الصداقة
الصداقة زواج الروح، وهذا الزواج عُرضة للطلاق. إنها عقد ضمني بين شخصين حساسين فاضلين. أقول «حسَّاسَيْن» لأن راهبًا عاكفًا يمكن أن يكون غير شرير، ويعيش دون أن يعرف ما هي الصداقة. وأقول «فاضلَيْن» لأن الأشرار ليس لهم سوى رفاق السوء، والشهوانيِّين لهم شركاء في الفسق، والمتطلِّعين لهم هم أيضًا شركاء، وللسياسيِّين مشايعون، ولعامة الرجال العاطلين ارتباطات، وللأُمَراء حَوَاشٍ؛ أما الفاضلون فلهم وحدهم أصدقاء. كان سيثيجوس رفيق السوء لكاتلين، وكان مايسيناس أحد حاشية أوكتافيوس، أما شيشرون فكان صديق أتيكوس.