أغنية الموج
أنا والشاطئ عاشقان، يرقبهما الهوى ويفصلهما الهواء، أجيء من وراء الشفق الأزرق كيما أمزج فضة زبدي بذهب ماله، وأبرد حرارة قلبه برضابي، عند الفجر أتلو شرع الغرام على مسامع حبيبي فيضمني إلى صدره، وفي المساء أترنم بصلاة الشوق فيقبلني، أنا لَجُوجٌ جَزُوعٌ وحبيبي حليف صبر وأليف تجلُّد، يأتي المد فأعانق حبيبي، ويعقبه الجزر فأترامى على أقدامه، كم رقصت حولي بنات البحر عندما كُنَّ يطلعن من الأعماق ويجلسن على الصخور ليتفرجن على النجوم، وكم سمعت المحب يشكو الغرام لذات حسن فساعدته على التأوُّه والتنهُّد، وكم نادمت الصخور وهي جامدة وداعبتها ضاحكًا ولم تبتسم، وكم خلصت من اللجة أجسادًا وجئت بها إلى الأحياء، وكم سرقت من الأعماق درًّا أهديته إلى ربات الجمال!
في سكينة الليل عندما تعانق المخلوقات طيف الكرى، أسهر مترنمًا تارة متنهدًا أخرى، ويحي لقد أتلفني السهر، ولكن أنا محب وحقيقة الحب يقظة، هذه حياتي وذا ما عشت أصنعه.