الرسالة الثالثة والثمانون
حقًّا أيها الصديق ليس في استطاعتي البقاء على حالتي هذه، كنتُ اليومَ مع شارلوت، وكانت تعزف على آلتها الموسيقية بشكل يقصر دونه كل وصف، وكانت أختها الصغيرة تُلبِس عروسَها على حجري، وانحدرت الدموع على خدي، ورأيتُ بانحناءةٍ مني خاتمَ الزواج، فزادت دموعي حتى فاضت كالسيل، ثم بدأتْ حالًا في نغم محبَّب طالما سرني وهدَّأ مني، فأتى بالعزاء المطلوب للحظةٍ ما، ولكنه سرعان ما أعاد لي ذكرى أوقاتنا السعيدة الداثرة، الشقاء واليأس! فذعرت، وتمشيت في الغرفة بخطوات مسرعة، ثم ذهبت إليها أخيرًا، وصرخت بحدة: «بحق السماء، أمسِكي عن هذه النغمة.» فأمسكتْ وحدجَتْني بنظرة، ثم قالت وهي تبسم ابتسامةً أصابت من فؤادي الصميم: «حقًّا يا فرتر، إنني أخاف أن تكون مريضًا؛ فإنك لَتنفر نفورًا غريبًا من غدائك الذي تحبه كلَّ الحب، أرجو أن تذهب فتحاول تسكينَ نفسك.» ففارقتها. أيتها السماء! أنت ترين آلامي، وإنني لَواثق أنك ستضعين لها حدًّا.