النفوس، فكانوا، وهم الفنانون المنقطع نظراؤهم، يزينون كل ما يمسونه
بتصوراتهم الباهرة. واخترعوا في إسبانيا
٥ قصص الفروسية، ومن عادة العرب أن يجتمعوا كل مساء تحت خيامهم، يستمعون إلى
من يدهشهم بقصصه، وكانت هذه القصص في غرناطة يتبعها رقص وغناء.
كانت القصائد التاريخية والمواليا الإسبانية محتذاة أو مترجمة عن العربية تُذكر فيها
أعياد الأيام، وألعاب الخاتم، وصراع الثيران، ورقص الفرسان، ولم يبتكر الإسبانيون شيئًا
في هذا المعنى قبل القرن الخامس عشر، وهذا الظرف هو الذي جعل لعرب إسبانيا شهرة في كل
أوروبا. وقد قال فرنسيسكو فيلاسباسا شاعر الإسبان لهذا العهد: لم يُصب شعب
٦ من موهبة الشعر الإلهية بقدر ما أصاب الشعب العربي منها، فكان من ولوعه
بالشعر ومن ثقافته التواقة إلى الحرية والبطولة ما وسم شعره بطابع خاص كان شعاره منذ
ظهوره، وما انتصار الإسلام الباهر إلا انتصار للشعر العربي أيضًا. وسيطر العرب إبان
انتصاراتهم على أرقى شعوب الأرض وامتزجوا بهم، فأخذ عنهم المصريون والبيزنطيون
والرومانيون مناحي جديدة، بدأت منذ ذلك الحين تسود خشونة شعرهم القديم، ولم يتعدَّ هذا
التأثير الخلابة في التركيب والتلاعب بالألفاظ، وظلت القصائد العربية القديمة سليمة لم
يطرأ عليها فساد القلوب، ولا تصرفت بها الألسن على هوى الرواة، فكانت كالإرث الثمين
يتناقلها الناس جيلًا بعد جيل، وظل بدو الصحراء رعاة النجوم أو في الشعوب خبرة في تخير
الأخيلة، وأوفرها غنًى بالمادة الشعرية، ولم تتهيأ للشعر العربي في عامة الأقطار التي
اكتسحتها العرب تربة أصلح من تربة الأندلس، ولا زها في بلد من البلدان زهوته في هذا
البلد.
قال: وكان قواد العرب أولًا ومن بعدهم الخلفاء والأمراء مثالًا للشعب في بث الفكرة
الأدبية في الأندلس العربية، تكاد لا تستثني منهم واحدًا لم يخلد اسمه بقصيدة غرام أو
حماسة منذ أنشأ عبد الرحمن الأول تحيته الوطنية الممتعة التي خاطب بها النخلة الأولى
التي غرسها بيده على ضفة النهر الكبير، إلى أن أنشد أبو عبد الله على ضريح مريم موشحته
المشجية راصفًا قوافيها بفلذات قلبه المنفطر الدامي، وإن أنسَ لا أنسَ المعتمد آخر ملوك
إشبيلية، وفي رأيي أن شعره أجلى مثال للشعر العربي، إن لم يكن بجماله، فبالتشاؤم الذي
فيه، وبالشؤم الذي رافق حياة صاحبه، وكان حلقة من سلسلة الأبطال الذين ناوأهم القدر في
مختلف أدوار التاريخ.
ونسج الأشراف على منوال سلاطينهم، فنمت رياض الأدب الغنائي، وأزهرت في ظلال السيوف
فتفشت عدوى الاشتغال بالأدب العربي بين أساقفة النصارى ممن استعربوا في ذاك العهد،
فراحوا يقرضون الشعر بلغة عربية عالية، وهو لعمري حدث وحيد من نوعه في التاريخ، وفاضت
أرض الأندلس الممرعة بعلوم الإسلام وآدابه التي عمت العالم، وقامت النفوس التواقة إلى
العرفان في أقاصي البلدان، تبرد شفاهها الظمأى بترشُّف ينابيع الحب والسلام المتفجرة
من
الشعر العربي في قرطبة وطليطلة أولًا، وإشبيلية وغرناطة آخرًا، ونظم سلفستر الثاني بابا
رومية قصائد عربية لها أوزانها وقوافيها.
