مسرحية جمهورية فرحات

المنظر

(الأحداث تدور في الفناء الداخلي لقِسم من أقسام البوليس؛ حيث على اليمين «آرش» يؤدي إلى الباب الخارجي، وفي الوجه مكتب الضابط النوبتجي. وعلى اليسار حجرة المعاون. بابها مغلق. وعليها لافتة. هناك سور خشبي يفصل مكتب الضابط النوبتجي عن بقية الفناء. على يمين المكتب السلاحليك. وفيه بنادق مجنزَرة، وخلفه لوحة عليها خوذات وسلاسل وجنازير وبلط. على اليسار خزانة قديمة فوقها مروحة لا تُستعمل. الجدران مطلية لمنتصفها باللون الأسود، والوقت حوالي التاسعة مساء، والنور شاحب، وضعيف، والوجوه تبدو غلبانة، وفيها قُبح وبشاعة. حين يُفتح الستار يكون أمام الضابط النوبتجي مجموعة متَّهمين يحجبونه عن الجمهور، ولا يظهر وجهه إلا حين يقفون صفًّا، الجو كله مزدحم بالرهبة والخوف والسلطة.)

(تبدأ الرواية قبل فتح الستار.)

(وقع أقدام الداورية يُسمَع من بعيد.)

(يُفتح الستار.)

(ترتفع غمغمة الواقفين.)

(قرقعة سلاح.)

(المجموعة الواقفة تأخذ في عمل صف غير متناسق، وهنا يظهر وجه فرحات والكاب في منتصف جبهته ومِعطفه مُزرَّر لآخره. ملامحه قاسية مشدودة لا رحمة فيها.)

(أصوات زمزأة في الصف.)

(أصوات.)

(الأصوات جميعها في أوقات متفاوتة.)

(امرأة تخينة عجوزة شكلها مشلضم وملامحها مثل الأرتيستات. تبكي.)

(المرأة تمسكه من ذراعه.)

(يخرج العسكري مع المرأة.)

(تُسمع أصوات آهات وزعيق من الخارج ويدخل اثنان أحدهما كمساري ترام والآخر عامل، وكلاهما مربوطة رأسه بكثير من اللفافات وعليها دم، ويسندهما جمع من الناس ومعهما السوَّاق.)

(يهمَّان بالتماسُك.)

(في هذه الأثناء يكون الموكب قد اقترب من السور الخشبي.)

(يدخل عسكري طويل ومعه دوسيه.)

(ينظر لها فرحات نظرة ذات معنى.)

(في هذه الأثناء يكون محمد قد أوشك أن ينتهي من حديثه مع العسكري ويتطلَّع ناحية فرحات. تلتقي عينه بعينَي فرحات وهما يبحثان عنه وكأنما ليشهده على إجابتها ويقترب من محمد.)

(فرحات يكتب قليلًا، ثم يلتفت لمحمد بنظرة فيها استنكار.)

(يدخل العامل مقاطعًا.)

(تدخل في أثناء كلامه الأخير الأرملة العجوز القبيحة ومعها شاب صغير سنه حوالي ١٩ سنة جميل جدًّا وخجول جدًّا، وهي ممسكة بتلابيبه ووراءها العسكري.)

(يهرول الشاب خارجًا وتلحقه المرأة.)

(يدخل المعاون.)

(يلتفت فرحات مذعورًا، فيجد المعاون فيقف في اضطراب.)

(يدخل إلى حجرته، ويُغلق الباب.)

(يدخل الكمساري.)

(يُفتح باب حجرة المعاون وكأنه يهم بالخروج. يلتفت فرحات إلى المرأة والتحقيق فورًا.)

(في هذه الأثناء يسمع صوت باب المعاون يُفتح، يقطع فرحات حديثه ويتوجه للمرأة.)

(في هذه الأثناء يكون المعاون قد خرج.)

(فرحات ومحمد يضحكان، فرحات يكتب شيئًا في ورقة بسرعة، ويناولها إياها قائلًا):

(في هذه الأثناء يكون فرحات قد قام واقفًا، وتخطى الحاجز الخشبي، ووقف يستند بظهره إليه.)

(المتسولون يقفون طابور، الأولاد في طابور آخر.)

(يدخل الكمساري والعامل، الكمساري يتكئ على العامل والعامل يجرجر نفسه.)