العالم يُصبح أزرق وفضيًّا، وفضيًّا وأزرق
سمعت لونا تحذير الغراب، لكنها لم تتمكن من الإبطاء. كانت مُمتلئةً بضوء القمر. قالت في نفسها: «أزرق وفضي، فضي وأزرق»، لكنها لم تكن تعرف السبب. كان ضوء القمر لذيذًا. جمعته في يدَيها وشربتْهُ مرارًا وتكرارًا. وبمجرد أن بدأت، لم تستطع التوقف.
ومع كل رشفة، كان مشهد القمة الجبلية يبدو أوضح.
ذلك الوميض الأخضر الداكن.
كان جدتها.
الريش.
كانت هذه الأشياء متصلة بجدتها بطريقةٍ ما. رأت الرجل ذا الندوب على وجهه. بدا مألوفًا لها، لكنها لم تستطع أن تُحدِّد من أين تعرفه.
كانت عيناه تشعَّان طيبةً وروحه تفيض حنانًا. في قلبه كان يحمل بداخله حبًّا. وفي يدِهِ كان يحمل سكينًا.
•••
قالت المرأة المجنونة في نفسها وهي تنطلِقُ عبر الأشجار من فرعٍ لفرع: «أزرق! أزرق، أزرق، أزرق، أزرق، أزرق.» ومع كل خطوة طويلة تخطوها، كان سِحر الحذاء ذي الرقبة الطويلة يسري عبر جسمها كالبرق.
غنَّت جهرًا: «وفضيٌّ أيضًا. أزرقُ وفضيٌّ، فضيٌّ وأزرق.»
كانت كل خطوة تخطوها تُقربها للفتاة. ارتفع القمر بكامِلِهِ في السماء الآن. وأضاء العالم. كان ضوء القمر ينساب داخل عظامِ المرأة المجنونة، من أعلى رأسها وحتى حذائها الجميل ذي الرقبة الطويلة ثم يعود من حيث أتى.
خطوة، خطوة، خطوة؛ قفزة، قفزة، قفزة؛ أزرق، أزرق، أزرق. بريق فضي. طفلة خطيرة. ذراعان واقيان. وحش له فكٌّ واسع وعينان حانيتان. تنين صغير. طفلة مليئة بضوء القمر.
«لونا. لونا، لونا، لونا، لونا.»
طفلتها.
كانت تُوجَد ربوة عارية أعلى القمة الجبلية. ركضت نحوَها. كانت الجلاميد قائمة كالحراس. وخلف أحد الجلاميد وقف رجل. وكان وهَجٌ أخضرُ داكنٌ يظهر من خلال بقعة صغيرة على معطفه. قالت المرأة المجنونة في نفسها إنه نوعٌ ما من السحر. كان الرجل يحمل سكينًا. وفوق حافة القمة الجبلية مباشرةً، فوقه تقريبًا، كان يُوجَد وَهَج آخر؛ الوهج الأزرق.
الفتاة.
ابنتها.
لونا.
إنها على قيد الحياة.
رفع الشاب السكين. ثبَّت عينَيه على الفتاة التي تقترب.
صرخ: «ساحرة!»
قالت الفتاة: «لستُ ساحرة. أنا فتاة. واسمي لونا.»
قال الرجل: «كذب! أنتِ «الساحرة». عمركِ آلاف السنوات. لقد قتلتِ عددًا لا يُحصى من الأطفال.» بدا الارتعاش في أنفاسه. وأردف: «والآن سأقتلكِ.»
وثب الرجل.
ووثبت الفتاة.
ووثبت المرأة المجنونة.
وامتلأ العالَم بالطيور.