الرفيقة
أول نظرة
أول قبلة
هي الرشفة الأولى من كأس ملأتها الآلهة من كوثر الحب، هي الحد بين شك يراود القلب فيحزنه ويقين فيغبطه، هي مطلع قصيدة الحياة الروحية والفصل الأول من رواية الإنسان المعنوي، هي عروة توثق غرابة الماضي ببهاء الآتي وتجمع بين سكينة الشواعر وأغانيها، هي كلمة تقولها الشفاه الأربع معلنة صيرورة القلب عرشًا، والحب مليكًا، والوفاء تاجًا، هي ملامسة لطيفة تحاكي مرور أنامل النسيم على ثغر زهرة الورد حاملة معها تنهدًا مستطيلًا لذيذًا وأنَّة خفية عذبة، هي بدء اهتزازات سحرية تفصل المحبين عن عالم المقاييس والكمية إلى عالم الوحي والأحلام، هي ضم زهرة الشقيق إلى زهرة الجُلَّنَارِ ومزج أنفاسهما لتوليد نفس ثالث، وإذا كانت النظرة الأولى تشابه نواة ألقتها إلهة الحب في حقل القلب البشري فالقبلة الأولى تحاكي أول زهرة في أطراف أول غصن في شجرة الحياة.