الرسالة الثامنة والثمانون
لا يزال فكري مضطربًا أيها الصديق، ولو أنني لا أستطيع لذلك شرحًا. أليس حبي لشارلوت أنقى الحب وأقدسه؟ أليس حب الأخ لأخته؟ وهل فكرت في رغبة دَنِسة قط؟ ليس ثَمَّةَ ضرورة للأقسام التي تُثبِت طهارتي. والآن هذه الأحلام، يا للسماء! لقد صدق حقًّا مَن عزى العواطف المناضلة لقوى غريبة.
حتى الليلة الماضية — إنني لأرتجف وأنا أخطُّ هذا — الليلة الماضية، أمسكتها بين ذراعي، وضممتُها إلى صدري، وعلى شفتَيْها المرتجفتَين طبعتُ قُبلات حارة ناعمة، وكانت عيناها تفيضان رقةً سائلة، وعيناي تسطعان بالفرح والسعادة، أيكون السرور الذي أشعر به الآن لذكرى هذه السعادة الوهمية جريمةً؟ آه! شارلوت، شارلوت، إن هلاكي محقَّق، وليس في استطاعتي تحمُّل هذه الحال المزعجة المختلة. أنا مضطرب، ولم أكن نفسي طول هذا الأسبوع، وعيناي غارقتان بالدموع، وسواء لديَّ أينما كنت؛ لأنني لا أجد الراحة في أي مكان. لا أبغي شيئًا، بيْدَ أنني أرغب كلَّ شيء، يا لنفسي! خير لي أن أترك هذا العالم بلا إبطاء.