على ملعب الدهر
ودقيقة تتراوح بين تأثيرات الجمال وأحلام الحب لهي أسمى وأثمن من جبل ملأه المجد الذي يمنحه الضعيف المسكين للقوي الطامع.
من تلك الدقيقة تنبثق ألوهية الإنسان، وفي ذاك الجبل تنام نومًا عميقًا مكتنفة ببراقع أحلام مزعجة، في تلك الدقيقة تتحرر النفس من أعباء شرائع الإنسان المتباينة، وفي ذاك الجبل تحبس وراء جدران الإهمال مثقلة بقيود الظلم، تلك الدقيقة كانت مهد نشيد سليمان وموعظة الجبل وتائية ابن الفارض، وذاك الجبل كان القوة العمياء التي هدمت هياكل بعلبك ودكت مباني تدمُر وسحقت بروج بابل.
ويوم صرفته النفس آسفة على موت حقوق الفقير، متأوهة على فقدان العدل لهو أجل وأفضل من عمر يضيعه الإنسان مسرورًا على مائدة الشهوات، مستسلمًا لقضاء الأنانية، ذاك يوم يطهر القلب بناره ويفعمه بنوره، وذا عمر يخيم عليه بجنحة القتم ويلحده طي طبقات التراب، ذاك يوم كان يوم العبر، ويوم الجلجلة، ويوم الهجرة، وذا عمر أنفقه نيرون في سوق المظالم، ووقفه قارون على مذبح المطامع، وطمره دون جوان في قبر الجسديات.
وهذه هي الحياة، تمثلها الليالي على ملعب الدهر نظير مأساة، وتنشدها الأيام كأغنية، وفي النهاية تحفظها الأبدية كجوهرة.