الدراسات الإسلامية
اتساع ميدان العلم – دليل الاستشراق
كان علم الدراسات الإسلامية، ذلك الفرع الصغير نسبيًّا في شجرة علوم الاستشراق، واضح المعالم والحدود نوعًا ما في مطلع القرن العشرين. فلما ظهر كتاب جوستاف بفانموللر في عام ١٩٢٣م «دليل الأدب الإسلامي» (استعملت الكتاب في حديثي عن الفترة القديمة في أكثر من موضع وأخذت عنه أحيانًا حرفيًّا) كانت المادة التي عالجها العلماء المتخصصون في الاستشراق قد نمت نموًّا عظيمًا. ومنذ ذلك الحين حتى الآن ظهرت أبحاث تفصيلية وإجمالية كثيرة كثرة تجعل من المحال تقريبًا أن يعرف الإنسان طريقه وسط الكمية الضخمة من النشريات، أو حتى أن يُلِم بأسمائها وموضوعاتها بانتظام. وربما سهل الأمر على مَن عاصر العشرات الأخيرة من هذا النمو الهائل شخصيًّا، أما الطلاب الذين يهبون مادة الدراسات الإسلامية أنفسهم في الوقت الحاضر، فإن الوضع بالنسبة إليهم يلوح كأنه مُيئِس، فهم يجدون أنفسهم حيال جبل من المؤلفات المتخصصة، ويبحثون بلا جدوى عن مرشد، فلا يجدون.
لهذا كان اهتمام برتولد شبولر (١٩١١م) بإخراج «دليل الاستشراق» أمرًا يستوجب الترحيب في هذه الظروف، وهو كتاب يهدف إلى تمهيد الطريق أمام الطالب إلى مادة علوم الاستشراق المختلفة، على نحو منظم. وقد ظهر المجلد الأول الخاص ﺑ «تاريخ البلاد الإسلامية» يجمع فصولًا بقلم شبولر نفسه، وبقلم ي. كيسلنج، وﻫ. شيل، وج. يشكه، وآخرين، في ثلاثة أجزاء عام ١٩٥٢ و١٩٥٣ و١٩٥٩م، وظهر المجلد الخاص بالأديان يجمع فصولًا بقلم يوهان فوك عن السُّنَّة، وبقلم ر. شتروتمَن عن الشيعة والخوارج عام ١٩٦١م. وظهر المجلد الخاص بالشريعة الإسلامية بتمهيد في الشريعة الإسلامية الأساسية بقلم أوتو شبيس وأ. بريتش، ويجمع فصولًا مختلفة عن الشريعة حديثًا في البلاد الإسلامية المختلفة (بقلم متخصصين أجانب) عام ١٩٦٤م. ويُلاحَظ أن الأجزاء المكوِّنة لهذا الكتاب الكبير جاءت متفاوتة نوعًا ما في لونها، كما يحدث عادة عندما يشترك نفرٌ كبيرٌ من العلماء المتخصصين في إنشاء عمل واحد. على أن هذا الكتاب في مجموعه لا يعدو أن يكون معينًا أوليًّا يفيد المبتدئين خاصة.
والصعوبات الحقيقية لا يمكن التغلُّب عليها بكتاب دليل ولو كان الكتاب الدليل مثاليًّا غير ذي تفاوت في أجزائه. وتصور إمكانية الإحاطة بكل ميادين الدراسات الإسلامية إحاطة علمية شاملة، والقيام علاوة على ذلك بالبحث، على فرض توافر الوقت والطاقة، تصوُّرٌ يتأكد بمرور الوقت مدى ما يعتوره من وهْم. وقد جمع برتولد شبولر ولودفيج فورر عناوين المؤلفات التي ظهرت في الفترة ما بين عامَي ١٩٣٩ و١٩٤٩م خاصة بالشرق الأدنى، وذلك في السلسلة التي يخرجها كارل هون عن تقارير الأبحاث العلمية، واحتاجا لذلك إلى أكثر من ٢٠٠٠ صفحة. كذلك صنف ج. د. بيرسن «الفهرس الإسلامي» وهو قائمة تضم الدراسات التي نُشرت بالمجلات ومجموعات المقالات خاصة بالدراسات الإسلامية (يعني دون ما نُشِرَ في شكل كتب) في الفترة بين ١٩٠٦م و١٩٥٥م، فزادت على ٢٦٠٠٠ عنوان، ثم أُتبِعَ الفهرس بمجلد للأعوام من ١٩٥٦م إلى ١٩٦٠م يضم ما يزيد على ٧٢٠٠ عنوان. فمن ذا الذي يستطيع الإحاطة بمادة في هذا الحجم؟! ليس أمام العلماء من حل سوى اختيار طائفة محدودة من الموضوعات من بين الكمية الهائلة من موضوعات العلم والبحث المتشعبة، وتركيز البحث الخاص على نقط بعينها، والرضا فيما عدا ذلك بفكرة إجمالية عامة عن العلم في مجموعه. وهذا هو ما حدث حتى الآن فعليًّا، وإن يكن عن قصد وشعور واضح في كل الأحوال. كل مستشرق له ميادين تخصصه التي يتقنها نوعًا ما، في حين يعرف ميادين العلم الأخرى معرفة يشوبها النقص. وليس المهم أن يكون الإنسان عليمًا بكل شيء، ولكن المهم هو أن يضع مِجسَّه على نقاط تتسم — إذا ما قِيست بالمادة في مجموعها- بالأهمية، وتؤدي على هذا النحو إلى فهم شيء جوهري. على أنه من المرغوب فيه أن يقوم العالِم المتخصص، الذي تدفعه الظروف التي أشرت إليها إلى أن يصبح متخصصًا في موضوعات بعينها، بتلخيص نتائج أبحاثه وخلاصة أفكاره وتوصيلها في لغة مفهومة إلى زملائه في التخصص من ناحية، وإلى غير المتخصصين من ناحية ثانية. وهذه هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن بها للمتخصص أن يضع نفسه في إطار أوسع ينتج ما فيه النفع والفائدة. فإذا لم يفعل، تعرض لخطر التحوُّل إلى شخص غريب الأطوار بما أُوتي من علم متخصص.
والأرقام التي أشرنا إليها ممثلة للنمو الهائل في النشريات الاستشراقية، تعني الإنتاج العالمي كله، لا الألماني وحده، وللألمان فيها نصيب. ونصيب الألمان فيها، خاصةً في فترة العشرين أو الثلاثين سنة الأخيرة، نصيب كبير، خاصة في ميدان الدراسات الإسلامية.
