حكاية تُروى
«نعم.
توجد ساحرة في الغابة. دائمًا ما كانت توجَد ساحرة.
هلا كففتِ عن التملمُل قليلًا؟ يا إلهي! لم أرَ طفلةً تتململ بهذا القدر.
لا يا قُرَّة عيني، لم أرَها من قبل. ولم يسبق لأحدٍ أن رآها. لم يحدث ذلك منذ سنواتٍ طويلة. لقد اتخذنا خطواتٍ كي لا نراها أبدًا.
خطوات فظيعة.
لا تجعليني أُخبركِ بها. أنتِ تعلمين بالفعل، على أي حال.
أوه، لا أعلم يا عزيزتي. ولا أحد يعلم لماذا تريدُ الأطفال. نحن لا نعلم لِمَ تُصر على اختيار الأصغر بيننا. لا يبدو أن بوسعِنا أن نسألها. فلم يسبق لأحدٍ أن رآها. ونحن نبذل قصارى جهدنا كي لا نراها.
بالتأكيد هي موجودة، يا له من سؤال! انظري إلى الغابة! خطيرة جدًّا! الدخان السام والحُفر والينابيع الحارة والمخاطر المروِّعة في كل مكان. هل تعتقدين أن كل هذا محض مصادفة؟ هذا هراء! لقد كان السبب هو الساحرة بالتأكيد، وإن لم نمتثل لما تقول فماذا سيحدث لنا؟
بالتأكيد أنتِ تريدين مني أن أشرح لكِ ما حدث، أليس كذلك؟
أُفضِّل ألا أفعل ذلك.
يا إلهي! اهدئي لا تبكي. تبكين وكأن مجلس الحكماء جاء لأخذكِ أنت، الأمر ليس كذلك. لقد أصبحتِ أكبر بكثيرٍ من أن يقع عليكِ الاختيار.
هل أخذوا من عائلتنا؟
نعم يا عزيزتي. منذ زمنٍ بعيد. قبل أن تُولَدي. كان طفلًا جميلًا.
الآن، أَنهي عشاءك واعتني بمهامِّكِ المنزلية. فجميعُنا سنستيقظ مبكرًا غدًا. «يوم التضحية» لا ينتظر أحدًا. وعلينا أن نحضر جميعًا كي نشكر الطفلَ الذي أنقذ حياتنا لسنةٍ أخرى.
أخاكِ؟ كيف كان لي أن أقاتل من أجله؟ لو كنت فعلت ذلك، لكانت الساحرة قتلتنا جميعًا، وإلامَ كان سيئول مصيرنا؟ إما أن نُضحِّي بواحدٍ أو نُضحِّي بالجميع. هكذا هو حال العالم. لا يمكننا تغيير هذا حتى إن حاولنا.
كفى أسئلة، اذهَبِي عني. يا لكِ من طفلةٍ حمقاء.»