الرسالة الثالثة والتسعون
عزيزي ولهلم
رأيت الآن الحدائق لآخِر مرة، وكذا الحقول والجبال والسماء، الوداع! عزِّ أمي العجوز الحبيبة بقدر ما تستطيع وَلْتكافِئْك السماء. لقد رتَّبتُ كلَّ شئوني، وسنلتقي في عالَم آخر أكثر سعادةً وسرورًا.
ألبرت! عفوك واصفح عني؛ فقد عكَّرتُ هناءَك البيتي، لقد أزعجتُ هدوء أسرتك، وأفسدت الثقة التي كانت بينك وبين شارلوت، على أنني أثق أن موتي سيزيح من طريق سعادتك كلَّ عثرة.
آه ألبرت! أحِبَّ شارلوت، وَلْتبارِكْكما السماء!
ثم التفت إلى أوراقه فأتلَفَ كثيرًا منها، وختم البعض وكتب عليه عنوان صديقه، وكانت هذه عبارة عن آراءٍ غير متصلة، وانسكاب عقل مضطرب، وفي الساعة العاشرة طلب نارًا ونصفَ لتر من النبيذ، ثم صرف خادمه.