طبعات كتب السِّيَر – دراسات المخطوطات وقوائم المخطوطات
يختص عدد كبير من نشريات الدراسات الإسلامية الحديثة بتسجيل النصوص العربية وإعدادها (وكذلك الفارسية والتركية)، وهو عمل يُعَد تمهيدًا هامًّا للأبحاث التفصيلية التالية. هكذا اضطلع نفر من المستشرقين بإخراج طبعات من بعض كتب السِّيَر، فاشتغل هِلموت رِيتر وز. دِيدرنج بكتاب الصفدي الضخم «الوافي بالوَفَيات» وهو كتاب كأنه تكملة لكتاب ابن خِلِّكان «وَفَيات الأعيان»، وأخرجا منه (منذ ١٩٣١م) أربعة مجلدات. ويشتغل يوزف فان إيس (١٩٣٤م) حاليًّا بإخراج طبعة من الجزء التاسع. وقد نشر مانفرد فلايشمن (١٩٢٨م) كتاب ابن حِبَّان البُستي «مشاهير علماء الأمصار» (١٩٥٩م)، ونشرت سُوزانَا دِيفالد فيلتسَر كتاب ابن المرتضى «طبقات المعتزلة» (١٩٦١م)، ونشر رودولف زيلهايم (١٩٢٨م) كتاب سير العلماء لأبي عبد الله المَرزُباني (١٩٦٤م) المسمى «نور القبس المختصر من المقتبس في أخبار النحاة والأدباء والشعراء والعلماء».
وهناك مشروع هام بدأت الجمعية الشرقية الألمانية بمعاضدة جماعة البحث الألمانية عام ١٩٥٧م في تنفيذه، وهو إعداد كتالوج للمخطوطات الشرقية في ألمانيا، ويسير المشروع بخُطى حثيثة تحت إشراف فولفجنج فوجت، أول مدير للجمعية، الذي يضطلع بالإشراف والتحرير الإجمالي. ولم يبدأ العمل بعد بالنسبة للدراسات الإسلامية والدراسات العربية. ويتلخص المشروع في وصف الآلاف من المخطوطات العربية والفارسية والتركية التي لم تُبوَّب بعد. وقد اضطلع رودولف زيلهايم (١٩٢٨م) وإيفالد فاجنر (١٩٢٧م) وفولفجنج رويشل (١٩٢٤م) وح. جنجاني (تونس). أما العمل في المخطوطات الفارسية فيقوم به فيلهلم إيلرس (١٩٠٦م) مع فيلهلم هاينتس، وفي المخطوطات التركية مانفرد جوتس وباربرا فلمنج وهَنَّا زورفايده.
بلاد العرب قديمًا – محمد والقرآن
ظهرت كتب تعالج البلاد العربية قديمًا، منها الجزء المسمى «بلاد العرب» الذي ظهر عام ١٩٦٣م في إطار الكتاب الأساسي في علوم الآثار، وألَّفه أدولف جرومن (١٨٨٧م)، والجزآن اللذان صدرا حتى الآن من كتاب «العرب في العالم القديم» (١٩٦٣ و١٩٦٥م) من تأليف ف. ألتهايم ور. شتيل. هذا إلى مقالات صغيرة ولكن قيمة، ظهرت حديثًا منها: من تأليف فرنر كاسكل (١٨٩٦م) «مملكة لِحْيان العربية» (١٩٥٠م) و«لِحيان واللِّحيانية لغة وثقافة مملكة عربية قديمة» (١٩٥٤م)، و«أهمية البدو في تاريخ العرب» (١٩٥٣م) و«كشوف في بلاد العرب» (١٩٥٤م). ومن تأليف يوزف هينيجر (١٩٠٦م) «التضحية غير الدموية بالحيوان في عصر ما قبل الإسلام، من وجهة نظر علم الأجيال» (١٩٥٠م)، «هل ما يُسمَّى تقرير نيلوس مصدر علمي ديني صالح للاستعمال؟» (١٩٥٥م) و«التضحية بالبشر عند العرب» (١٩٥٨م) «في علم التنجيم وتقديس النجوم في شمال ووسط بلاد العرب» (١٩٥٤م) و«الاعتقاد في الأرواح عند العرب قبل الإسلام» (١٩٦٣م). كذلك ينبغي أن نشير إلى الدراسات الآتية: من تأليف يوزف كورت زولفرنك (١٩٣٤م) «إشارات إلى صيغ تشريعية عربية قديمة في القرآن»، ومن تأليف إليونوره هوبتنر (١٩٣٩م) «إشارات قرآنية إلى الثقافة المادية للعرب الأقدمين» (١٩٦٥م). وفي عام ١٩٤٥م أصدرت روزه كلينكه روزنبرجر ترجمة ذات تعليق لكتاب الأصنام لابن الكلبي. وعما قريب يظهر بقلم فرنر كاسكل تحليل نقدي ضخم لكتاب النسابة هشام بن محمد الكلبي. وهناك نشريات، بعضها ضخم، بقلم كارل راتينس (١٨٨٧م) وماريه هوفنر (١٩٠٠م) وهرمن فون فيسمن (١٨٩٥م) تختص بالجغرافية التاريخية وبجنوب الجزيرة العربية خاصة، ولا حاجة بنا هنا إلى الدخول في تفصيلاتها. ولا بأس من أن ننوِّه هنا إلى أن هرمن فون فيسمن أنتج أعمالًا أخرى؛ منها خريطة البلاد العربية قبل الإسلام، ونعني الخريطة المهمة المفيدة التي ظهرت في كتاب «بلاد العرب» لجرومن، الصادر عام ١٩٦٣م.
