الرسالة السابعة عشرة
ما أبلهني! لِمَ أجد هذا الوجدَ وأتحرَّق شوقًا إلى نظرة واحدة منها؟! ما أخرق هذا! كنا في والهيم، وقد ذهبت السيدات في مركبة تركنها بعد ليسرن في الحديقة، ولما ظننت أن عينَي شارلوت المتلألئتين … ولكنني أشط بعيدًا، وعليَّ أن أقتضب القول لأنني نصف نائم. لما عُدْن إلى المركبة وقفت مع الصغار ويليست وسلفسترادت وأندران نُكلِّمهن من النافذة، وكان الرجال كلُّهم جذلًا مغتبطًا، ورقبت عينَي شارلوت، وخُيل إليَّ أنهما ترمقان الكل، الواحد بعد الآخر، إلا أنا. نعم إلا أنا الذي وقفت كالتمثال — رغم جولانهما المتواصل — لا أرى غيرها، وكان قلبي يمطرها حبًّا وتوديعًا، وهي لا تلقي إليَّ بنظرة واحدة.
وسارت المركبة، وتبعتها عيناي مغرورقتين بالدموع، ثم أخرجت شارلوت رأسها من النافذة والتفتت إلى وراء، وا حسرتاه! لمن كانت تلك النظرة؟ أهي لي أنا؟ ما أشد حيرتي! ولكن الشك قد يكون بردًا وعزاءً، إن هناك ما يبعث على الأمل بأن النظرة كانت لي.
عِم مساءً، إنني أشعر بضعفي.