النفي
النفي لفترة أو طول العمر، العقاب لمن يُدينهم المرء بالجنوح، أو من يرغب المرء في أن يَبدوا هكذا.
منذ فترة ليست بالطويلة، كان المرء ينفي خارج مجال الاختصاص القضائي لصًّا تافهًا أو مزوِّرًا بسيطًا؛ إنسانًا مذنبًا بأحد أعمال العنف. كانت النتيجة أنه يصير هجَّامًا كبيرًا، أو مزوِّرًا على نطاق أوسع، أو قاتلًا داخل مجال اختصاصٍ قضائي آخر. كأننا ألقينا في حقول جيراننا بالأحجار التي تزعجنا في حقولنا.
أولئك الذين كتبوا عن حقوق الإنسان تعذَّبوا كثيرًا ليعرفوا على وجه اليقين إن كان إنسان نُفي من أرضه ما زال ينتمي إلى وطنه أم لا. يُماثل ذلك سؤال مقامر أُبعِد عن طاولة اللعب عما إن كان لا يزال واحدًا من المُقامرين.
إن كان مسموحًا لكل إنسان بموجب الحق الطبيعي أن يختار وطنه، فإن من يفقد حق المُواطِن يمكنه، من باب أولى، أن يختار لنفسه وطنًا جديدًا، ولكن هل يستطيع أن يَحمل السلاح ضد بني وطنه السابقين؟ هناك آلاف الأمثلة لذلك. كم من البروتستانت الفرنسيين الذين استوطَنوا هولندا وإنجلترا وألمانيا خدموا في الجيش ضد فرنسا وضد جيوشٍ بها أقارب وإخوة لهم! شنَّ اليونانيون الذين كانوا في جيوش ملك فارس الحرب ضد اليونانيين من مُواطنيهم السابقين. شوهد سويسريون يخدمون في الجيش الهولندي، ويُطلقون النار على سويسريين يخدمون في الجيش الفرنسي. يبقى هذا أسوأ من أن تُحارب ضد أولئك الذين نفَوك؛ لأنه يبدو في نهاية الأمر أن سَلَّ السيف من أجل الانتقام أقل فسادًا من سَلِّه من أجل المال.