وهناك مقالات عديدة نُشرت في المجلات حول محمد والقرآن، بعضها من تأليف يوهان فوك (١٨٩٤م) وبعضها من تأليفي. وقد حاولت تلخيص الوضع الحالي للبحث في هذا الموضوع في كتابي الصغير «محمد والقرآن – تاريخ النبي العربي وبعثته» (١٩٥٧م) الذي توجهت به إلى طبقات أوسع من القراء (ظهرت منه طبعة ثانية عام ١٩٦٦م). ونشرْتُ عام ١٩٥٠م، اعتمادًا على عينة ترجمة للسورة الثلاثين من القرآن، مقالًا عن «حدود بحوث القرآن». وقد ظهرت بين عامَي ١٩٦٣ و١٩٦٦م ترجمة ألمانية كاملة للقرآن بقلمي، هي ثمرة اشتغال عميق بالنص القرآني استمر سنوات طويلة، وتقصد هذه الترجمة إلى المساعدة على فهم القرآن فهمًا تاريخيًّا، فهي تصوغ الأجزاء المختلفة على النحو الذي أعتقد أنها عُنيت به عندما نطق بها النبي العربي، وكثيرًا ما تضيف إضافات معيَّنة لتوضح العبارة الأصلية التي كثيرًا ما تتصف بالإيجاز والاقتضاب، وتضع هذه الإضافات بين أقواس حتى يُفرَّق بينها وبين النص الأصلي. وتتجه نيتي إلى نشر تفسير القرآن (بمعجم مفهرس) في الأعوام القادمة. ويقوم هِلموت جيتيه (١٩٢٧م) بإعداد الجزء الخاص بالقرآن وعلماء القرآن، «لمكتبة الشرق» التي يخرجها ج. ز. فون جرونيباوم.
التاريخ السياسي والثقافي
وتدور غالبية الدراسات التاريخية حول فترات تاريخية محددة تحديدًا ضيقًا، حول تواريخ أسر، أو حول مجموعة من مجموعات البلدان التي تحللت إليها الدولة الإسلامية الكبيرة في العصر العباسي. وتُضاف إلى هذه الموضوعات موضوعات مناقشة أسس الثقافة الإسلامية وعلاقتها بالهللينية. وهناك مجالان تاريخيان خاصان شملتهما الدراسة المنظمة وتوسعت فيهما هما: مجال كشف أوراق البردي ودراستها، ومجال جمع الوثائق ونشرها، وخاصة ما كانت منها متصلة بتاريخ الإدارة. ويرجع إلى أدولف جرومن (١٨٨٧م) فضل الاشتغال بأوراق البردي والعناية بدراستها، ويرجع إلى هانس روبرت رويمر (١٩١٥م) فضل العناية ببحوث الوثائق.
ونشير فيما يلي إلى النشريات الخاصة بالقطاعات المختلفة، ويحول مقتضى الحال بيننا وبين السعي إلى شمول النشريات كلها.
العصور الأولى – العصر الأموي – العصر العباسي
من أعمال فيلهلهم هونرباخ (١٩١١م) «فصل من كتاب الردة لأبي زيد بن الفرات الفارسي استخلصه من كتاب الإصابة لابن حجر – دراسة في تاريخ تدهور القبائل العربية بعد موت محمد» (١٩٥١م)، وبقلم يوزف لاتس «كتاب الوزراء والكتاب لابن عبدوس الجهشياري – العصور الأولى وعصر بني أمية» (ترجمة ١٩٥٨م)، وبقلم ألبرت ديترش (١٩١٢م) «الوصية السياسية للخليفة العباسي الثاني المنصور» (١٩٥٤م)، وبقلم فالتر هلليجه «وصاية الموفق» (١٩٣٦م) وبقلم مانفرد فلايشهمر (١٩٢٨م) «أسرة يزيدي – أثرها الأدبي ومكانتها في البلاط العباسي» (١٩٦٢م)، و«بنو المنجم – أسرة بغدادية من العلماء من القرن الثاني إلى الرابع الهجري» (١٩٦٣م)، ومن تأليف فيلهلم هونرباخ «في إدارة الجيش أيام العباسيين» (١٩٥٠م).
تاريخ مصر
بينما تعالج الكتب التي أشرنا إليها موضوعات من العصور الأولى ومن عصر الأمويين والعباسيين، تعالج المؤلفات الآتية تاريخ مصر خاصة: هناك من تأليف أدولف جرومن (١٨٨٧م) «دراسات في الجغرافيا التاريخية وفي الإدارة في مصر بالعصر الوسيط المبكر» (١٩٥٩م)، وبقلم ديتر موللر-فودارج، «الزراعة في مصر في العصر العباسي المبكر» (١٩٥٤–١٩٥٧-١٩٥٨م)، وبقلم هانس ل. جوتشالك (١٩٠٤م) «المضرائيون – دراسة في تاريخ مصر الإسلامية» (١٩٣١م) و«الملك الكامل وعصره» (١٩٥٨م) وبقلم هانس ر. رويمر (١٩١٥م) «تاريخ ابن الدواداري، الجزء التاسع، أخبار السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون» (١٩٦٠م)، وبقلم جوتس شريجله (١٩٢٣م) «سلطانة مصر» (١٩٦١م) وبقلم أنيماري شيمل (١٩٢٢م) «الخليفة والقاضي في مصر بالعصر الوسيط» (١٩٤٢م) وبقلم صبحي لبيب (١٩٢٤م) «تاريخ التجارة بمصر في العصر الوسيط المتأخر» (١٩٦٥م).
وينبغي أن نشير في هذا المقام إلى الجهود التي بذلت للكشف عن الوثائق البردية العربية الكثيرة ودراستها والإفادة منها، هذه الوثائق البردية كلها من مصر، وتشكل قبل كل شيء آخر مادة لتاريخ العصر الوسيط المبكر الإسلامي في مصر. نشط في هذا الميدان بصفة خاصة أدولف جرومن (١٨٨٧م) وعالج مجموعات كاملة من البرديات في نشريات نذكر منها: «أوراق البردي العربية بدار الكتب المصرية» (١٩٣٤–١٩٥٥م)، وكتب دراسات متعددة في مشكلات البحث في أوراق البردي العربية، وله كذلك كتاب تحت الطبع «تمهيد إلى دراسة الأوراق البردية العربية، ومنتخب منها». وقد ظهر الجزء الأول (التمهيد) منذ عام (١٩٥٤م). كذلك نشر ألبرت ديترش (١٩١٢م) أوراق بردي عربية ورسائل عربية من مكتب الدولة والجامعة الهامبورجية (١٩٣٧–١٩٥٥م).
