المضي قدمًا
عندما أتذكر الماضي، أتأثر بشدة مجددًا بقوة الأدب الواهبة للحياة. وإذا عدتُ الآن صغيرةً تبحث عن ذاتها في هذا العالم، فسأفعل ذلك عن طريق القراءة، تمامًا مثلما فعلتُ وأنا صغيرة.
ينتابني شعور سيئ حقًّا بشأن كل الكتب الرائعة التي لم أقرأها بعد.
عند العودة من عطلة الشتاء، يتجمع طلابي حولي في الرواق. تسألني ماديسون: «حسنًا، هل نجحتِ؟» مشيرةً إلى هدفي المتمثل في قراءة كتاب واحد كل يوم من أيام الإجازة الاثني عشر.
«كلا، لم أفعل، فلم أقرأ سوى ثمانية كتب فقط.»
يضحك جون ساخرًا وهو يهز رأسه ويقول: «ثمانية فقط؟ ثمانية فقط؟!»
فاعترفتُ قائلة: «نعم، لقد تعثرتُ في قراءة كتاب لم أستمتع به، وبدأت أقرأ بقدر أقل كي لا أضطر للتعامل معه.»
يسأل أحد الطلاب: «ما عنوان هذا الكتاب، سيدة ميلر؟»
«إنه كتاب «المعنى الحقيقي ليوم الكابتن سمِك»، يندرج هذا الكتاب في الكثير من قوائم أفضل الكتب لذلك العام، وتدور أحداثه حول غزو كائنات فضائية للأرض؛ قد تظنون أنه مثير للغاية، لكن أحداثه في الحقيقة مملة جدًّا.»
فجأة يرتفع صوت ستيسي قائلةً: «حدث ذلك معي عندما حاولتُ قراءة «القُبَحاء». أعلم أن كل الفتيات متحمسات لذلك الكتاب، لكنني لم أتمكن من الاستمتاع به.»
تستدير ماديسون إليَّ، وتسألني: «ماذا فعلتِ إذن؟»
«وضعتُه جانبًا وقرأتُ «قوة لاكي العليا» بدلًا منه! وقد انتهيت من قراءة «شبح مارلي» أيضًا. رايلي! شكرًا لترشيحك لي إياه. لقد أحببتُه، لكنه كان مثيرًا للحزن!»
فضحك رايلي قائلًا: «أعلم ذلك!»
سألتُ الطلاب: «هل يرغب أحد في قراءة «يوم الكابتن سمِك»؟ أنا على يقين بأنه سيكون جيدًا لقارئ آخر، لكنني لن أُكمل قراءته.»
تزاحَمَ العديد من الطلاب للحصول على الكتاب مني، وأعطيته لهم؛ فطلابي يحبون قراءة الكتب التي أقرؤها وأرشحها لهم، لكنهم يحبون كذلك قراءة الكتب التي أنصرف عن قراءتها ليُثبتوا لي أنني كنت مخطئة. قبل بضعة أعوام، راح جاريد يتباهى طوال العام بقراءته كتاب رودمان فيلبريك «آخر كتاب في الكون» وإعجابه به، وهو كتاب يطرح فيه المؤلف تكهنًا بمستقبل محتمل بلا كتب. كنتُ قد أعدتُ تسمية هذا الكتاب باسم «آخر كتاب سأنتهي من قراءته»؛ لأنني انصرفت عن قراءته مرتين. لكن جاريد أعلن أنه أحد كتبه المفضلة، وشجع العديد من الطلاب الآخرين على قراءته أيضًا.
(١) الحاجة إلى نماذج يُحتذَى بها في القراءة: جوهر أزمة القراءة
تنبع مصداقيتي مع الطلاب وسبب ثقتهم بي عندما أرشح لهم كتبًا من قراءاتي كل يوم من حياتي، وتحدثي الدائم عن القراءة؛ فلا أفرض عليهم نشاطًا لا أقوم به بنفسي. أنا لا أشجع طلابي على القراءة لأنها نافعة لهم أو لأنها لازمة لنجاحهم في المدرسة، وإنما أناصر القراءة لأنها ممتعة وتثري الإنسان، وعندما يتذكرني طلابي في المستقبل، أريدهم أن يتذكروني قارئةً أحمل كتابًا في يدي وترشيحًا على لساني.
إن العلاقات التي أُقِيمها مع طلابي هي في المقام الأول علاقة قارئ بقارئ. أنا شديدة الحماس للقراءة، شديدة الاستمتاع بالكتب، وشديدة الرغبة في مشاركة آرائي وخبراتي في القراءة مع طلابي إلى درجة أن طلابي ينجرفون في فيض حبي للكتب ويرغبون في تجربة هذا الشعور بدورهم. نتحدث عن الكتب معًا طوال اليوم من لحظة تحيَّتي للطلاب في الرواق حتى حزمنا للكتب لقراءتها في المنزل كل ليلة. يضحك الطلاب مني وهم يَرَوْنني أدخل إلى الفصل مترنحة غائمة العينين، فأخبرهم بأنني ظللت مستيقظة حتى وقت متأخر من الليل أقرأ أحدث كتاب لديَّ. ربما يضحكون، لكنهم يلاحظون أيضًا أن القراءة شيء أقدِّره بدرجة كافية لأضحي بالنوم ليلًا من أجله.
