المُخْلَص
تُشير كلمة «مُخلَص» إلى «المُكرَّس»؛ وبالمعنى الصارم للكلمة، لا ينبغي أن تنتمي هذه الصفة إلا إلى الرهبان والراهبات الذين يلتزمون بالنذور. لكن بما أنه لا ذِكْر في الإنجيل للنذور ولا للمُخلَصين؛ فهذا اللقب لا يخص أحدًا في واقع الأمر. يجب أن يكون الناس بَرَرة على التساوي. يشبه من يُلقِّب نفسه بأنه مُخلَص رجلًا من العامة يُلقِّب نفسه بأنه ماركيز؛ ينسب لنفسه ميزة لا يمتلكها. يعتقد أنه أهم من جاره. يمكن للمرء أن يتغاضى عن مثل هذه الحماقة في النساء؛ فضعفهن وخفَّتهن يجعلانهن معذورات. تنتقل المخلوقات الضعيفة من عشيق إلى مُدير بحسن نية، لكن لا يمكن للمرء أن يَعذر الغشاشين الذين يُديرونهن، الذين يستغلون جهلهن، الذين يقيمون عرش كبريائهم على سذاجة الجنس. يتحوَّلن إلى مجموعة حريم صوفية صغيرة مكوَّنة من سبعة أو ثمانية من الجميلات المتقدِّمات في السن، اللاتي أوهنَهن افتقارهنَّ لوظيفة، وغالبًا ما يدفع هؤلاء الأشخاص إتاوة لسادتهن الجُدد. ما من امرأة شابة بلا عشيق، وما من امرأة مسنَّة مخلَصة بلا قيِّم. آه! الشرقيون أكثر منا حكمة! ما من باشا قط يقول: «تعشَّينا بالأمس مع أغا الانكشاريِّين الذي هو عشيق أختي، وشيخ المسجد الذي هو القيِّم على زوجتي.»