أنشودة الزهرة
أنا كلمة تقولها الطبيعة ثم تستردها وتخفيها طي قلبها ثم تقولها، أنا نجم هبط من الخيمة الزرقاء على بساط أخضر، أنا ابنة العناصر التي حبل بها الشتاء وتمخَّض بها الربيع ورباها الصيف ونومها الخريف، أنا هدية المحبين، أنا إكليل العرس، أنا آخر عطية من حي إلى ميت، عند الصباح أتعاون والنسيم على إعلان مجيء النور، وفي المساء أشترك مع الطيور بوادعة، أتمايل في السهول فأزينها، وأتنفس في الهواء فأعطره، أضم الكرى فترمقني عيون الليل العديدة، وأطلب اليقظة لأحدق بعين النهار الوحيدة، أنا أشرب خمرة الندى، وأسمع أغاني الشحارير، وأرقص على تصفيق الأعشاب، أنا أنظر إلى العلو دائمًا كي أرى النور ولا أرى خيالي، وهذه حكمة لم يتعلمها الإنسان بعد.