تشير نتائج استطلاع الرأي الذي أَجْرته وكالة أسوشيتد برِس عام ٢٠٠٧، ونشرتْه جريدة واشنطن بوست، إلى أن المواطن الأمريكي البالغ العادي قرأ أربعة كتب فقط على مدار ذلك العام. هذه الإحصائية لا تعكس الصورة كاملةً؛ فمن بين البالغين الذين قرءوا، بلغ متوسط القراءة سبعة كتب، لكن ٢٥ بالمائة من المجيبين على استطلاع الرأي لم يقرءوا أي كتاب على الإطلاق (فرام، ٢٠٠٧). والمعلمون ليسوا أفضل حالًا في الاستقصاءات التي تُجرَى عن سلوكيات القراءة لدى البالغين مقارنةً ببقية الناس بوجهٍ عام؛ ففي مقال بعنوان «أثر بيتر» في عام ٢٠٠٤، أشار أنتوني وماري آبلجيت إلى أنه من بين معلمي ما قبل الخدمة الذين أُجريتْ عليهم الدراسة، كانت نسبة ٥٤٫٣ بالمائة منهم غير متحمسين للقراءة؛ مما لا يبشر كثيرًا بأن يتمكن هؤلاء المعلمون من حثِّ الطلاب على ممارسة نشاط لا يستمتعون به هم أنفسهم. وتكون هذه البيانات أكثر إثارةً للقلق عند التفكير في أن «أحد العوامل الرئيسية لتحفيز الطلاب على القراءة هو المعلم الذي يقدِّر القراءة ويتحمس بشأن مشاركة حبه للقراءة مع طلابه» (جامبريل، ١٩٩٦). ما الذي يحدث هنا؟ لماذا لا يقرأ البالغون، وفيهم المعلمون؟ وما تأثير ذلك على طلابنا؟
لقد خلقنا ثقافة قوامها فقر القراءة يمكن في إطارها أن تتفاقم دائرة الأمية الاختيارية (معرفة القراءة مع عدم الرغبة بها) المفضية إلى أمية فعلية (عدم معرفة القراءة والكتابة) لدى عديد من الطلاب. وبترك الطلاب يجتازون فصولنا دون أن يتعلموا حب القراءة، نُنشئ أفرادًا بالغين (يصيرون فيما بعد آباءً ومعلمين) لا يقرءون كثيرًا، وقد يكونون قادرين على القراءة جيدًا بما يكفي للقراءات الأكاديمية والمعلوماتية، لكنهم لا يحبون القراءة ولا يتمتعون إلا بالنزر اليسير من عادات القراءة الحياتية التي يمكن أن يمثلوا من خلالها نماذج يُحتذَى بها للأطفال.
مَن سيكون قدوةً في القراءة مستقبلًا إذا لم نُنتج أي قدوة في فصولنا المدرسية؟ من الشائع إلقاء اللوم على الآباء فيما يتعلق بابتعاد أطفالهم عن القراءة، لكن حتى الآباء الذين يقرءون لأطفالهم ويصحبونهم إلى المكتبات، ويَكُونون لهم قدوة في عادات القراءة الجيدة في المنزل يعانون من صعوبة في التغلب على افتقار فصول أطفالهم للقراءة حيث قد لا يقرأ معلموهم؛ ففي ظل هذه الظروف، لا يحظى الأطفال بفرصة في المدرسة لتطوير مهارات قرائية تستمر معهم على مدى الحياة. عندما أدخل فصل ابنتي بالصف الثالث في ليلة «اجتماع أولياء الأمور مع المعلمين» ولا ألمح أي كتاب ليقرأه الطلاب على مرمى البصر، فأعلم أنني أنا — وليس معلمها الجديد — مَن سيؤدي دور القدوة فيما يتعلق بالقراءة المستقلة لهذا العام. لكن ماذا عن الطلاب الذين لا يقرأ آباؤهم؟ ماذا عن الآباء الذين لم يتعلموا مطلقًا حب القراءة وليس لديهم كثير ليقدموه لأطفالهم كقدوة يُحتذَى بها في القراءة؟ مَن يتحمل مسئولية هؤلاء الآباء؟
يشكو المعلمون من افتقار الطلاب لخبرات القراءة قبل دخولهم المدرسة، وعدم حصولهم على دعم للقراءة في المنزل. لكن يبدو أن المعلمين لا يدركون أن آباء هؤلاء الطلاب، الذين نؤمن بأنهم يجب أن يكونوا نماذجَ يُحتذَى بها في القراءة، كانوا في السابق طلابًا بدورهم؛ لذا، عندما يلتحق الطلاب بفصلي ولم يسبق لهم قراءة أي كتاب، أو عندما تقتصر قراءتهم على كتب مثل «يوم أن جُنَّت مؤخرتي» وقصص الرسوم المتحركة للقط «جارفيلد»، أُدْرِك غياب النماذج المطَّلعة والحماسية التي يُحتذَى بها في القراءة من حياتهم، ليس فقط من منازلهم، وإنما أيضًا من فصولهم المدرسية. إن القرَّاء يُصنَعون ولا يولَدون قرَّاءً، وقليلون هم الطلاب الذين يُولدون قرَّاءً مكتملي التكوين من تلقاء أنفسهم. إنهم بحاجة إلى المساعدة، ولا يمكننا افتراض أنهم سيحصلون على هذه المساعدة من المنزل، لكن ينبغي أن يحصلوا عليها دائمًا منَّا، نحن المعلمين.
