الرسالة الخامسة والعشرون
استمع جوابي الصريح على أسئلتك المتوالية عن تقدُّمي في التصوير؛ إنني لم أُعنَ به في الأيام الأخيرة إلا قليلًا.
كان أمامي منذ أيامٍ قطعةٌ تاريخيةٌ، فلم أتقدم فيها مطلقًا، أو فعلت يسيرًا، والحقيقة أنني الآن أميل إلى الطبيعة، فلا أستطيع أن أحيد عنها، إنني أفهمها أكثر من غيرها، وهي قدوتي في مختلف ما تخرج، ولكن الثابت أن حالتي العقلية الآن تسلبني قوةَ المثابرةِ والعنايةِ اللازمتَين لتصوير دقائق جمالها حقَّ التصوير، كلُّ محاولة يُعْوِزُها الإنجازُ، وكلُّ بداية تحتاج إلى إتمام، والأصباغ تختلط أمام ناظريَّ، وربما أنجح أكثر من الآن إذا استعنت بشيء ما، ولو دام هذا المزاج لكان مقالي التالي طينًا وشمعًا.
بدأت صورة شارلوت ثلاث مرات، لم تفلح ريشتي في إحداها؛ فإن ما أرسم الآن ليس في شيء من حسن سابقه، ولست أفهم سبب هذا الانحطاط الغريب الذي يقلقني كثيرًا، على أنني قد صوَّرت منظرها الجانبي، فلأقنعْ به الآن.