الرسالة الرابعة والثمانون
يلازمني خيال شارلوت، فيراها فكري المعذَّب، صاحيًا كنتُ أو نائمًا، وإذا بحثتُ عن الراحة وجدت عينَيْها القائمتين المجبورتين مطبوعتين على ذهني، وهنا لا أستطيع أن أعبِّر عما بنفسي، ولا أكاد أُطبِق جفنَيَّ المتعبَيْن حتى أرى صورتها الحلوة تمر أمام خيالي، ويُخمِد طيفُها الوهمي كلَّ قواي.
وما الإنسان؟ هذا النصف الإله الفخور؟ إذا ما أراد العمل هجرَتْه قواه، وسواء أسَبَح في تيار السرور، أو اعترض في عباب الشقاء، وجَبَ عليه أن يقف يومًا، ولو كان الخلود أمله؛ فهو واثق أنه سيعود سريعًا إلى كيانه البارد الأصلي.