(٢) ماذا تعني لك القراءة؟
ثمة أدلة تثبت أن آراء المعلم فيما «تعنيه القراءة» تؤثر على مفاهيم الطلاب للقراءة واهتمامهم بها على المدى الطويل أيضًا. فتحدد نظرية روزنبلات في التلقي — التي تحلِّل كيفية تعامل القرَّاء مع النص وغايتهم من قراءته — نوعين من القرَّاء: قرَّاء عمليُّون وقرَّاء جماليُّون. والمعلمون، الذين يتخذون موقفًا عمليًّا، يرون أن القراءة وسيلة لاكتساب المعرفة بالتعمق في النص من أجل استخلاص المعلومات منه. وهؤلاء المعلمون يقدمون القراءة بوصفها سلسلة من المهارات التي يجب إتقانها؛ أيْ عمليات يجب ضبطها بدقة وتطبيقها لجمع المعلومات. وهناك عدد لا حصر له من الكتب التي تشرح للمعلمين هذا الأسلوب العملي في تعليم القراءة. أرى أن هذه المنهجية القائمة على المهارات طريقة في القراءة تسري من الخارج إلى الداخل؛ حيث إنها طريقة لمهاجمة أي حدث قراءة بقائمة من الاستراتيجيات التي يجب تطبيقها، على أمل أن يقود ذلك الطلاب إلى الفهم.
أما المعلمون الذين يتخذون موقفًا جماليًّا من القراءة — بعبارة أخرى، مَن يرون أن القراءة رحلة شعورية وفكرية — فيتناولون تعليم القراءة والكتابة على نحو مختلف. هذه النظرة النابعة من الداخل إلى الخارج للقراءة تضع في الاعتبار الانطباعات الشخصية لكل قارئ إزاء ما يقرؤه، فضلًا عن أذواقه وتفضيلاته في القراءة. ولكلتا المنهجيتين فوائدهما عند العمل مع القرَّاء الصغار؛ ففي النهاية، يتناول القرَّاء النصوص لغايات مختلفة؛ معلوماتية وتجريبية، بالتناوب.
ليس عليك سوى النظر إلى أي فصل مدرسي لرؤية هاتين الفلسفتين التبادليتين في التدريس. هل الأطفال قادرون على القراءة بجودة كافية للأغراض الأكاديمية؟ هل يقضون وقتًا طويلًا في الاستمتاع بالقراءة في الفصل؟ كم من الطلاب يختارون القراءة خارج المدرسة؟ هل يقرأ المعلمون؟ يتبع معظم المعلمين غير القارئين نهجًا قائمًا على المهارات، وقد لا يتحدثون مطلقًا مع طلابهم عن حب الكتب والتوق للقراءة، لكنهم يحدثونهم بدلًا من ذلك عن الحاجة إلى القراءة جيدًا للتقدم في الدراسة والحياة. لكن عند الوضع في الاعتبار أن المعلمين الذين يتبنون وجهة نظر جمالية تجاه القراءة لديهم التأثير الأكبر على حافز القراءة والاهتمام بها لدى طلابهم (روديل، ١٩٩٥)، فضلًا عن أن لهم تأثيرًا أكبر على عادات القراءة الطويلة المدى لدى طلابهم مقارنةً بمن يرون أن القراءة مهارة يلزم إجادتها؛ فإن الكفة التعليمية تَرْجح لصالح المعلمين الذين يرون أن القراءة هبة، وليست هدفًا.