وظلت اللغة العربية لغة التقاليد في الحب والعلم والشعر في كل من صقلية وبروفنسا
وإيطاليا وبيزنطية بل في قلب بلاد ألمانيا، ورافق الشعر جيوش العرب الفاتحين وسفنهم
الظافرة، وواكبت قوافيه قوادهم، فكانوا يولجونها في الصدور على سنان الحراب، ناشطين
لإذاعتها نشاطهم لإذاعة سور القرآن الكريم، ولم يكن جل أناشيد طبقاته القديمة وكثير من
آغاني شعراء الولايات الجوالين غير قصائد عربية لشعراء الأندلس، أُدخل عليها بعض
التطور، وبقيت محتفظة بأثر الروح الشرقي. وبالعربية نظم الإمبراطور فريدريك الثاني ملك
صقلية مقاطيع ممتعة، وجمع في بلاطه رهطًا من علماء الإسلام وشعرائه ليتخذهم ذريعة يبعث
بها في ملكه ما كان للأدب العربي من بهاء في دمشق وبغداد وقرطبة وإشبيلية، وهي المدائن
الأربع التي كانت في ذلك العهد قبلة أنظار النهضة الأدبية في العالم أجمع، وقد اتضح
للباحثين من المعاصرين أن في شعر دانتي الذي هو فخر أمة بأسرها، مآخذ صريحة مردودة إلى
الأدب العربي.
قال: وإن روح الفروسية التي سادت القرون الوسطى، وأحالت همجية الحروب إلى مداعبات
على
ظهور الخيل في ميادين الألعاب وأنتجت من الحب أدبًا عاليًا، ومن المرأة صنمًا معبودًا،
لهي روح خلقها الشعر العربي، وحملها إلى العالم على أجنحة موشحاته، فعم العالم «الأدب
المنمق» الذي سبق «الرومانطيقية»
٧ ببضعة أجيال، ولئن كان للشعر العربي هذا التأثير في العالم، فأحر به أن
يكون في إسبانيا أشد بلوغًا منه في غيرها، كيف لا وقد عاش العرب سادة فيها مدة ثمانية
قرون، شادوا في خلالها أفخم صروحهم الهندسية والعلمية والأدبية، لا جرم أن ملوك الكثلكة
الظافرين أجلوا العرب منذ قرون عن شبه الجزيرة الإسبانية، ولكن اللغة العربية ما برحت
تمد معجمنا بما ينيف عن ربع مفرداته، كما أن أنوار آدابها ما فتئت تلهب مخيلاتنا
بأشعتها، وتسعر دماءنا بحرارتها، دافعة بنا إلى مجازفات تنطوي على جِنة، تراها ماثلة
أي
مثول في حكايات دون كيشوت وأضرابه من الفرسان، وقد تأثر جل أدبنا الروائي وشعرنا بما
اندمج فيه من الأسلوب العربي المحض، حتى إن أوزان التفاعيل الثمان، هي في الأصل بحر
اتخذه شعراؤنا، ونظموا به على قافية واحدة، تتكرر في جملة الأبيات على نحو ما هو مألوف
في الشعر العربي.
ثم قال: «ويتعذر علينا، نحن الإسبانيين، إتمام أبحاث تاريخنا، والنظر في آداب لغتنا،
إن لم يستعن مؤرخونا ونقادنا في مباحثهم بلغة المعتمد وأبي البقاء، أو يستمدوا من
المخطوطات العربية المبعثرة في أنحاء العالم، وإنك لتجد في جميع الآثار التي خلفها
كتَّابنا الأقدمون مسحة انتقادية هي أثر المعارف العربية الباسطة نورها على اللغات
الحديثة منذ أنشأ «الدون خوان مانويل» كتابه المسمى «كونده لوكانور»، إلى أن ألَّف
«روخاس» كتابه «كالستينا»، ولا نغفل عن التنويه بمؤلفي «اللمح» وسواهم من كبار الكتَّاب
والمنشئين، وليست جميع القصائد المجموعة في كتب الآغاني الإسبانية لمختلف الشعراء سوى
انتحال ما في الدواوين الشرقية من شعر، فإنك ترى ناظميها يرافقون في أناشيدهم الإيقاع
المتكرر في ألحان الرباب.