تاريخ فارس
هناك مؤلفات كثيرة كثرة خاصة عن تاريخ فارس. من أعمال برتولد شبولر (١٩١١م) «عملية تحول فارس إلى الإسلام» (١٩٥٠م) و«إيران في العصر الإسلامي المبكر – السياسة والثقافة والإدارة والحياة العامة بين الغزو العربي والغزو السلجوقي، من ٦٣٣م إلى ١٠٥٥م» (١٩٥٢م) وبقلم هريبرت بوسه (١٩٢٦م) «البويهيون في العراق – السياسة والدين والثقافة والاقتصاد، ٩٤٥–١٠٥٥م» (١٩٦٥م)، وبقلم ي. كريستوف بورجل (١٩٣١م) «الرسائل الديوانية لعضد الدولة» (١٩٦٥م)، وبقلم هريبرت هورست (١٩٢٥م) «حكومة السلاجقة الكبار والخوارزمشاه – دراسة تعتمد على وثائق من العصر» (١٩٦٤م)، وبقلم هربرت ف. دودا (١٩٠٠م) «تاريخ السلاجقة لابن بيبي» (١٩٥٩م)، وبقلم برتولد شبولر «الجحافل الذهبية – المغول في روسيا ١٢٢٣–١٥٠٢م» (١٩٤٣م، طبعة ثانية ١٩٦٥م) وبقلم هانس ر. رويمر (١٩١٥م) «مقترحات لجمع وثائق تاريخ فارس الإسلامي» (١٩٥٤م) و«في وثائق تاريخ مصر وفارس في العصر الإسلامي» (١٩٥٧م)، وبقلم هريبرت بوسه «نظرة إجمالية في علم الوثائق الفارسية – نتائج ومشكلات» (١٩٦١م)، وبقلم هريبرت هورست «تيمور وخوجة علي – دراسة في تاريخ الصفويين» (١٩٥٨م)، وبقلم هانس ر. رويمر «تاج السلماني، شمس الحسن – تاريخ التيموريين من وفاة تيمور إلى عام ١٤٠٩م. النص الفارسي، مترجم إلى الألمانية» (١٩٥٦م) و«الرسائل الديوانية في عصر التيموريين – الشرفنامه لعبد الله مرواريد في دراسة تقييمية نقدية» (١٩٥٢م)، وبقلم فالتر هينتس (١٩٠٦م) «صعود إيران إلى دولة قومية في القرن الخامس عشر» (١٩٣٦م)، وبقلم هَنَّا زورفايده «انتصار الصفويين وتأثيره العكسي على شيعة الأناضول في القرن السادس عشر» (١٩٦٥م)، وبقلم هانس ر. رويمر «تدهور إيران بعد موت إسماعيل الفظيع ١٥٧٧–١٥٨١م» (١٩٣٩م)، وبقلم هانس موللر (١٩٢٧م) «خلاصة التواريخ للقاضي أحمد قُمِّي – الجزء الخاص بالشاه عباس الثاني، نشر وترجمة» (١٩٦٤م)، وبقلم هريبرت بوسه «دراسات في نظام الديوان الإسلامي تعتمد على وثائق تركمانية وصفوية» (١٩٥٩م)، وبقلم كلاوس ميشائل روربورن «أقاليم فارس والحكم المركزي بها في القرن السادس عشر والسابع عشر» (١٩٦٥م)، وبقلم فالتر هينتس «نظام الحسابات في بيوت المال الشرقية بالعصر الوسيط» (١٩٥٠م).
التاريخ العثماني
من ميادين البحث الهامة ميدان التاريخ العثماني. وقد سبق أن أشرنا إلى فرانتس بابينجر (١٨٩١م) في موضع آخر باعتباره ممثلًا لهذا التخصص من الدراسات الاستشراقية. وهناك أيضًا باول فيتك (١٨٩٤م) الذي دفع البحث في التاريخ القديم والتاريخ المبكر للدولة العثمانية إلى الأمام بكتابيه «إمارة منتشه – دراسات في تاريخ غرب آسيا الصغرى في الفترة من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر» (١٩٣٤م) و«ازدهار الإمبراطورية العثمانية» (١٩٣٨م). أمَّا إخراج الطبعات ومعالجة المصادر فنذكر من بينها: من أعمال فريدرش جيزه (١٨٧٠–١٩٤٤م) «كتب تاريخ عثمانية مجهولة المؤلف» (١٩٢٥م) و«التاريخ العثماني القديم لأشيك باشا زاده» (١٩٢٩م)، وبقلم فرانتس تشنر (١٨٨٨م) «جيهانومه – التاريخ العثماني القديم لمولانا محمد نشري» (١٩٥١–١٩٥٥م)، وبقلم هاينتس هِلموت جيزكه (١٩٠٢م) «كتاب عزيز بن أردشير إسترابادي – مصدر لتاريخ العصر الوسيط المتأخر في آسيا الصغرى» (١٩٤٠م)، وهناك دراسات أخرى نشير من بينها إلى دراسة فرانتس تشنر «شبكة الطرق الأناضولية حسب المصادر العثمانية» (١٩٢٤–١٩٢٦م) ومن أعمال برباره فلمنج (١٩٣٠م) «تاريخ مناطق بامفيليا وبيسيديا وليكيا في العصر الوسيط المتأخر» (١٩٦٤م)، وبقلم فالتر هينتس «نظام الضرائب في شرق الأناضول في القرن الخامس عشر والسادس عشر» (١٩٥١م)، وبقلم هانس يواخيم كيسلنج (١٩١٢م) «دراسات لمعرفة تراقيا في القرن السابع عشر» (١٩٥٦م)، وبقلم ريشارد فريدرش كرويتل (١٩١٦م) «كارا مصطفى أمام فيينا – يوميات تركية لحصار فيينا عام ١٦٨٣م سجلها تَشريفانجي الباب العالي» (١٩٥٥م) و«في بلاد التفاحة الذهبية» (١٩٥٧م)، وبقلم ريشارد فريدرش كرويتل بالاشتراك مع أوتو شبيس (١٩٠١م) «أسير الكفار – مغامرات الترجمان عثمان أغا التمسواري، يرويها بنفسه» (١٩٦٢م). هذا وقد عالج فرانتس تشنر في دليل الاستشراق «الأدب العثماني» (١٩٦٣م).