(٢-١) المعلم قائد
إن الحافز للقراءة والتوجهات إزاءها ليسا الجانبين الوحيدين اللذين تؤثر فيهما عادات القراءة لدى المعلمين وآراؤهم على سلوكيات القراءة لدى طلابهم. اكتشف لاندبيرج وليناكيلا (١٩٩٣، مشار إليه في «أبلجيت وأبلجيت»، ٢٠٠٤) وجود رابط بين عادات القراءة لدى المعلمين وتحصيل طلابهم في القراءة؛ لذا، عندما يُجري ناظر المدرسة التي أعمل فيها مقابلات وظيفية مع المرشحين لِشَغْل وظيفة معلم في المدرسة، سواء أكانت وظيفة معلم لآداب اللغة أم غيرها، فإنه يطلب منهم دائمًا مناقشة آخر كتاب قرءوه؛ فهو يدرك أهمية وضع نماذج يُحتذَى بها في القراءة أمام الطلاب كل يوم. وفي الوقت الذي تنقل فيه برامج إعداد المعلمين منهجيات تعليم القراءة للمعلمين، يدرك الناظر أن حياتنا كقرَّاء عنصر مهم أيضًا في قدرتنا على تعليم القراءة.
يحتاج طلابنا إلى كثيرٍ من رؤية النماذج التي يُحتذى بها والممارسة فيما يتعلق بكيفية قراءة الأنواع الصعبة من النصوص، لكن إرشادهم إلى كيفية القراءة ليس هو الفعل الوحيد الذي ينبغي علينا أن نكون قدوةً فيه لطلابنا. إذا كنا نريد أن يقرأ طلابنا وأن يستمتعوا بالقراءة لبقية حياتهم، فلا بد أن نوضح لهم ما تكون عليه الحياة مع القراءة؛ وإذا كانت خبراتنا في القراءة تشكل وجهات نظرنا عما تعنيه القراءة، فمن المفيد تقييم توجُّهاتنا وسلوكياتنا القرائية.
(٣) البحث عن القارئ بداخلك
بالنظر إلى آرائك الناتجة عن تفكرك في ذاتك، ماذا عرفت عن نفسك بصفتك قارئًا؟ هل القراءة ليست سوى أداة للوصول إلى المعلومات والنجاح في المدرسة والعمل، أم أنها أيضًا متنفَّس ممتع لك؟ فكِّرْ في الكيفية التي ينتقل بها توجهك حيال القراءة إلى فصلك المدرسي وتشكيله لأسلوب تدريسك. هل ينعكس رأيك في القراءة على أنشطة تعليم القراءة والكتابة التي تطبقها مع طلابك؟ إذا كنت ترى القراءة كأداة، فحاولْ إتاحة الفرص لطلابك للقراءة من أجل المتعة أيضًا.
إذا كانت لديك ذكريات سلبية عن القراءة في المدرسة عندما كنتَ طفلًا، فكيف تظهر هذه الخبرات في تدريسك؟ لعلك لا ترى قيمة القراءة كمسعًى ممتع لأنك لم تلقَ تشجيعًا من قبلُ قَطُّ للقراءة من أجل المتعة. من الممكن لخبراتك السلبية كقارئ في الصغر أن تشحذ همتك لتحقيقِ ما هو أفضل في تحفيز طلابك، وربما كان ذلك هو السبب وراء عملك معلمًا! شارِك طلابك معاناتك مع القراءة، وصِفْ لهم كيفية تغلبك عليها.
إذا كانت لديك ذكريات أثيرة عن القراءة في طفولتك، فكيف تشارك هذه الذكريات مع طلابك؟ كيف انتقل حبك المبكر للقراءة إلى حياتك عندما كبرتَ؟ وإذا لم يحدث ذلك، فلماذا؟ تأمَّلِ الأسباب وراء أنك لم تَعُد تستمتع بالقراءة بقدر استمتاعك بها في السابق أو تخصص وقتًا لها.
إذا كنت لا تزال قارئًا متحمسًا، فأعتقد أنه بإمكانك الإشارة إلى بعض الخبرات الإيجابية مع الكتب في طفولتك، حتى وإن لم تحدث هذه التجارب في المدرسة. يمكنني أن أغلق عينيَّ الآن وأتذكر رسوم جاريث ويليامز في النسخة التي قرأتها كثيرًا من رواية لورا إنجلس وايلدر «بيت صغير في الغابة الكبيرة». ولا أزال أضحك مع إخوتي حتى الآن عندما نتذكر محاولاتنا العيش مثل الرواد في الفناء الخلفي لمنزلنا بعد قراءة كتب «البيت الصغير». وعندما أوصي الآن برواية «انثناء في الزمن» لمادلين لينجيل لأحد طلابي، أُخبره بأنني أعددت تقريرًا عن ذلك الكتاب وأنا في الصف السابع مزودًا برسم تسراكت هندسي (مكعب فائق رباعي الأبعاد)، واستخدمت خيطًا للتعبير عن الانثناء في الزمان والمكان، كما في الكتاب. بدأ وَلَعي بالفانتازيا والخيال العلمي، الذي استمر معي طوال حياتي، بهذا الكتاب. ولا أزال أضع هذين الكتابين أعلى قائمة أفضل عشرة كتب لديَّ، على الرغم من قراءتي آلافًا من الكتب منذ ذلك الحين.
