الرسالة الرابعة والعشرون
لست أحبِّذ بحالٍ من الأحوال نصحَك لي في قبول اقتراح السفير لمصاحبته إلى فينا، إنني أحتقر أن أكون مرءوسًا وأحتقر المظاهر، والكل يعرف هذا الرجل عَبوسًا متعجرفًا، تقول إن أمي تريد أن أشغل وظيفةً ما، فاعلم أنني أبسِمُ من هذا الرأي، ألا أعملُ وأَدْأَبُ دائمًا؟ ألا يُعَدُّ تقشيرُ البسلة كتقشير الفول؟ إن هذا العالَم مطوي على الشقاء، وإن مَن يطلب أن يرضي الدنيا أكثر مما يرضي نفسه فيسعى إلى المال والجاه بطريق لا يلتئم وميوله، لهوَ في عرفي غِرٌّ أبلهُ.