التاريخ الثقافي
أسهم جوستاف أ. فون جرونيباوم (١٩٠٩م) في دراسات التاريخ الثقافي إسهامًا كبير الأهمية يتمثل في كتابه «الإسلام في العصر الوسيط» الذي ظهر عام ١٩٦٣م كالمجلد الأول من «مكتبة الشرق» التي يخرجها المؤلف نفسه. أمَّا الموضوعات التفصيلية فتتوسطها حتى اليوم دراسة علاقة الإسلام بالهللينية. هناك من أعمال هانس هاينرش شيدر (١٨٩٦–١٩٥٧م) «الشرق والتراث الإغريقي»، ومن أعمال رودي بارت «الإسلام والثقافة الإغريقية» (١٩٥٠م)، وبقلم هانس ل. جوتشالك (١٩٠٤م) «الإسلام والمسيحية والهللينية» (١٩٥١م) وكذلك «تقبل الإسلام للعلوم القديمة» (١٩٦٥م)، وبقلم برتولد شبولر (١٩١١م) «التفكير الهلليني في الإسلام» (١٩٥٤م)، وبقلم يورج كريمر (١٩١٧–١٩٦١م) «مشكلة تاريخ الثقافة الإسلامي» (١٩٥٩م)، وبقلم هِلموت جيتيه (١٩٢٧م) «أفكار في مشكلة التاريخ الثقافي الإسلامي» («العالم كتاريخ» ١٠٦٠)، وبقلم فرانتس روزنتال (١٩١٤م) «بقاء الثقافة الإغريقية في الإسلام» (المجلد الثاني من «مكتبة الشرق»، ١٩٦٥م).
وهناك بقلم أوتو شبيس (١٩٠١م) مؤلفات صغيرة الحجم تدور حول العلاقات الثقافية بين الشرق والغرب: «آثار ثقافية شرقية في الغرب» (١٩٤٩م)، و«الشرق في الأدب الألماني» (١٩٤٩-١٩٥٠م)، و«موضوعات شرقية في حكايات الأخوين جريم» (١٩٥٢م). وقد قامت كاتارينا مومزن (١٩٢٥م) في إطار البحث في أعمال جوته بتتبع المؤثرات الشرقية التي أثرت عليه، وأنشأت: «جوته وألف ليلة وليلة» (١٩٦٠م) و«جوته والمعلقات» (١٩٦٠م) و«جوته وديتس» (١٩٦١م).
ويعمل هاينتس هوجو جروتسفلد (١٩٣٣م) حاليًّا في دراسة تاريخية ثقافية للحمام، وهانس موللر (١٩٢٧م) في دراسة للرق في صدر الإسلام.
ونختم عرضنا هذا بالتنويه بثلاث نشريات تدور حول الجغرافيا التاريخية: «ألمانيا والبلاد المجاورة لها حسب جغرافية الإدريسي الكبيرة» (١٩٣٨م) و«مسار العبدري في شمال أفريقيا في عام ٦٨٨ﻫ/١٢٨٩م» (١٩٤٠م) بقلم فيلهلم هونرباخ (١٩١١م) و«خريطة كولومبوس المفقودة التي ترجع إلى عام ١٤٩٨م حسب خريطة تركية للعالم ترجع إلى عام ١٥١٣م» (١٩٣٣م) بقلم باول كاله (١٨٧٥–١٩٦٤م).
أصول الدين الإسلامي وتاريخ العقائد والفِرق، والتنسك، والتصوُّف، والطوائف – العادات والثقافة المادية
سبق أن أشرنا إلى كتاب هرمن شتيجْلِكَر عن «المذاهب الفقهية في الإسلام» (١٩٦٢م) وإلى الدراسات التي أسهم بها هِلموت ريتر في تاريخ الدين الإسلامي والتصوُّف الإسلامي. وينبغي أن نضيف هنا إلى ما سبق أن ذكرناه من أعمال ريتر: «دراسات في تاريخ التنسك في الإسلام – بداية فرقة الحروفية» (١٩٥٤م)، «احتفالات مولانا في قونية من ١١ إلى ١٧ ديسمبر ١٩٦٠م» (١٩٦٢م)، وطبعة كتاب فريد الدين عطار «إلَهي نامه» (١٩٥٣م). وهناك دراسات مستقلة جدية عن إحياء علوم الدين للغزالي، منها «دراسات في كتاب التوبة للغزالي» بقلم سوزانا فيلتسر (١٩٥٧-١٩٥٨-١٩٥٩م) و«في العادات الطيبة في المأكل والمشرب (آداب الأكل)، الكتاب الحادي عشر من الإحياء للغزالي» (١٩٦٤م). وهناك بقلم يوزف فان إس (١٩٣٤م) عرض عميق بعنوان: «أفكار الحارث المحاسبي بناء على ترجمات لكتاباته» (١٩٦١م)، ومقال اسمه: «الملحدون والشُّكَّاك في الإسلام» (١٩٦٤م)، هذا ويُعِد يوزف فان إس طبعة لمؤلفات المحاسبي الصغيرة وتفسيرًا للكتاب الأول من «المواقف في علم الكلام» للإيجي تحت عنوان: «مواد في نظرية المعرفة بالفقه الإسلامي»، تحت الطبع. وقد أخرجت سوزانا ديفالد-فيلتسر كتاب المرتضى «طبقات المعتزلة» (١٩٦١م)، وقام إرنست ماينتس بأبحاث في «الأخلاق عند المعتزلة» (١٩٣٥م). وهناك أبحاث أخرى نذكرها في هذا المقام: «الماتريدي وكتابه تأويلات القرآن» (١٩٦٥م) بقلم مانفريد جوتس، و«الفاطميون وقرامطة البحرين» (١٩٥٩م) بقلم فيلفرد ماديلونج، وبقلم ماديلونج أيضًا: «الإمامة في فجر المذهب الإسماعيلي» (١٩٦١م) و«الإمام القاسم بن إبراهيم ومذهب الزيديين» (١٩٦٥م).