نشاط التفكر في الذات
ما هي خبراتك مع القراءة في مرحلة الطفولة؟
هل كانت خبرات إيجابية أم سلبية بالنسبة لك؟
هل تَعتبر نفسك قارئًا الآن؟
كيف تشارك تجارب القراءة الخاصة بك — سواء الحالية أو الماضية — مع طلابك؟
ما هي فئة القرَّاء في فصلك التي تشعر أنك أكثر تماشيًا معها؛ القرَّاء الناشئون أم الخاملون أم السريُّون؟
ما النماذج التي احتذيتَ بها في القراءة؟
اذكر آخر خمسة كتب قرأتها.
كم من الوقت استغرقتْ قراءة هذه الكتب؟
ما الكتب التي قرأتها من أجل العمل أو لأغراض تتعلق بالدراسة؟
ما الكتب التي قرأتَها بغرض المتعة؟
إذا كنت تحب القراءة بالفعل، لكنك لا تخبر طلابك مطلقًا بذلك، فلماذا لا تفعل؟ لا تفعلْ مثلما فعلتُ في السنوات القليلة الأولى من عملي، وتترك القارئ الكامن بداخلك في المنزل لخوفك ألا يفهم أحد في المدرسة ما تفعله. نحن لا نريد أن يقسم الطلاب حياتهم مع القراءة إلى قسمين منفصلين — أحدهما في المدرسة والآخر في المنزل — وينبغي ألا نفعل ذلك أيضًا بدورنا. إن حبك للقراءة هو أفضل ما فيك. بوسعك استخدام معرفتك بالقراءة والكتب لإقامة علاقات مع الطلاب الذين لا يزالون يشكلون مفهومًا لِلذَّات كقرَّاء ويحتاجون إلى نموذج قوي يحذون حذوه؛ لذا، فإن ذلك هو أهم مورد تجلبه للفصل كل يوم.
(٣-١) خطة تحسين القراءة
-
«التزم بقدر محدد من القراءة يوميًّا»: عندما أسافر لمكان بعيد سواء كي أحضر مؤتمرًا أو ألقي خطابًا في إحدى المناسبات، أسمع دائمًا المعلمين يصرِّحون بعدم وجود وقت لديهم للقراءة. لكنني أعتقد أن بإمكاننا دائمًا إيجاد الوقت للشيء الذي نقدِّره. خصِّصْ خمس عشرة دقيقة يوميًّا للقراءة، وأنت في انتظار انتهاء طهي العشاء أو في أثناء ممارستك الرياضة على المشاية الكهربائية. هل يمكنك الاستيقاظ خمس عشرة دقيقة مبكرًا أو النوم متأخرًا عن موعدك المعتاد بخمس عشرة دقيقة؟ ماذا عن الوقت الذي تنتظر فيه أطفالك وهم في تدريب كرة القدم أو الباليه؟ هل لديك وقت في أثناء رحلتك اليومية من العمل وإليه؟ لماذا لا تقرأ في أثناء تنقلك بالحافلة أو القطار مثلما يفعل زوجي؟ إنني أقرأ ليلًا بعد نوم ابنتَيَّ. اختلِسْ بضع دقائق في الفصل كل يوم، واقرأ أثناء قراءة الطلاب.
-
«اختَرْ كتبًا تهتم بها بصفة شخصية»: قاوِمْ إغراء اختيار كتابٍ ما لأنك تعتقد أنه يمكنك استخدامه لاحقًا في التدريس. والأمر نفسه ينطبق على قراءة كُتب عن التربية أو أي موضوع يمكنك تدريسه؛ فخطة القراءة التي أتحدث عنها هنا تتعلق بالبحث عن المتعة في القراءة، لا العمل. وإذا لم يكن بإمكانك العثور على أي كتب تثير اهتمامك، تحدَّث مع الزملاء أو الأصدقاء الذين يقرءون أكثر منك واطلب منهم بعض الترشيحات. انظر أيضًا في واجهات متاجر الكتب وفي المكتبات. انضم إلى نادٍ للقراءة، أو أسِّسْ واحدًا مع زملائك. ابدأ في قراءة المراجعات النقدية للكتب.
