الأدب وفنونه

«ويمكِننا أن نقول بدايةً إن جوهر الإبداع الفني، ومن ثَم الأساس النفسي الذي يؤدِّي إلى ظهور العمل الفني، أيًّا كانت وسيلته، هو التجرِبة الشعورية التي تدفع الفنَّان إلى محاوَلة التعبير عنها تعبيرًا مجسَّدًا. وكلمة تعبير تعني أنه يجعلها «تَعبُر» نفسَه إلى الخارج، فهو يحاول نقلها إلى حيث يستطيع غيرُه أن يراها أو يسمعها.»

الأدب فنٌّ بديع يتَّخذ من اللغة أداةً ووسيلة للتعبير عن تجرِبة شعورية بطريقة فنية، مثلما يعبِّر الرسَّام عن الحالة نفسها في لوحة، ويعبِّر عنها الموسيقار في مقطوعة موسيقية. وفي هذا الكتاب يقدِّم «عناني» فكرة مُوجَزة ومبدئية عن الفنون اللُّغوية بألوانها، ومنها الشِّعر الذي يُعَد أقدمَ هذه الفنون وأكثرَها انتشارًا وأسهلَها من حيث التناقُل الشفاهي، وتتعدَّد ألوانُ الشِّعر نفسِه؛ فمنها المَلاحم التي تتَّسم بالطول، مثل «الإنيادة» ﻟ «فيرجيل»، و«الفردوس المفقود» ﻟ «ميلتون»، ومنها الموَّال الذي يعتمد على اللُّغة الدارِجة، ومنها كذلك الشِّعر الغنائي الذي يتَّسم بقِصَر القصيدة. وبجانب الشِّعر تَناوَل «عناني» النَّثر وألوانه؛ مثل القصة القصيرة، والرواية التي تُعَد أصعبَ الفنون الأدبية على الإطلاق.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي والسيد الدكتور محمد عناني.

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ١٩٨٤.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٣.

عن المؤلف

محمد عناني: مُبدِع مصري موسوعي، كتب في الشعر والمسرح والنقد الأدبي، لكن مشروعه الأكبر كان في الترجمة؛ فأبدع فيها حتى استحقَّ لقب «شيخ المُترجِمين».

وُلد «عناني» في مدينة رشيد بمحافظة البحيرة عام ١٩٣٩م. حصل على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة القاهرة عام ١٩٥٩م، ثم على درجة الماجستير من جامعة لندن عام ١٩٧٠م، وعلى درجة الدكتوراه من جامعة ريدنغ عام ١٩٧٥م، ثم على درجة الأستاذية عام ١٩٨٦م.

عمل مُراقِبَ لغةٍ أجنبية بخدمةِ رصد «بي بي سي» في الفترة من عام ١٩٦٨م إلى عام ١٩٧٥م، ثم محاضرًا في اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة منذ عام ١٩٧٥م، ورئيسًا لقسم اللغة الإنجليزية بالجامعة بين عامَي ١٩٩٣م و١٩٩٩م. وطوال مَسيرته التدريسية بالجامعة تَخرَّج على يدَيه عشراتُ الآلاف من الطلاب، وأشرف على مئات الرسائل الجامعية.

اتَّسم الإنتاجُ الأدبي ﻟ «عناني» بالتنوُّع، فجمع بين التأليف والترجمة والنقد الأدبي؛ فمن بين أعماله المُؤلَّفة: «السجين والسجَّان»، و«السادة الرعاع»، و«جاسوس في قصر السلطان». أما مُؤلَّفاته العلمية في الترجمة والنقد الأدبي فمنها: «الترجمة الأسلوبية»، و«النقد التحليلي»، و«التيارات المعاصرة في الثقافة العربية»، و«الترجمة الأدبية بين النظرية والتطبيق». أما أعماله المُترجَمة فأهمها ترجمته لمعظم تراث «شكسبير» المسرحي، وبعض أعمال «إدوارد سعيد» مثل: «الاستشراق وتغطية الإسلام»، و«المثقف والسلطة»، فضلًا عن أعمال أخرى مثل: «الفردوس المفقود»، و«ثلاثة نصوص من المسرح الإنجليزي». كما ساهَم في ترجمة الكثير من المُؤلَّفات العربية إلى الإنجليزية، وعلى رأسها مُؤلَّفات «طه حسين»، ودواوين ومسرحيات شعرية لكلٍّ من «صلاح عبد الصبور»، و«عز الدين إسماعيل»، و«فاروق شوشة».

نال العديدَ من الجوائز؛ منها: «جائزة الدولة في الترجمة»، و«وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى»، و«جائزة الدولة في الآداب»، و«جائزة الملك عبد الله الدولية في الترجمة»، و«جائزة رفاعة الطهطاوي في الترجمة»، وغير ذلك من الجوائز العربية والمصرية المتميزة.

رحَل الدكتور «محمد عناني» عن دُنيانا في الثالث من يناير عام ٢٠٢٣م، عن عمرٍ يناهز ٨٤ عامًا، تاركًا خلفه إرثًا عظيمًا من الأعمال المترجَمة والمؤلَّفة.

رشح كتاب "الأدب وفنونه" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