وهناك أعمال كثيرة تدور حول التصوُّف والفرق: من أعمال فالتر براونه (١٩٠٠م) «فتوح الغيب لعبد القادر» (١٩٣٣م)، ومن أعمال فريتس ماير/بازل (١٩١٢م) «في التصوُّف الإسلامي» (١٩٤٣م)، و«حياة الشيخ أبي إسحق الكازروني» (١٩٤٨م) و«فواتح الجمال وفواتح الجلال لنجم الدين كبرى» (١٩٥٧م) و«ترتيب السلوك للقشيري» (١٩٦٣م). وبقلم ي. ك. تويفل (١٩١٦م) «سيرة الشيخ علي حمداني» (١٩٦٢م)، ومن أعمال هانس يواخيم كيسلنج (١٩١٢م) «مناقب نامه للشيخ بدر الدين» (١٩٥١م) و«من تاريخ طائفة الخَلْوتية» (١٩٥٣م) و«في تاريخ طائفة دراويش البَيْرَمية» (١٩٥٦م) و«كرامات الدراويش» (١٩٥٧م) و«طرف من أخبار طائفة الزَّيْنية في الدولة العثمانية» (١٩٦٤م). وبقلم ماري لويزه بريمر «مذكرات الدرويش التركي أشى داره إبراهيم» (١٩٥٩م)، وبقلم إيرينه بلديكانو شتاينهر «الشيخ أفتاده، مؤسس طائفة الخلوتية» (١٩٦١م)، وبقلم ريشارد جرامليش «فرق الدراويش الشيعة في فارس – الجزء الأول: الانتساب» (١٩٦٥م)، وبقلم أنيماري شيمل (١٩٢٢م) «اللغة التصويرية لجلال الدين الرومي» (١٩٤٩م) و«حياة ابن الخفيف» (١٩٥٦م)، وقد اتجهت أنيماري شيمل حديثًا إلى الاشتغال على نحو عميق بالتصوُّف الإسلامي في المنطقة الهندية. وقد سبق أن أشرنا من قبل إلى أعمال يوزف فان إس في المحاسبي.
هناك دراستان حديثتان عن العادات في صدر الإسلام، تستمدان مادتهما من ابن سعد والبخاري: «عادات الدفن العربية في صدر الإسلام» (١٩٥٤–١٩٥٧م) بقلم إيرينه جروتر و«أشكال التعامل بين الناس في مجتمع المدينة بعصر صدر الإسلام» (١٩٦٣م)، وقد أشرنا من قبل إلى ترجمة هانس كِندرمَن للكتاب الحادي عشر من إحياء علوم الدين للغزالي «آداب الأكل» «العادات الطيبة في المأكل والمشرب»، ودراسته التي يتبع فيها هذه العادات إلى ما وراء حدود الإسلام على الأرض الأوروبية. ولدينا من أعمال هانس ألكسندر فينكر (١٩٠٠–١٩٤٥م) عدد من الدراسات الفلكلورية العميقة منها: «أختام وأشكال في السحر عند المسلمين» (١٩٣٠م)، «سليمان والقرينة» (١٩٣١م) و«زُرَّاع بين الماء والصحراء» (١٩٣٤م) و«أرواح الموتى الراكبة» (١٩٣٦م) و«فلكلور مصري» (١٩٣٦م). أمَّا أعمال إنُّو لِيتمَن (١٨٧٥–١٩٥٨م) في هذا الميدان فنذكر منها: «عبارات استحضار الأرواح في مصر» (١٩٥٠م) و«أناشيد عربية إسلامية للأولياء» (١٩٥١م). وهناك بقلم تسيزرا دوبلر (١٩١٥م) «في تقديس القبور والأولياء عند المسلمين» (١٩٦٠م) وبقلم رودولف كريس (١٩٠٣م) وهوبرت كريس-هاينرش: «الإيمان الشعبي في محيط الإسلام» (المجلد الأول: الحج وتقديس الأولياء ١٩٦٠م، والمجلد الثاني: الأحجبة والأعمال والتعاويذ ١٩٦٢م). وهناك بقلم إرنست راكو (١٨٨٨–١٩٥٩م) «دراسات في معرفة الثقافة المادية في شمال غرب المغرب» (١٩٥٨م).
الشريعة الإسلامية
فقد الاستشراق في ميدان تخصص تاريخ الشريعة الإسلامية الكثير لهجرة يوزف شاخت (١٩٠٢م)، وكان قد أصدر في عام ١٩٣٥م بمجلة «الإسلام» دراسة باللغة الألمانية بعنوان: «نظرة اجتماعية للشريعة الإسلامية». أمَّا كتابه الذي أثار الانتباه «أصول الشريعة الإسلامية» (١٩٥٠م)، والذي صدر باللغة الإنجليزية، فإنه لا يدخل بالطبع ضمن المدوَّنات الألمانية. على أن الحقبة الأخيرة شهدت مجموعة كبيرة من الدراسات الألمانية في مسائل الشريعة الإسلامية. فقد نشر فيلهلم هونرباخ (١٩١١م) منذ وقت قليل «وثائق إسبانية إسلامية من عصر بني نصر والموريسكوس» (١٩٦٥م) مع دراسة لها في مؤلَّف كبير. كذلك أخرج هانس إرنست (١٩٢٦م) طبعة وترجمة وشرحًا «للوثائق السلطانية المملوكية في دير سيناء» (١٩٦٠م)، وأنشأ ألبرت ديتريش (١٩١٢م) تقريرًا عن الوضع الراهن لأبحاث الشريعة القائمة على الوثائق العربية» (١٩٥٧م). وهناك من أعمال إريش بريتش (١٨٧٧–١٩٦١م) وأوتو شبيس (١٩٠١م) دراسات تدور حول موضوعات تفصيلية من الشريعة الإسلامية، قاما بها أحيانًا مشترِكَين، منها مثلًا: «عقود التوريد في الإسلام» (١٩٥٦م) و«اللقيط في القانون الإسلامي» (١٩٥٧م)، ومن أعمالهما أيضًا «الشريعة الإسلامية التقليدية» الذي سبق أن أشرنا إليه، والذي ظهر في دليل الاستشراق (١٩٦٤م، بثبت مفصل للمراجع والمصادر). ومن أعمال إرفين جريف (١٩١٤م): «نظام القضاء والتقاضي في الشريعة الإسلامية» (١٩٥٥م)، و«مشكلة عقوبة الإعدام في الإسلام» (١٩٥٧م)، و«الصيد والذبيحة في الشريعة الإسلامية» (١٩٥٩م)، و«المفاهيم الدينية والشرعية عن الأسرى في الإسلام والمسيحية» (١٩٦٣م)، و«نظام التقاضي لدى البدو المعاصرين» (١٩٥٢م). وبقلم يوزف هيننجر (١٩٠٦م) «حق الملكية عند البدو في الجزيرة العربية حاليًّا» (١٩٥٩م) وبقلم فريدريش زيلله «قانون الإجراءات في الدولة العثمانية في القرن السادس عشر» (١٩٦٢م). كذلك هناك أبحاث متفرقة تأخذ في اعتبارها نظم التقاضي الحديثة في البلدان الإسلامية، منها بقلم إريش بريتش «قانون الأحوال الشخصية التونسي» (١٩٥٨م) وبقلم جوتشد يشكه (١٨٩٤م) «نظام عقد الزواج حسب الشريعة التركية» (١٩٤٠–١٩٥٣م).