-
«اقرأ مزيدًا من كتب الأطفال»: إذا كنتَ قد أحببتَ القراءة في طفولتك، فارجع إلى أنواع الكتب التي أحببتَها من البداية. إنني أحب قراءة كتب الأطفال لأن القصص والشخصيات فيها أكثر براءةً ونقاءً من الشخصيات التي أجدها في روايات الكبار. هذا فضلًا عن أن هذه الكتب تنتهي دائمًا نهايةً سعيدةً! إذا لم تتعلم حب القراءة في طفولتك، فقد حُرِمت من تجربة ممتعة. تملِك صديقتي جين روبنسون — صاحبة الموقع الإلكتروني «جين روبنسونز بوك بيدج» — حجةً قويةً بشأن السبب وراء وجوب قراءة مزيدٍ من كتب الأطفال على الكبار. فترى جين أن الكبار الذين لم يقرءوا في طفولتهم فقدوا جزءًا من إرثهم الثقافي، وفرصتهم في الإلهام، ووسيلة للتواصل مع الصغار في حياتهم. وعلى الرغم من أن جين ليست معلمة بالفصول المدرسية، فإن آراءها تعكس ما يعرفه الأشخاص الذين يقرءون طوال حياتهم.
بطبيعة الحال، إذا كنت تقرأ كثيرًا من كتب الأطفال، فستقترح بعض الكتب التي سبق لك قراءتها على طلابك أو ستقرأ كتابًا عظيمًا اكتشفتَه معهم. وسيشعر الطلاب بالامتنان لاهتمامك بنفس الكتب التي يحبونها أيضًا. عندما أقرأ كتب الأطفال أو كتب الشباب، أفكر في طلاب فصلي الذين سيَوَدُّون قراءة هذه الكتب بعدي. ما من شيء يشجع طلابي على قراءة مزيدٍ من الكتب من أن أناول أحدهم كتابًا وأقول له: «لقد انتهيت من قراءته لتوي، وأعرف أنه سينال إعجابك.»
لماذا يجب على الكبار قراءة كتب الأطفال؟ (بقلم جين روبنسون)
(١) لأنها ممتعة.
(٢) لأنها تُبقي خيالك نشطًا.
(٣) لأنها توطِّد علاقتك بالأطفال الذين يقرءون في حياتك.
(٤) لأنها تجعل منك نموذجًا يُحتذَى به للأطفال في حياتك؛ مما يزيد من احتمالية أن يصيروا قرَّاءً.
(٥) لأنها تثري معرفتك بالإشارات الثقافية التي ربما لم تكن قد عرفتَها (سواء الحالية أو الكلاسيكية).
(٦) لأنها سريعة؛ فكتب الأطفال أقصر عادةً من كتب الكبار؛ لذا إذا لم تكن تعتقد أن لديك الوقت للقراءة، فلديك بالتأكيد وقت لقراءة كتب الأطفال.
(٧) لأنها تسمح لك بقراءة عديدٍ من الأنواع الأدبية؛ فكتب الأطفال ليست قاصرةً على نوع واحد مثل الإثارة والتشويق أو الخيال العلمي أو الفانتازيا أو الرواية الأدبية، وإنما تشمل كل هذه الأنواع.
(٨) لأنها أشبه بالسفر عبر الزمن؛ فهي وسيلة سهلة لتذكر الطفل الذي كنت عليه في السابق عندما قرأتَ كتابًا لأول مرة في حياتك.
(٩) لأنها تكون تحفيزية في أغلب الأحيان؛ فالقراءة عن الأبطال والشجاعة والولاء تجعلك ترغب في أن تكون شخصًا أفضل. أَلَسْنا كلُّنا بحاجة إلى ذلك؟
(١٠) هل ذكرت أنها ممتعة؟
(المصدر: جين روبنسونز بوك بيدج، ٢٠٠٥.)
-
«احصل على ترشيحات من طلابك»: عندما تختار القراءة في أدب الشباب أو الطفل، اسأل طلابك عما يمكنهم ترشيحه لك من كتب. إن لديَّ مجموعة كبيرة من الكتب أَعَارَها لي طلابي لأقرأها، ودائمًا ما يندهشون حين يقرءون كتابًا لم يسبق لي أن قرأتُه، ودائمًا ما يتلهَّفون إلى توسيع آفاق قراءاتي بالعناوين التي يقترحونها. لديَّ حاليًّا اثنا عشر كتابًا أعلى «جبل ميلر» أَقْرَضَها لي الطلاب، وأؤكد لك أنهم ينتظرون مني تقريرًا كاملًا عند انتهائي من قراءتها!
عندما تقرأ ما يقرؤه الطلاب، تكتسب معرفة متعمقة بشأن عادات القراءة والتفضيلات الخاصة بهؤلاء الطلاب؛ وفي ذلك الأنواع الأدبية التي يستمتعون بها، والسلاسل التي يخلصون لقراءتها، ومستوى القراءة الذي تنتمي إليه كتبهم، وجودة النصوص التي يقرءونها. يمكنك أيضًا إيجاد الكثير من الفرص لتوسيع آفاق قراءة الطلاب عن طريق النظر إلى ما لا يقرءونه بالإضافة إلى ما يقرءونه. فبتحديد الألوان الأدبية التي يتجنب الطلاب قراءتها، أو تحليل إن كانت الكتب التي يختار الطلاب قراءتها سهلة للغاية أم صعبة للغاية، يمكنك تحديد الجوانب التي يمكنك مساعدة الطلاب فيها لتطوير أنفسهم كقرَّاء.
