إزورفيدام
ما هذه «الإزورفيدام» الموجودة بمكتبة ملك فرنسا؟ إنها تعليق قديم ألَّفه أحد البراهمة القدماء في زمن ما قبل عصر الإسكندر على «الفيدام» القديمة التي كانت هي ذاتها أقل قِدَمًا من كتاب «الشاستا».
أقول لكم: فلنَحترم كل هؤلاء الهنود القدماء؛ لقد اخترعوا لعبة الشطرنج، وذهَب اليونانيون إليهم ليتعلموا علم الهندسة.
ترجم هذه «الإزورفيدام» أخيرًا أحد البراهمة، مُراسل لشركة الهند الفرنسية البائسة. جيء بها إليَّ على جبل كراباك؛ حيث كنتُ أتأمَّل الثلوج لمدة طويلة؛ وأرسلتُها إلى مكتبة باريس العظيمة، فمن الأفضل وضعها هناك بدلًا من أن تكون في منزلي.
هؤلاء الذين يرغبون في أن يهتدوا بها سيَرَون أنه بعد كثير من الثورات التي خلقها هذا الأبدي، فقد أسعد هذا الأبدي أن يُشكِّل رجلًا يُدعى «أديمو»، وامرأة اسمها يتوافق مع اسم الحياة.
هل هذه الحكاية الهندية مأخوذة من الكتب اليهودية؟ هل نسخَها اليهود من الهنود؟ أم يستطيع المرء أن يقول إن كلًّا منهم كتبها في الأصل، وإن العقول اللماعة تتلاقى؟
لم يكن متاحًا لليهود أن يُفكِّروا في أن كُتَّابهم قد اقتبسوا أي شيء من البراهمة؛ لأنهم لم يسمعوا قط شيئًا عنهم. وليس مسموحًا لنا أن نفكر في آدم خلافًا لليهود؛ ومن ثم أُمسِك لساني ولا أفكر على الإطلاق.