ليس في طاقتنا، معاشر الأندلسيين المؤمنين بالنصرانية، أن نجحد دين أسلافنا المسلمين،
فلئن كان الأول دين سرائرنا، فالثاني ما برح نتاج خيالنا القومي المزدان ببدائع
التصوُّر، وإننا على رغم لباسنا الحديث، وإهمالنا لغة أسلافنا العرب، ما نزال أحفاد
أولئك البدو الذين تعودوا في وحشة الصحراء أن يخاطبوا الله وهم قعود أمام مضاربهم
المنسوجة بوبر الإبل، ولو نزعنا بعض الكلس عن جدران جل كنائسنا، لألفينا تحته لمعًا
مذهبة لاسم الله الأقدس محفورة بحروف كوفية، ولو خدشنا بالأظافر بشرتنا الأوربية
الصفراء لبرز لنا من تحتها لون بشرة العرب السمراء. إن قوميتنا الغربية هي العرض
الظاهر، أما القومية الشرقية فهي حقيقتنا الخالدة، وما كانت عامة ثوراتنا الأدبية
القديمة والحديثة في الغالب غير أثر الروح العربي الذي يطفر من سويداء قلوبنا محتجًّا
ناقمًا؛ لأن ابن الصحراء المتمرد الحر الذي تعود الهواء الطلق تحت نور الشمس لا يقوى
على الحياة خلف القضبان المتراصة في الأقفاص المظلمة المثقل جوها بكثافة القواعد
المنطقية والمناهج اللغوية.
إن «غونغورا» أصفى شعرائنا روحًا يشبه كبار الشعراء في بلاط الأمويين في قرطبة، أولئك
الذين جمع لهم الحكم الثاني في قصر مروان أغنى مكاتب العالم، جاعلًا لهم من حدائقها
ميدانًا لفنهم وخيالهم، وقد عُرف «غونغورا» بالتباس في تأدية المعنى، وما ذاك إلا لتملك
الطريقة العربية من نفسه، إلى حد لم يجد معه في مفردات لغته ما يستطيع أن يعكس بها
ألوان معانيه الشرقية، لذلك تراه ينقل إليك بدمدمة غامضة، الآيات العظيمة التي رفعت
نفسه إلى درجة الذهول.»
هذا ما قاله شاعر إسبانيا، ثم عدد تأثيرات النفوذ العربي في الشعر الإسباني والإيطالي
والألماني، وقال: إن الأدب العربي أثر في أعظم من رفع للرومانطيقية لواءها، وبعد أن
أورد أسماء كثير من الشعراء تأثروا بمؤثرات العرب، قال: إن التأثر بالأدب العربي البادي
في آداب اللغة الإسبانية ظاهر في أناشيدهم الشعبية التي تمثل نفس أمته الشاعرة تستشف
من
خلالها إخاء الأمتين وإن النشيد الغرناطي لشديد الشبه بالنشيد البغدادي.
الموسيقى الأندلسية والرقص الأندلسي
هذا ما كان من الشعر وتأثيره في الغرب، أما الموسيقى فكان العرب في عامة أدوارهم
مولعين بها منذ ذهبت عنهم وحشة البداوة، ومنهم الخلفاء والأمراء والقضاة والعلماء والفلاسفة
٨ والأدباء، أعظموا قدرها في التهذيب
٩ وأعطوها صدر المقام فيه، حتى تخوف بعض علماء الدين منها وبدءوا يفكرون هل
الموسيقى جائزة شرعًا، وما هو القدر الذي يُباح منها، وهنالك تآليف كثيرة تُعنى بالبحث
في العلاقة بين الموسيقى وحسن الأخلاق وسلامة الدين، وقد خصص الغزالي قسمًا كبيرًا من
كتابه إحياء علوم الدين لهذا الموضوع، وألَّف كبار رجال الإسلام في فن الموسيقى
فأبدعوا، وبدأت الموسيقى العربية تسري من الحجاز، نقلها إليه جماعة الموالي عن الفرس
والروم، وكانت الجارية التي تحسنها يُبالغ في قيمتها، ويتنافس فيها الملوك والعظماء
والأغنياء، هكذا كان الحال في فارس والعراق والشام ومصر والأندلس، والمنكرون قلائل،
والمسمعون والمستمعون كثار.