-
«ابحث عن ترشيحات للقراءة من مصادر مجال صناعة الكتب»: تربطني علاقة مَحبة وكراهية في الوقت نفسه مع قوائم الكتب؛ فأي قائمةِ كتب تصبح قديمة على الفور، ويصعب الاحتفاظ بقائمة كتب مقترحة لا تصير قديمة بمجرد نشرها؛ لهذا السبب، أرفض نشر أي نوع من قوائم القراءة الموصى بها للمعلمين الذين يرغبون في نقطة انطلاق يدخلون من خلالها إلى عالم القراءة. لكنك إذا رجعت إلى الملحق (ب)، فسترى أن طلابي قد شاركوا «قائمة أفضل الكتب» الخاصة بهم التي تزخر بترشيحات مذهلة. ومن المهم البقاء على اطلاع بالكتب المتاحة قراءتُها لطلابك؛ أي الكتب الجديدة وذات الصلة من الناحية الثقافية، بالإضافة إلى الكتب الكلاسيكية الثابتةِ الفائدةِ والقيِّمة. ذُكِر أيضًا كثير من الكتب على مدار هذا الكتاب، ويمكنك الاستقاء من أيٍّ من الموارد التي ذكرتها لوضع قائمة أساسية بالكتب التي ثبت أنها تثير اهتمام الطلاب.
أستعين بمواقع الإنترنت والمجلات المتخصصة في مجال الكتب كموارد للترشيحات؛ لأنها تُحدَّث أو تُنشَر على فترات متقاربة غالبًا. إنني أجد أن كتب القوائم التي أستعين بها، مثل كتاب بلاسينجيم «الكتب التي لا تصيبهم بالضجر»، تحتوي عادةً على أوصاف تفيد في تقديم الكتب المناسبة للقرَّاء، أو لقاءات مع مؤلفين مرموقين، أو معلومات أخرى تظل مفيدة لي بعد أن تصبح القوائم قديمة.
كتب ومواقع إلكترونية مفيدة
-
«جمعية الخدمات المكتبية للأطفال»: الجوائز الأدبية (http://www.ala.org/ala/alsc/awardsscholarships/literaryawards/literaryrelated.cfm) يتضمن هذا الموقع الإلكتروني جوائز نيوبيري، وكالديكوت، وبرينتز، وكوريتا سكوت كينج، التي تمنحها جمعية المكتبات الأمريكية كل عام. وقائمة نيوبيري وحدها مصدر ثري لأفضل نصوص الأدب الأمريكي على مدار القرن الماضي للأطفال.
-
«الكتب التي لا تصيبهم بالضجر»: «كتب الشباب التي تتواصل مع هذا الجيل» (بلازينجيم، ٢٠٠٧). من خلال قوائم الكتب التي تتناول موضوعات مثل «ضد التيار» و«المرفوضون والمنبوذون»، يقدم بلازينجيم نظرة عامة عن الكتب الشهيرة التي تتناول المسائل الاجتماعية والاهتمامات الشخصية للشباب. وهذا النص لا يقتصر فقط على القوائم، وإنما يتضمن أيضًا لقاءات متعمقة مع مؤلفين مشهورين، مثل آفي ونانسي فارمر، بالإضافة إلى نصائح حول كيفية انتقاء الكتب العالية الجودة، التي تثير اهتمام المعلم والطلاب على نحو كبير.
-
«جودريدز» (www.goodreads.com): جودريدز موقع إلكتروني مجاني للتواصل الاجتماعي بين القرَّاء. ينشئ الأعضاء أرففًا للكتب التي قرءوها، أو يقرءونها، أو يخططون لقراءتها، ويتشاركون هذه القوائم مع أصدقائهم المدعوين. وهذا المخزون اللانهائي من مراجعات الكتب، والمسابقات، والقوائم يثري أكثر الأشخاص ولعًا بالقراءة؛ فأنا عن نفسي أشارك الكتب والقوائم مع طلابي السابقين والمعلمين بجميع أنحاء الولايات المتحدة، وأتصفح عادةً قوائم أصدقائي وأرفف كتبهم بحثًا عن كتب جديدة.
-
«جين روبنسونز بوك بيدج» (http://jkrbooks.typepad.com/): تمثل جين — التي حصلت على درجة الدكتوراه في الهندسة الصناعية وشاركت في تأسيس شركة برامج الكمبيوتر الخاصة بها — نموذج الشخص الذي يقرأ على مدار حياته الذي نأمل في تنشئته. وتزخر مدونتها ومنشوراتها الثرية على الويب بالآراء النقدية والأفكار الشخصية المفصلة حول عالَم كتب الأطفال ومؤلفيها ونشر هذه الكتب. تقرأ جين أكثر مني، وذوقها في الكتب سديد. أتابع مدونتها بانتظام فقط كي أتفقَّدَ ما تقرؤه!
