الشهاب الآلوسي
هو السيد محمود أفندي شهاب الدين أبو الثناء، المفسر الشهير بآلوسي زادة البغدادي، مفتي الحنفية بالعراق، ابن صلاح الدين السيد عبد الله أفندي رئيس المدرسين في بغداد، ومدرس المدرسة العظمى في جامع الإمام الأعظم، ابن السيد محمود أفندي الخطيب، وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين، وأما أمه فصالحة بنت الشيخ حسين أفندي العشاري صاحب الديوان المعروف باسمه، ومؤلف حاشية شرح الحضرمية في فقه الشافعية.
ولد في جانب الكرخ من بغداد في شعبان سنة ١٢١٧ﻫ، وهو من بيت عريق في النسب ضليع في الأدب، ينسب إلى آلوس، وهي جزيرة وسط نهر الفرات على ٥ مراحل من بغداد، فرَّ إليها أجداده من وجه هولاكو التتري عندما دهم بغداد وفتك بأهلها.
ومنذ نحو ثلاثمائة سنة رجع أبناؤه إلى بغداد ولبثوا فيها حتى الآن، وكان صاحب الترجمة في صغره آية في الذكاء، فقرأ العلوم على والده وغيره، واستجاز علماء كثيرين؛ كالشيخ علي البغدادي، والشيخ علاء الدين الموصلي، ومحدث الشام الشيخ عبد الرحمن الكزبري، ومفتي بيروت الشيخ عبد اللطيف، وشيخ الإسلام ومفتي الديار الرومية أحمد عارف بك واقف المكتبة العظمى في المدينة المشرفة.
وقرأ وهو شاب بعض الدروس في علم الكلام على الولي المشهور بمولانا خالد الكردي النقشبندي حينما ورد بغداد، ولم يبلغ الثالثة عشرة من عمره حتى نبغ في عدة علوم، ثم أخذ يشتغل بالتدريس والتأليف، فتخرج عليه كثير من الفضلاء، وقصده الطلبة من كل صقع ونادٍ، واستجازه الجمُّ الغفير من ذوي العلم والأدب، وما لبث أن أصبح العلم المفرد وعلَّامة العراق، فتولى المدرسة المرجانية وأوقافها، وقُلد سنة ١٢٤٨ﻫ منصب إفتاء السادة الأحناف، وظل وهو في ذلك المنصب الخطير يشتغل في التأليف وتدريس العلوم وقضاء الحاجات، لا يضيع ساعة من وقته، ولا يضن بشيء مما أنعم به الله عليه من العلم والجاه والمال.
- (١)
روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني: وهو أعظمها شأنًا وأجلُّها قَدْرًا، في تسعة أسفار كبار، جمع فيه خلاصة ما في سائر التفاسير، وأزال المشكلات بِيَراعٍ يدلُّ على ما كان له من غزارة المادة وراسخ العلم وطول الباع في هذا الموضوع، وقد قال فيه أحد تلامذته:
إن كان محمود جار الله قد جمعتله المعاني بتفسير وتبيانِفإن محمودنا الحبر الشهاب لهروح المعاني وكان الفخر للثانيوقد طُبع في مطبعة بولاق سنة ١٣٠١ﻫ على عهدة ولده متولي المدرسة المرجانية الشيخ نعمان أفندي خير الدين.
- (٢)
الأجوبة العراقية: وقد طبع في الآستانة.
- (٣)
الطراز المذهب في شرح القصيدة الممدوح بها الباز الأشهب: طبع في مصر.
- (٤)
شرح درة الغواص في أوهام الخواص: طبع في دمشق الشام.
- (٥)
كتاب المقامات الخيالية: طبع في كربلاء.
- (٦)
كتاب الأجوبة العراقية عن الأسئلة اللاهورية: طبع في بغداد.
- (٧)
نشوة الشمول ونشوة الْمُدام: طبع في بغداد أيضًا.
- (٨)
الفيض الوارد في الشيخ خالد: طبع في مصر.
- (٩)
شرح القصيدة العينية في مدائح أمير المؤمنين علي (كرم الله وجهه): طبع أيضًا في مصر.
- (١٠)
نزهة الألباب: وهي الرحلة الكبرى الجامعة لتراجم الرجال، والأبحاث العلمية التي جرت بينه وبين شيخ الإسلام.
- (١١)
حاشية شرح القطر لابن هشام: ألفها في شبابه.
- (١٢)
حاشية على شرح ابن عصام في الاستعارة: ألفها في شبابه أيضًا.
- (١٣)
حاشية على مير أبي الفتح في علم آداب البحث.
- (١٤)
شرح البرهان في إطاعة السلطان.
- (١٥)
سفرة الزاد لسفرة الجهاد.
- (١٦)
حاشية على حاشية عبد الحكيم السيالكوتي: في علم المنطق.
- (١٧)
رسالة في الأمانة: ردًّا على الشيعة.
وله علاوة على ما ذكر رسائل وفتاوٍ وحواشٍ وتعليقات كثيرة، انتهبت أيدي الزمان كثيرًا منها، والباقي غير مطبوع.
وتوفي في ٢٥ ذي القعدة سنة ١٢٧٠ﻫ، ودفن قرب والده المتوفى بالطاعون سنة ١٢٤٨ﻫ عن يمين الذاهب إلى الشيخ معروف الكَرْخي، قريبًا من باب مسجده في الشونيزية، وقبره الآن مشهور يُزار.
وكان (رحمه الله) رَبْع القامة، واسع العينين، ضخم الكراديس، ريان الجسم غير سمين، كث اللحية، أبيض اللون مشرَّبًا بِحُمرة، يخيل بوجهه أثر الجدري، كريمًا مَهِيبًا، وَقورًا وديعًا، محبًّا للفقراء. وكان مجلسه مَجْمعًا لأرباب الفضل والعلم. ومن قرأ رسائل علماء زمانه ووقف على دواوين فحول الشعراء في العراق؛ كعبد الباقي الفاروقي، والسيد عبد الغفار الأخرس، ورأى أنه بيت قصيدهم، والإمام الذي يرجع إليه — عَلِمَ ما كان له من علو المنزلة والشأن.
وقد كُتبت الأسفار المطولة في ترجمته؛ منها كتاب «حديقة الورود في مدائح أبي الثناء شهاب الدين السيد محمود» تأليف تلميذه الملا عبد الفتاح أفندي المعروف بشواف زادة، وهو كتاب كبير في نحو مجلدين، وكتاب «أريج الند والعود في ترجمة مولانا العلامة شهاب الدين السيد محمود» لبعض تلاميذه أيضًا، وترجمة للسيد محمد ثابت الدين البغدادي، وله — فضلًا عن تآليفه الكثيرة — شعر لا نعلم أنه جمع في ديوان، وأكثره في الورَع والحِكَم والتصوف، فمن ذلك قوله:
وقد نظم شعراء عصره القصائد الرنانة في وصفه وتعداد مناقبه، وفي جملة المعجبين به والناظمين في مدحه الشيخ عبد الباقي العمري، والشيخ عبد الغفار الأخرس، وغيرهما من شعراء العراق.
وقد نال من المغفور له السلطان عبد المجيد علامات شرف، في جملتها الوسام المرصع العلي الشأن.