الجوع والمجاعات
عندما يشتد جوع الإنسان يعلن عن سغبه الشديد فيقول: «أكاد أموت جوعًا»، وهي عبارة مجازية تعكس حاجته الشديدة لوقود الحياة وهو الطعام، والجوع الشديد يذهب بعقل الإنسان ويدفعه لارتكاب ما لا يمكن تصوره من أفعال قد تصل به إلى القتل ليأكل لحم أخيه، حيث يروي المؤرخون قصصًا مفزعة عن المجاعات التي ضربت العالم قديمًا، فكان الناس يأكلون الحشرات وأوراق الأشجار وجثث الموتى، بل كان قطاع الطرق يترصدون الناس ويكمنون لهم في الطرقات لقتلهم وأكل لحومهم. لذلك كان إطعام الجائع الفقير من أعظم القُربات في الأديان كافة، فنشأ الكثير من المنظمات الإنسانية التي تحارب الجوع وأسبابه، وتنتقل بسرعة لمناطق الكوارث لتوفر المؤن والمواد الإغاثية للمكروبين.
هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.
تحميل كتاب الجوع والمجاعات مجانا
تاريخ إصدارات هذا الكتاب
-
صدر هذا الكتاب
عام ١٩١٦.
-
صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٤.
عن المؤلف
أنطون الجميِّل: الأديب والصحفي اللبناني، تولى رئاسة تحرير جريدة الأهرام، وهو أحد أبرز رجال الأدب والسياسة والصحافة العربية في مصر.
وُلِد أنطون بن جُميِّل بن أنطون في «بكفيا» بجبل لبنان عام ١٨٨٧م، التحق بمدرسة الحِكمة، ثُم مدرسة الآباء اليسوعيين، ثُم التحق بجامعة القديس يوسف في «بيروت»، وبعد تخرجه تولى تدريس مادة البيان بها، ثُم أُسند إليه تحرير جريدة «البشير» التي كان يصدرها اليسوعيون في «بيروت».
هاجر إلى مصر عام ١٩٠٩م، وأصدر مجلة «الزهور» الأدبية بالاشتراك مع «أمين تقي الدين»، واستكتب فيها كبار الكُتَّاب والأدباء، ظلَّت تصدر حتى عام ١٩١١م، بعد ذلك عمل «أنطون الجميِّل» رئيسًا للجنة الموازنة في وزارة المالية المصرية.
كتب في «الهلال» و«المقتطف» و«المصور»، ونَظَم الشعر بالعربية والفرنسية وله قصائد طريفة، وعَرَّب قصيدة من قصائده بالفرنسية وأرسلها إلى جريدة «الأهرام» فتم نشرها في ملحق مستقل، كان يوزع مع أعداد الجريدة.
في عام ١٩٣٢ عُيِّن رئيسًا لتحرير جريدة «الأهرام»، وأثَّر تأثيرًا مهمًّا في مسيرتها طوال مدة رئاسته لها — وقد شغل هذا المنصب حتى وفاته — وانتُخِب عضوًا في مجلس الشيوخ المصري لعدة دورات، بعد أن مُنح الجنسية المصرية. كما انتُخب عضوًا في المجمع العلمي العربي بدمشق، والمجمع اللغوي في مصر، وكثير من المجامع الأخرى. كما مُنح لقب «باشا» في أعوامه الأخيرة.
له العديد من الكِتابات والمسرحيات، منها: «أبطال الحرية»، و«وفاء السموءل» وهي مسرحية ضمنها الكثير من شعره، و«شوقي الشاعر» و«وليِّ الدين يكن» و«طانيوس عبده» و«خليل مطران» و«الاقتصاد والنظام المنزلي» (وهي محاضرة) و«البحر المتوسط والتمدن» و«الفتاة والبيت» و«مختارات الزهور».
أحب الكاتبة «مي زيادة» حُبًّا شريفًا، ولكنه كان صامتًا، غير أنها قاطعته بعد أن تغيب عنها أثناء مرضها بالمستشفى.
توفي «أنطون الجُمَيِّل» عام ١٩٤٨م، وقد شيَّعه الآلاف بالقاهرة، وتَبارى الكُتَّاب والأدباء والصحفيون في تأبينه، وتوافدت الوفود من كل قُطر للتعازي فيه.