المعبد الذهبي

«أثناء رؤيتي للمعبد الذهبي الحقيقي في الصور والكتب الدراسية، كان شبحُ المعبد الذهبي الذي حدَّثني عنه أبي ينتصر عليه داخل قلبي. من المفترَض أن أبي لم يقُل مطلقًا إن المعبد الذهبي الحقيقي يتألَّق بلون ذهبي، ورغم ذلك — طبقًا لأبي — ليس على وجه الأرض ما هو أكثرُ جمالًا من المعبد الذهبي.»

في عام ١٩٥٠م أشعل راهبٌ يابانيٌّ شابٌّ النارَ في الجناح الذهبي لمعبد «كينكاكوجي» الذي يُعَد أحدَ أشهر المَعالم السياحية في اليابان؛ وانطلاقًا من هذه الدراما التي هزَّت اليابان حينها، راح «يوكيو ميشيما» ينسج بمِنوال خياله الخصب قصةً لهذا الراهب الشاب «ميزوغوتشي» مركِّزًا على الجانب النفسي لشخصيته، خاصةً في مرحلة الطفولة التي عاشها؛ فقد نشأ في بيت عمِّه بعيدًا عن أبيه حتى يمكِنه الالتحاقُ بالمدرسة، وكان يعاني التلعثم، فأصبح مَثارَ سخرية زملائه في الدراسة، وهو ما ترَك في نفسه آثارًا عميقة جعلَته شديدَ الانطواء وعاجزًا عن البوح بمكنون نفسِه؛ فازداد عالَمه الداخلي اتساعًا وتشعُّبًا، وانعكس ذلك على سلوكه المليء بالغضب والكراهية تجاه الآخَرين، وأخذت حالته النفسية تتدهور، وطرأت عليه تغييراتٌ أدَّت به في النهاية إلى حرقِه المعبدَ الذهبي وهو بكامل وَعْيه!


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي والسيد الأستاذ ميسرة عفيفي.

تحميل كتاب المعبد الذهبي مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر أصل هذا الكتاب باللغة اليابانية عام ١٩٥٦.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٤.

عن المؤلف

يوكيو ميشيما: أحدُ أشهر أدباء اليابان، رُشِّح لجائزة نوبل ثلاثَ مرات، وانتحر بطريقةِ الساموراي المروِّعة.

وُلد «يوكيو ميشيما» عام ١٩٢٥م في إحدى زوايا حي يوتسويا في طوكيو، تَعلَّم في مدرسة غاكوشوئين المُخصَّصة لأطفال العائلات النبيلة، ثم التَحق بكلية الحقوق عام ١٩٤٤م في جامعة طوكيو، وبعد تخرُّجه بدأ حياته العملية موظفًا في وزارة الخزانة، لكنه تخلَّى عن وظيفته بعد تسعةِ أشهرٍ فقط؛ ليَتفرَّغ بعدها للكتابة وتحقيقِ حُلمه بأن يُصبِح كاتبًا.

بدأ الكتابة في سنٍّ مبكِّرة؛ فقد كانت قراءةُ قصص الأطفال والكتب المُصوَّرة هي الملاذ الذي يَهرب إليه في طفولته، التي قضى جزءًا كبيرًا منها في المستشفى بسبب حالته الصحية السيئة. وفي داخل المستشفى أطلق «ميشيما» لخياله العِنانَ ليكتب أولى قصصه في سِن العاشرة، وهي قصة «عجائب العالَم»، وفي سن السادسة عشرة نشَر روايته الأولى «غابة الزهور» عام ١٩٤٤م، لتتوالى بعدها أعمالُه الروائية والقصصية التي تُرجِمت إلى مختلِف لغات العالم، والتي كانت سببًا في ترشُّحه لجائزة نوبل ثلاثَ مرات، ومن أبرزها رواية «اعترافات قناع» ١٩٤٩م، و«ألوان محرَّمة» ١٩٥٣م، و«صوت الأمواج» ١٩٥٤م، و«شبكة حب بائع سمك السردين» ١٩٥٤م، و«مجموعة في النو الحديث» ١٩٥٦م؛ وهي عبارة عن مسرحيات حديثة لفن النو (فن تقليدي في اليابان)، و«المعبد الذهبي» ١٩٥٦م، و«منزل كيوكو» ١٩٥٩م، وأخيرًا رباعيته «بحر الخصوبة» التي عبَّر فيها عن فلسفته للحياة، والتي بدأ في كتابة أجزائها ونشرها بدايةً من عام ١٩٦٥م وحتى عام ١٩٧٠م؛ إذ سَلَّم النصَّ النهائي للجزء الأخير منها إلى المحرِّر قُبيل انتحاره لتُنشَر عام ١٩٧١م بعد انتحاره مُباشَرة.

كانت حادثة انتحار «يوكيو ميشيما» من أكثر حوادث الانتحار شُهرةً في العالم بأسره بسبب الظروف التي انتحر فيها، وطريقة الانتحار؛ ففي ٢٥ نوفمبر ١٩٧٠م توجَّه «ميشيما» برفقةِ مجموعةٍ من أصدقائه ورجاله اليمينيِّين في زِيِّهم العسكري إلى قاعدة للجيش في طوكيو، واختطَف القائد وأمَره بأن يَجمع الجنود، في مُحاوَلة لانقلابٍ عسكري، فدعا الجنودَ للتمرُّد على الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة والدستور، لكنَّ هُتافات السُّخرية والاستهزاء طَغَت على صوته، فانسحب «ميشيما» إلى الداخل وجثا على ركبتَيه وانتحر على طريقة «الساموراي» ببَقْر بطنه، لتنتهي حياة أهم أدباء اليابان في القرن العشرين عن عمرٍ يناهز ٤٥ عامًا.

رشح كتاب "المعبد الذهبي" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