المعبد الذهبي
«أثناء رؤيتي للمعبد الذهبي الحقيقي في الصور والكتب الدراسية، كان شبحُ المعبد الذهبي الذي حدَّثني عنه أبي ينتصر عليه داخل قلبي. من المفترَض أن أبي لم يقُل مطلقًا إن المعبد الذهبي الحقيقي يتألَّق بلون ذهبي، ورغم ذلك — طبقًا لأبي — ليس على وجه الأرض ما هو أكثرُ جمالًا من المعبد الذهبي.»
في عام ١٩٥٠م أشعل راهبٌ يابانيٌّ شابٌّ النارَ في الجناح الذهبي لمعبد «كينكاكوجي» الذي يُعَد أحدَ أشهر المَعالم السياحية في اليابان؛ وانطلاقًا من هذه الدراما التي هزَّت اليابان حينها، راح «يوكيو ميشيما» ينسج بمِنوال خياله الخصب قصةً لهذا الراهب الشاب «ميزوغوتشي» مركِّزًا على الجانب النفسي لشخصيته، خاصةً في مرحلة الطفولة التي عاشها؛ فقد نشأ في بيت عمِّه بعيدًا عن أبيه حتى يمكِنه الالتحاقُ بالمدرسة، وكان يعاني التلعثم، فأصبح مَثارَ سخرية زملائه في الدراسة، وهو ما ترَك في نفسه آثارًا عميقة جعلَته شديدَ الانطواء وعاجزًا عن البوح بمكنون نفسِه؛ فازداد عالَمه الداخلي اتساعًا وتشعُّبًا، وانعكس ذلك على سلوكه المليء بالغضب والكراهية تجاه الآخَرين، وأخذت حالته النفسية تتدهور، وطرأت عليه تغييراتٌ أدَّت به في النهاية إلى حرقِه المعبدَ الذهبي وهو بكامل وَعْيه!