حكاية أخرى
«بالتأكيد سبق أن أخبرتكِ عن الحذاء الطويل الرقبة، أيتها الطفلة.
حسنًا. من بين كل الأدوات البشعة التي تملكها الساحرة وتستخدمها، كان «الحذاء الذي يقطع سبعة فراسخ في الخطوة الواحدة» هو الأداة الأكثر فظاعة. الحذاء في ذاته يماثل أي أداة سحرية أخرى؛ لا هو بالجيد ولا بالسيئ. كان دوره يقتصر على جعل من ترتديه تقطع مسافاتٍ هائلة في لحظة، مضاعفًا مقدار حركاتها مع كل خطوة تخطوها.
هذا ما يتيح لها اختطاف أطفالنا.
هذا ما يتيح لها أن تجوب العالم، وتنشر شرَّها والحزن. هذا ما يتيح لها أن تفلت من الإمساك بها. لا نملك أي قوة. وحزننا بلا علاج.
منذ زمن بعيد، قبل أن تصبح الغابة خطيرة، كانت الساحرة مجرد كائنٍ صغير. تحديدًا كانت مجرد نملة. وكانت قواها محدودة. وكانت معرفتها ضئيلة. وكانت قدرتها على الأذى غير جديرة بالملاحظة. كانت طفلة، تائهة في الغابة. هذا ما كانت عليه قوتها بالضبط.
لكن في أحد الأيام، عثرت على حذاءٍ طويل الرقبة.
على أي حال، بمجرد أن ارتدت الحذاء في قدميها، أتاح لها الانتقال من طرف لآخر حول العالم في لحظة واحدة. ثم تمكنت من العثور على المزيد من السحر. سرقته من سحرة آخرين. وسرقته من الأرض. واختلسته من الهواء والأشجار والحقول المزهرة. يقال إنها حتى سرقته من القمر. ثم ألقت بتعويذة علينا جميعًا؛ غيمة هائلة من الحزن، تغطي العالم.
هي بالتأكيد تغطي العالم. لذلك يبدو العالم باهتًا ورماديًّا. ولذلك أملُنا الوحيد هو أصغر الأطفال. من الأفضل أن تعرفي ذلك الآن.»