الرسالة العشرون
لست مخطئًا؛ إنني أقرأ في عينيها ما يسكن قلبها من العناية بي، ذلك واضح جلي، وإن فؤادي ليؤيد تلك الفكرة المشجعة، هامسًا في أذني: هل أجرؤ على التلفُّظ بالأمل المحبوب؟ إنها «تحبني!» «تحبني!» إنني لَأشعر بنفسي جليلًا ساميًا حين تخطر لي الفكرة، ما — نعم إنني سأقدم، فأخبر صديقي لأنه يفهم ما أعني — ما أشد إكباري لنفسي منذ شرفني عطفها وودادها، وهل يُعد هذا تِيهًا وكبرًا؟ كلا بل هو شعور بالحقيقة. من ذا الذي ينازعني حبها؟ آه! ومع هذا فإنها حين تذكر اسم ألبرت، تذكره باحترام وانعطاف. وا حسرتاه! هناك أشعر كأنني ضابط طمَّاح جم الآمال، قد جُرد من رتبته، وانتُزع منه شرفه، ففقد حوله وطوله واضطر أن يسلِّم سيفه.