الفصل الأول

(حجرة نائية في منزل فخم بالزمالك … بها فرش وثيرة ومقاعد مريحة، وخزانة للملابس، وخزانة للزينة، وبها نافذة مفتوحة تطل على حديقة المنزل … الحجرة غارقة في الظلام … ولكن شعاعًا من بطارية كهربائية صغيرة ينطلق في الحجرة من جهة النافذة … ويظهر شبح يتسلق جدار النافذة صاعدًا من الحديقة إلى الحجرة …)

(ويتحرك الشبح في أرجاء الحجرة مصوبًا شعاع بطاريته إلى أركانها …)

(ويقع الشعاع أخيرًا على الفرش … ثم على مصحف فوق الوسادة … فيتقدم الشبح إليه … ويتناوله ويقرأ غلافه تحت ضوء البطارية …)

(الجرس يدق في البهو …)

(الجرس يرن في البهو …)

(يخرج وهو يرسل إليها قبلة في الهواء …)

(الشبح يخرج من خلف الستار … وإذا هو شاب وسيم في ثياب نظيفة، ولكنها غير فاخرة.)

(يُسمع طرق خفيف على باب الحجرة … فيرتبك الشاب ولا يدري ما يفعل … ويضع أصبعه على فمه طالبًا من الفتاة أن لا تكشف أمره … ويستمر الطرق فيسرع الشاب إلى الاختفاء خلف ستارة النافذة، بينما تتجه خيرية إلى الباب وتلمس مقبضه ولا تفتحه …)

(يسكت صوت الباشا … وتظل خيرية لحظةً بلا حراك تنظر إلى الباب … ويبرز الشاب رأسه خلف الستارة فتلتفت إليه الفتاة طالبةً إليه بإشارة من يدها ألا يحدث صوتًا ولا ضجة …)

(يُسمع طرق خفيف على الباب … وصوت الباشا يهمس: خيرية … خيرية … فترتعد الفتاة …)

(يجذب الكرسي قرب الستارة ثم يختبئ خلفها.)

(يجول في الحجرة منقبًا بعينيه … ويدنو من النافذة المفتوحة ويطل منها …)

(يجلس إلى الكرسي المجاور للستارة …)

(يمد يده إلى صدرها …)

(يمد يده بالمشبك الماسي إلى صدرها …)

(الستارة تهتز بعنف …)

(يهجم عليها ليضمها فتدفعه عنها … وتبرز عندئذٍ يد الشاب من خلف الستارة لتتناول الكرسي القريب …)

(صوت الأم في الخارج يصيح …)

(خيرية تضجع على فراشها سريعًا …)

(تقبلها وتخرج وتغلق الباب خلفها … وعندئذٍ تقفز خيرية من مضجعها ويبرز الشاب من خلف الستارة …)

(يتناول يدها ويقبلها بإجلال … ثم يتجه إلى النافذة.)

(تقوده وتخرج به من الحجرة … ويخلو المكان … ويسمع في الخارج صوت باب خارجي يفتح … ولا تمر لحظة حتى يدخل الباشا الحجرة شبه راكض يبحث بعينيه في أرجائها … ثم يسرع إلى النافذة يطل منها.)

(ويسمع الباب الخارجي يفتح … ولا تمضي لحظة حتى يدوي طلق ناري في الحديقة ثم ضجة أهل المنزل وهم يهبون صائحين لاغطين …)

(تحدق في الحديقة المظلمة وفجأة تسمع صوتًا هامسًا.)

(تظهر بعد قليل يداه تتسلقان النافذة … ثم يبدو رأس حامد وهو شاحب الوجه …)

(تترك يداه النافذة ويسقط جثة في الحديقة …)