ثلاثة أحلام
نشرت هذه الأحلام بمجلة ضاد بمناسبة العدد الخاص بالأستاذ نجيب محفوظ نوفمير ٢٠٠٦م.
***
الحلم الأول
رأيتني في مستشفًى لإجراء بعض التحاليل، وهناك علمت أن مصطفى النحاس يرقد في العنبر المجاور، فذهبت إليه وتأثَّرت لمنظره، وقلت له: سلامتك رفعةَ الباشا.
فقال: إن المرض الذي أُعانيه الثمرةُ الحتمية لنكران الجميل.
فقلت له: عند الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
الحلم الثاني
رأيتني في مدينة غريبة جميلة المعمار، وكلما دخلتُ بنسيونًا أجده يتكلَّم لغةً غريبة، حتى وصلت إلى بنسيون تديره امرأة زنجية اللون، جميلة القَسمات والملامح، فقلت لها: هنا يمكن أن أقول ما أريد، وأن أسمع ما يقال. فقالت لي: وأيضًا الحياة هنا لا تَقِل في رُقيها عن أحسن البنسيونات الأخرى!
الحلم الثالث
رأيتني سائرًا في الطريق في الهزيع الأخير من الليل، فترامى إلى سمعي صوت جميل وهو يغنِّي:
فالتفتُّ فرأيت شخصًا ملتفًّا في مُلاءة تغطِّيه من الرأس إلى القدمَين، فنظرت إليه باستطلاع شديد، فرفع المُلاءة عن نصفه الأعلى، فإذا هو هيكل عظمي، فتراجعت مذعورًا، ورجعت وأنا أتلفَّت والصوت الجميل يطاردني وهو يغني: