الرسالة السابعة والسبعون
لا تكاد تدري شارلوت أنها تحضر لي سمًّا أرى من المحتمل جدًّا أن يُهلِك كِلَيْنا؛ فهي تقدِّم لي الشربة القاتلة، وأنا أبتلعها في جُرَع كبيرة. ما معنى تلكم النظرات الرقيقة تُلقي إليَّ في بعض الأحايين — تلك الوداعة تصفى إلى كل عاطفة تفلت اتفاقًا مني، ذلك الحنو أقرؤه أحيانًا في وجهها الملائكي؟ كنت أستأذنها أمسِ في الانصراف، فمدَّتْ إليَّ يدَها قائلةً: «الوداع أيها العزيز فرتر.» العزيز فرتر، لقد أصابت صميم فؤادي، إنها المرة الأولى التي أسمعها تدعوني بالعزيز، لن أنسى أبدًا أبدًا هذا الصوت الحنون، لقد كرَّرت قولها ألفَ مرة حتى الآن! وحين ذهبتُ إلى فراشي الليلةَ الماضية صحتُ قهرًا عني: «عم مساءً أيها العزيز فرتر.» ثم عُدت إلى رشدي وابتسمتُ لهذه التحية أُزجِيها لنفسي.