وكان المسمعات والموسيقاريات يتعلمن صنوفًا من الأدب فيأخذن بمجامع القلوب، بل كان
منهن من يجتمع له من أصناف العلوم ما لا يجتمع مثله إلا للأفراد مثل جارية ابن عبد الله
المتطبب الأندلسي
١٠ في النصف الأول من المائة الخامسة، فإنها كما قال ابن حيان: لم يُرَ في
زمانها أخف منها روحًا، ولا أسرع حركة، ولا ألين أعطافًا، ولا أطيب صوتًا، ولا أحسن
غناءً، ولا أجود كتابةً، ولا أجود خطًّا، ولا أبدع أدبًا، ولا أحضر شاهدًا، مع السلامة
من اللحن في كتبها وغنائها، لمعرفتها بالنحو واللغة والعروض، إلى المعرفة بالطب وعلم
الطبائع ومعرفة التشريح، وغير ذلك مما يقصر عنه علماء الزمان، وكانت محسنة في صناعة
الثقاف والمجاولة بالتراس، واللعب بالرماح والسيوف والخناجر المرهفة، لم يُسمع لها في
ذلك بنظير ولا مثيل ولا عديل، ثم إن الأمير هذيلًا اشترى كثيرًا من الجواري الحسنات
المشهورات بالتجريد، طلبهن في كل جهة، فكانت ستارته أحسن ستائر
١١ ملوك الأندلس، واشترى تلك الجارية البديعة بثلاثة آلاف دينار. ورُوي أن بعض
خلفاء العباسيين ابتاعوا بعض الجواري من هذا الطراز البديع بمائة ألف دينار.
وكان في مدينة آبدة في الأندلس من أصناف الملاهي والرواقص المشهورات بحسن الانطباع
والصنعة ما تظنهن فيه أحذق خلق الله تعالى باللعب بالسيوف والدكر وإخراج القزى والمرابط
والفتوخة، ولأهل الأندلس كما لأهل الشرق آلات من الطرب وألوان من الملاهي كادوا يتفردون
بها، فمنها خيال الظل أو الخيال الراقص والكرج والعود والروطة والرباب والقانون والمؤنس
والكثيرة والقيثار والزلامي والشقرة والنورة والبوق،
١٢ ودام الغناء واللهو والأوتار والرقص في الأندلس إلى عهد خروج العرب منها،
على حصة موفورة، فكان من الطبيعي أن يأخذ الإفرنج عنهم ولا يزال إلى اليوم غناء
الإسبانيين يشبه غناء العرب وموسيقاهم كأنها موسيقاهم، وكذلك رقصهم وكثير من أدوات
لهوهم.
هكذا الحال في إسبانيا والبرتقال اليوم، بل في جمهوريات أميركا الجنوبية، ولا سيما
أهل الأرجنتين
١٣ والبرازيل، وما زالت موسيقاهم وأنواع رقصهم عربية إلى اليوم أو تشبه
العربية كثيرًا؛ ذلك لأنها منذ كان العرب سادة إسبانيا كانت موسيقاهم قائمة على علم
مقرر محرر بفضل زرياب الذي رحل من الشرق، فأدخل الموسيقى في المغرب، وعنه أخذ
الأندلسيون وجيرانهم، وما فتئت الموسيقى كالرقص إلى يومنا هذا في إسبانيا أو في البلاد
التي تغلبت عليها إسبانيا في سالف الدهر عربية لم يدخلها غير تعديل طفيف بحكم الزمن
وطول العهد.