الرسالة الثالثة والستون
يغيب زوج شارلوت هذه البضعة الأيام في الريف، وقد بدأتْ رسالةً إليه بقولها: «أيها العزيز المحبوب إلى الأبد، عُد بأسرع ما تستطيع؛ إنني أطلب لك في انتظاري أطيب الرغبات.» وما كادت تنتهي منه حتى ألقى إليها صديق أن أعمالًا هامة جدًّا قد اعترضت ألبرت، وستؤخره أكثر مما ظن. وعلى هذا لم تبعث طبعًا بالرسالة، واتفق في المساء أن تناولتها فقرأتها وعلى شفتي بسمة سرور، وقبَّلتها منفعلًا، واستفسرت عن السبب فصحت قائلًا: «ما أهنأ الخيال!» وقرأتْ بسرعة في مُحيَّاي قوةَ ذلك التصوُّر؛ فقد خُيِّل إليَّ أن الرسالة لي، فصمتت وظهرت عليها علامات الاستياء، وأسكتتني تلك النظرة.