الرسالة الثانية والعشرون
ماذا يفيد امتلاكُ العالَم قلبًا خاليًا من الحب؟ مَثَل هذا القلب كمثل المصباح السري لا نور فيه، حتى إذا ما أضاء ظهرت الصور العديدة علعلمت ألاى اللوحة البيضاء، وما آثار الحب وإن كانت كهذه الخيالات الزائلة! ومع ذلك فإنها تشعرنا بالسعادة، إذا كنا نُسرُّ بالتصورات اللذيذة كما تُسرُّ الأطفال.
لن أرى شارلوت اليوم، فثمَّ بعض رفاق لم أكن أنتظرهم ولا يمكنني التخلي عنهم الآن؛ وعلى ذلك فقد فكَّرت في إشخاص خادمي إليها، حتى يكون في جوابها بديلًا عن شخصها أمام عيني، وانتظرت ذلك الجواب بصبر فارغ، حتى إذا ما جاء تناولتُه بفرح كبير، ولشد ما كابدت في إخفاء عواطفي عن الخادم!
أمسك عن ابتسامك أيها الصديق، فليس ثَمَّةَ شيء يزيد من سعادتنا ويصح أن يُدعى وهمًا وغرورًا.