كآبة
ماضيكِ! يا لله من عهدٍ عَبَرْ
هل كان ماضٍ لم يكن فيه عِبَرْ
كم تحت ذياك الجبين من الهمومِ
وخلف صدرك من ضجرْ
صورٌ تمر، وما بها لي من يدٍ
لا الفكر مرَّ بها، ولا مرَّ النظرْ
•••
خبريني، حدثيني
عن ملاهيك الغوالي
وأعيدي ذكر أيامٍ
وخلوات طوال
أي سرٍّ خلف عينيكِ
عميق كالليالي؟
هل صحيح؟
كان عهد كنتِ فيه
ترقصين
في ضياء القمرِ
مثلما أنتِ بهذي الصورِ؟
ترفلين
في الشعاعِ
وعلى رأسك شعَر كالأفاعي؟
هل صحيح؟ هل صحيح؟
اصدقيني الخبرا
مثل هذا الرسم كنتِ؟
لا أرى للحسن فيه أثرا؟
لا ليس هذا الرسم أنتِ
•••
ذلك العهد الدفينْ
ما الذين كنت به تفتكرينْ
أو تقولين به، أو تعملين؟
كيف مرَّت بك موجاتُ السنين؟
•••
إن في الصورة روضًا
لا أرى مدخله
أأكيدْ
بابه خلف الطريق؟
وأكيد، هي أنتِ لا سواكِ
هذه الابنة في الزيِّ العتيق؟
•••
حولكِ الزمرةُ هذي … من تكونْ؟
ذبلت فيها وجوهٌ وعيون؟
•••
هم أصحابكِ، قبلي عرفوكِ
وإلى أعيادهم قد حملوكِ
فلهم أول نظرة
ولهم أول حسرة
همُ قد قادوا خطاكِ، حيثما شاء هواك
أو تنسمتِ هواء
فإلى الشاطئ صبحًا، وإلى الغاب مساءَ
هُمُ دلُّوك على كل مكانْ
فيه سحرٌ وافتتانْ
•••
آه، لِمْ كانوا إليك السُّبَّقا؟
لِمْ تأخرتُ عليكِ في اللقا؟
•••
كنتُ أدرى منهمُ في كل شيء
لو تعرفتِ إليَّ
كنت أهديك لأسرار الدروبْ
في الغروب
وأغني لك أسماء القرى
كاشفًا للأرض وجهًا آخرا
ساحبًا معك لآفاقٍ بعيدة
ولأمصار جديدة
فتريني الطربا
وأريك العجبا
كنت أبدعتُ لكِ ألف سبيلْ
لتريْ كل جمال وجميل
ويكون الفضل لي، فضل الدليل …
•••
آه لو تدرك هاتيك الزمر
أي كنز سلبتني فيك يا أخت القمر
قضي الأمر! كذا شاء القدرْ …
وإذا ما ظل فيما بيننا
بعض خُلف في النظر
فلأني جئت من بعدهم
فإذا فيك لهم هذا الأثر
ما علينا … لملمي هذي الصور