الرسالة الثامنة والخمسون
كلا كلا! هذا خير! بل هو أحسنُ شيءٍ لي، أنا زوجها، لو كانت القوة الإلهية التي منحَتْني الحياةَ قد قدَّرت لي هذه السعادة أيضًا، لَوقفتُ بقيةَ حياتي السعيدة على شكر لا ينقطع، بيْدَ أنني لا أتذمَّر أمامَ إرادة الله، وَلْتغفر لي هذه الدموع وهذه المشتهيات العديمة الثَّمَر. آه لو كانت لي! إذًا لَطوَّقتُ بذراعي أجملَ بنات جنسها بأي سرور، بل ما أشدَّ تهيُّجي حين أرى ألبرت يضمُّ هيكلها السموي!
لقد كنت على وشك القول — ولمَ لا؟ — بأنها تكون أسعدَ بكثير لو كانت معي عما هي مع ألبرت، إنه لم يُخلَق لها قط؛ تنقصه تلك الحساسة الرقيقة التي فيها، التي بها تُسر، وينقصه … وبالإيجاز فإن قلبَيْهما لا يضربان معًا. إيه يا صديقي طالما رأيت، وأنا أقرأ لها قطعةً ما ممتعة، أن شعورنا متبادل، وأننا نفكر ونحسُّ معًا، وأن كلًّا منَّا ينقل إلى الآخَر ما يعني بنظراتٍ أفصح من الكلمات، على أن ألبرت يحبها، وهو يتعلَّم كيف يسرها، أفلا يستحق حبُّه جزاء؟!
قُوطِعت بزيارة في غير وقتها؛ وعلى ذلك فقد حاولتُ تسكين نفسي، وعقلي الآن أهدأ، فالوداع يا أعز الأصدقاء.