الفلسفة والطب والعلوم الطبيعية والرياضيات
كما تدهور النصيب الألماني في بحوث الشريعة الإسلامية بهجرة يوزف شاخت، كذلك أحدثت هجرة ريشارد فالتسر (١٩٠٠م) ثغرة محسوسة في صفوف المستشرقين الألمان الذين يشتغلون بمشكلات الفلسفة الإسلامية. ولكن فالتسر يأتي لحُسن الحظ بانتظام من وطنه الإنجليزي الجديد إلى هامبورج ليلقي محاضرات بوصفه أستاذًا زائرًا في موضوع تخصصه. أمَّا الدراسات الألمانية الحديثة المختصة بموضوعات من تاريخ الفلسفة فنذكر منها: بقلم ألبرت ديترش (١٩١٢م) «الصيغة العربية لكتاب مجهول من تأليف إسكندر الأفروديسي في الفصل النوعي» (١٩٦٤م)، ورسالتين من رسائل الدكتوراه؛ واحدة بقلم باول فرنست (١٩٢١م) «مبحث الكون ومبحث الله من كتاب النكت والفوائد لابن سينا، يُنشر لأول مرة مع ترجمة وشرح طبقًا للمخطوط الوحيد فيض الله ١٢١٧م»، والأخرى بقلم هِلموت جيتيه (١٩٢٧م) «تلخيص كتاب الحس والمحسوس لابن رشد» ١٩٦١م. ولدينا من أعمال جيتيه أيضًا مقالات قصيرة منها: «مذاهب فلسفية في تأويل الأحلام في الإسلام» (١٩٥٩م)، و«ابن رشد شارحًا لأرسطو» (١٩٦٤م) و«كتاب الحس والمحسوس للفارابي عند ألبرتوس ماجنوس» (١٩٦٤م).
وقد تعددت الدراسات الحديثة في تاريخ الطب. هناك من أعمال هِلموت ريتر وريشارد فالتسر: «الترجمات العربية لأطباء إغريق في مكتبات إسطنبول» (١٩٣٤م)، وبقلم هاينرش شيبرجس «قدماء مترجمي الطب العربي في ثبت مرتب زمنيًّا» (١٩٥٥م)، «أيديولوجيا العربية وكتابة التاريخ» (١٩٦١م) و«إساغة العصر الوسيط اللاتيني للطب العربي» (١٩٦٤م)، وبقلم هِلموت جيتيه «نظرة في الطب الإسلامي بالعصر الوسيط» (١٩٦٢م)، وبقلم أوتو شبيس (١٩٠١م) «مقالات في تاريخ طب الأسنان عند العرب» (١٩٦٢م)، و«ثلاثة فصول في طب المسالك البولية عند العرب» (١٩٦٤م)، وبقلم بيتر بخمن (١٩٣٦م) «مقال جالينوس في أن الطبيب الممتاز لا بد أن يكون فيلسوفًا، بالعربية والألمانية» (١٩٦٥م) (وينوي بخمن إخراج طبعة وترجمة لشرح ابن النفيس على الأوبئة لأبقراط). ولا يفوتنا أن ننوِّه في هذا المقام بمقال ألبرت ديتريش (١٩١٢م) العليم في «تجارة العقاقير في مصر الإسلامية» (١٩٥٤م). ولألبرت ديتريش كتاب في «الطب العربي» تحت الطبع.
وقد سبق لنا أن أشرنا إلى دراسات ألفرد زيجل (١٨٨٤–١٩٥٩م) في تاريخ العلوم الطبيعية، وهناك دراسات أخرى في الميدان نفسه نشير منها إلى دراسة بقلم يوليوس روسكا (١٨٦٧–١٩٤٩م) وكارل جاربرس (١٨٩٨م) «تنبيهات لصناعة السكاكين الحادة» (١٩٣٩م)، وبقلم جاربرس «كتاب كيمياء العطر والتصعيدات، ليعقوب بن إسحق الكِندي» (١٩٤٨م)، وبقلم ماتياس شرام «طريق ابن الهيثم إلى علم الطبيعة» (١٩٦٣م)، وبقلم باول كاله (١٨٧٥–١٩٦٤م) «الكوارتز الشفاف والزجاج والبلور حسب كتاب الأحجار للبيروني» (١٩٣٦م)، ومن أعمال هِلموت ريتر ومارتن بلسنر (١٩٠٠م) «بيكاتريكس – غاية الحكيم المنسوب إلى المجريطي» (١٩٦٢م)، وبقلم ماكس كراوزه (١٩٠٩–١٩٤٤م) «البيروني، باحث إيراني في العصر الوسيط» (١٤٩٢م)، وكان ماكس كراوزه، الذي سقط في الحرب العالمية الثانية وهو في الخامسة والثلاثين، قد اتجه لدراسة الرياضيات العربية خاصة، وعالجها في رسالة الدكتوراه التي قدمها بعنوان: «نظرية الأجسام الكروية لمينيلاوس السكندري في تصويب أبي نصر منصور بن علي بن عراق» (١٩٣٦م). وقد أخذ مانفرد أولمن (١٩٣١م) على عاتقه إعداد الجزء الخاص ﺑ «الطب والعلوم الطبيعية والعلوم الخفية في الإسلام» لدليل الاستشراق، وأخذ ماتياس شرام على عاتقه إعداد الجزء الخاص ﺑ «الرياضيات والفلك والطبيعيات» في الكتاب نفسه.
