أغاني — أغنية
في أعماق نفسي أغنية لا ترتدي الألفاظ ثوبًا، أغنية تقطن حبة قلبي، فلا تريد أن تسيل مع الحبر على الورق، وتحيط بعواطفي كغلاف شفاف، فلن تنسكب على لساني كالرضاب، كيف أتنهدها وأنا أخاف عليها من دقائق الأثير؟ ولمن أنشدها وقد تعوَّدتُ سُكنى بيت نفسي فأخشى عليها من خشونة الآذان؟ إن نظرت إلى عيني رأيت خيال خيالها، وإن لمست أطراف أصابعي شعرت باهتزازاتها، أعمال يدي تبينها مثلما تعكس البحيرة لمعان النجم ودموعي تبيحها كما تبيح قطرات الندى سر زهرة الورد عندما تبعثرها الحرارة السكينة ويطويها الضجيج، وترددها الحلام وتخفيها اليقظة، هي أغنية الحب أيها الناس، فأي إسحاق يُنشدها بل أي داود يرتلها؟ هي أعبق من أنفاس زهرة الياسمين، فأية حنجرة تستعيدها، وأصون من سر العذارى فأية أوتار تستبيحها؟
من يجمع بين قواصف البحر وتغريدة البلبل، ويقرن العواصف بتنهدة الطفل، أي بَشَرِيٍّ ينشد أغنية الآلهة؟