-
«تين ريدز دوت كوم» (www.teenreads.com/): لا يستهدف هذا الموقع الإلكتروني المعلمين، وإنما يستهدف الطلاب. إن التصميم والسمات المتطورة فيه مثل «الفيديو/البودكاست» وقسم «كول آند نيو»، والاستفتاء الشهري تجمع جميعًا بمهارة بين أحدث أدوات التواصل لإنشاء موقع ممتع وعصري عن القراءة للقرَّاء المراهقين في الوقت المعاصر. تصفح قائمة أفضل ما يقرؤه المراهقون «ألتيمت تين ريدينج» المحدثة للاطِّلاع على أكثر من ٢٥٠ كتابًا رشحها القرَّاء على الموقع لتكون من بين خيارات القراءة المثالية. وأنا أستعين برابطَي «كتب جديدة ذات أغلفة ورقية» و«يصدر قريبًا» لكي أظل متقدمة على طلابي في الاطلاع على أحدث الكتب.
-
«أَعِدَّ دفتر القارئ خاصتك»: في بداية كل عام، بينما ينشغل كل طالب بالقص واللصق مُعِدًّا دفتر القارئ الخاص به، أُعِدُّ أنا الأخرى دفترًا جديدًا لنفسي. وأسجِّل كل الكتب التي قرأتُها أو تركتها على مدار عام كامل في دفتر واحد، مثلما أطلب من الطلاب أن يفعلوا. وكل دفتر يمثل سجلًا لما قرأتُه على مدار الأعوام، وأستخدم قوائم القراءة الخاصة بي لطلب الكتب لمكتبة الفصل أو تقديم الترشيحات لطلابي وأصدقائي.
-
«تأمَّلْ ما تقرؤه»: لا أقترح أن تكتب ملخصات عن كل كتاب تقرؤه أو ردود فعلك الشخصية تجاهه، لكن يمكنك فعل ذلك إن أردت. فكِّرْ فيما تقرؤه، ولاحِظْ ما يعجبك في الكتاب أو ما لا يعجبك. ما الذي يجعل قراءته صعبة أو ممتعة؟ ما الذي يعلق في ذاكرتك بشأن الكتاب عند انتهائك منه؟
(٣-٢) أَخبِر الطلاب عن الصعوبات التي تواجهها
بالإضافة إلى النصائح التي ذكرتُها فيما سبق، أرى أنه من المهم إخبار طلابي بالصعوبات التي أواجهها في القراءة. حين قرأت رواية «زوجة المسافر عبر الزمن» في نادي القراءة الذي أشترك فيه، تحدثت مع طلابي بشأن مدى الصعوبة التي لاقيتها من قراءة الكتاب. لقد استمتعت به كثيرًا، لكن التبديل بين الرواة والتغييرات في السياقات جعلت من الصعب عليَّ متابعة الأحداث. واعترفت لطلابي بأنني اضطُررت إلى الإبطاء في إيقاع قراءتي والتركيز على التفاصيل بقدرٍ أكبر مما أفعله مع أي سرد متسلسل زمنيًّا. وقد اندهشوا عندما عرفوا أنني، أيضًا، أواجه صعوبات في القراءة.
أَخبِر طلابك بما تستمتع به في الكتب التي تقرؤها، وما يجعلها صعبة عليك، والاستراتيجيات التي تتبعها لتجاوز النصوص الصعبة. يشعر الطلاب بالنقص عندما يضطرون إلى التقدم بصعوبة، لكن معرفتهم بالصعوبات التي تواجهها في القراءة يمكن أن تساعد في تعزيز اعتدادهم بأنفسهم. لقد رأيت معلمين «يتصنَّعون» أنهم يواجهون عقباتٍ في القراءة أمام طلابهم، خلال توجيههم لهؤلاء الطلاب في التدريب على الاختبارات. لكن الطلاب يعلمون أنه ما من معلم يواجه صعوبات في قراءة فقرة بمستوى طلاب الصف الخامس، وادعاءُ ذلك لا يسفر إلا عن تراجع ثقتهم بالمعلم؛ لذا، من الأفضل أن تكون صادقًا.
إن التنحي جانبًا ومطالبة الطلاب بالقراءة لا يجدي نفعًا مع معظمهم، فكيف يتسنى لهم أن يصبحوا قرَّاءً إذا لم تكن أمامهم نماذج يحتذون بها؟ تذكَّرْ أنك أفضل قارئ في الفصل، القارئ المحترف. أَظهِر حبَّك للقراءة بفخر أمام الطلاب كل يوم؛ ففي الواقع، لا يمكنك تشجيع الآخرين على فعلِ ما لا تجد في نفسك حافزًا للقيام به في المقام الأول.