علم الآثار وتاريخ الفن
برز في ميدان علم الآثار الإسلامية وتاريخ الفنون الإسلامية، بعد هجرة ريشارد إتنجهاوزن (١٩٠٦م)، كورت إردمن (١٩٠١–١٩٦٤م) إلى جانب إرنست كونل (١٨٨٢–١٩٦٤م) الذي ظل حتى مماته يبحث ويدرس بلا كلل أو ملل. من أعمال كورت إردمن نذكر: «السجادة الشرقية اليدوية – محاولة لرسم تاريخ لها» (١٩٥٥م)، «السجادة التركية في القرن الخامس عشر» (١٩٥٧م)، «أوروبا والسجادة الشرقية» (١٩٦٢م)، «حروف عربية كزخارف في الفن العربي بالعصر الوسيط» (١٩٥٣م)، «الكرفان سراي في الأناضول في القرن الثالث عشر» (١، ١٩٦٣م). وهناك من مؤلفات كاتارينا أوتودورن (١٩٠٨م) خاصة «الفنون الإسلامية» (١٩٤١م)، «سيراميك تركي» (١٩٥٨م)، «حفائر في رُصافة الأموية» (١٩٥٧م)، «الفن الإسلامي» (١٩٦٤م). أمَّا أعمال كلاوس بريش (١٩٢٣م) الذي خَلَفَ إردمن في إدارة المتحف الإسلامي ببرلين فتدور حول مشكلات الفن الإسلامي الإسباني من الناحية الأثرية، وحول القصر الأموي في أُسَيْس الذي يقوم بالتنقيب عنه. وقد حصلت دوروتيا دودا (١٩٣٧م) على الدكتوراه عام ١٩٦٤م برسالة عن رسوم الكتب أيام الجلائريين، وهي عاكفة حاليًّا على إعداد فهرس لزخارف الأسقف والجدران المتخَذة من الخشب والحجر، ولأعمال المرمر والحجر الأخرى في مجموعة فرعون ببيروت. وينبغي أن نشير في هذا المقام إلى مؤلَّف ماكس فايسفايلر (١٩٠٢م) «فن التجليد الإسلامي في العصر الوسيط» (١٩٦٢م) ومؤلَّفه الآخر الذي ظهر (كنشرية في إطار عملية تبويب المخطوطات الشرقية في ألمانيا) «ألبومات سراي – مجلدات لصقية لديتس من المجموعات البرلينية» (١٩٦٤م) من إعداد م. س. بشير أوغلو. وهناك مجلد آخر عن الرسوم الإسلامية الصغيرة يُعدُّه ي. ستخوكينه وب. فلمنج وب. لوفت. أمَّا أنا فقد كتبتُ مقالًا في «نصوص في تحريم التصوير في الإسلام» (١٩٦٠م) وأكتب حاليًّا مقالًا عن تحريم الصور عند الشيعة.
الوضع الراهن في العالم الإسلامي
العالم الإسلامي يتطور تطورًا عميقًا شاملًا، وتفرض الاتجاهات الحديثة فيه نفسها أكثر فأكثر. ويفتح هذا التحوُّل ميدانًا جديدًا أمام الدراسات الإسلامية، تتلخص مهمتها فيه في التعرُّف على عملية التحوُّل وفي تحليلها تحليلًا موضوعيًّا ما استطاعت إلى ذلك سبيلًا.
وقد تعددت المؤلفات التي نُشرت في هذا الميدان حديثًا، ونقتطف منها جانبًا نذكره على سبيل المثال: بقلم فالتر براونه (١٩٠٠م) «الشرق الإسلامي بين الماضي والمستقبل» (١٩٦٠م)، ومن نشر رودي بارت «عالم الإسلام والعصر الحاضر»، سلسلة من المحاضرات المستقلة لنفر من المتخصصين (١٩٦١م)، ومن أعمال يورج كريمر (١٩١٧–١٩٦١م) «التجديد الإسلامي والتراث الإغريقي» (١٩٦٢م)، وبقلم رودولف شتروتمن (١٨٧٧–١٩٦٠م) «الدول الإسلامية والغرب المسيحي اليوم» (١٩٥٩م)، وبقلم جوستاف أ. فون جرونيباوم (١٩٠٩م) «المشكلة الفكرية في التحوُّل إلى الغرب من وجهة نظر العالم العربي» (١٩٥٩م)، ومن أعمال فريتس شتيبات (١٩٢٣م) «العالم العربي في عصر القومية» (في الطبعة الجديدة من «تاريخ العلم العربي» لفرانتس تشنر، ١٩٦٤م)، و«القومية والإسلام عند مصطفى كامل – دراسة في التاريخ الفكري للحركة الوطنية المصرية» (١٩٥٦م) و«إيران بين الدول العظمى ١٩٤١–١٩٤٨م» (١٩٤٨م)، وبقلم رودي بارت «في مشكلة المرأة في العالم العربي الإسلامي» (١٩٣٤م)، وبقلم يوخن جنتس «فتاوي تونسية عن الصيام في رمضان» (١٩٦١م).
وهناك مجموعة كبيرة من الدراسات تدور حول الأوضاع في تركيا كتبها جوتهارد يشكه (١٨٩٤م)، منها: «في أزمة الإسلام بتركيا» (١٩٤٤م)، «الإسلام في تركيا الجديدة» (١٩٥١م)، «الوضع الراهن للإسلام في تركيا» (١٩٥٩–١٩٦١م)، «الخلافة الصورية عام ١٩٢٢م» (١٩٥١م)، «في مشكلة المرأة في تركيا» (١٩٥٩م). وقد اهتم يشكه منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى اهتمامًا شديدًا دقيقًا بالأحداث في تركيا وأنشأ تقويمات تضمها، آخرها صدر عام ١٩٦٥م وعالج الفترة من عام ١٩٥٢م إلى ١٩٦١م. أما أوتو شبيس (١٩٠١م) فقد كتب في المجلد ٢٥ من «عالم الإسلام» عن «النثر التركي المعاصر» (١٩٤٣م)، وعالج في دليل الاستشراق «الأدب التركي الحديث» و«الأدب الشعبي التركي» (١٩٦٣م)، وأنشأ «منتخبًا من الأدب التركي الحديث» (١٩٥٧م)، وألَّف مقالًا يعالج موضوع «الفلاح التركي في الأدب القصصي» (١٩٥٦م). وأما أنيماري شيمل (١٩٢٢م) فقد قدمت لأفكار المجدد الهندي السير محمد إقبال وترجمت من أعماله «كتاب الخلود» و«رسالة الشرق» من اللغة الفارسية (١٩٥٧–١٩٦٣م)، وألَّفت مقالة عن رواية باللغة السندية تدور حول تنشئة المرأة (١٩٦٤م). ولا يفوتنا أن ننوِّه إلى طرف من أعمال برتولد شبولر (١٩١١م) «وضع المسلمين في روسيا منذ عام ١٩٤٢م» (١٩٥٠م) و«وضع المسلمين في جنوب شرق أوروبا منذ عام ١٩٤٥م» (١٩٥٢م)، و«آسيا الوسطى تحت السيطرة السوفيتية» (١٩٦٥م).