الحرب البونيقية الأولى
هي الحرب التي دارت رحاها وحمي وطيسها بين الجمهورية الرومانية وجمهورية قرطاجة؛ بسبب ادِّعاء كل منهما السيادة على البحر المتوسط الذي كان مرسحًا لسفن قرطاجة التجارية، تشق عبابه لنقل السلع والمتاجر إلى جميع البلاد والثغور الواقعة على شواطئه، فإن قرطاجة كانت السيدة الوحيدة على هذه الطريق التجارية، ولما ازدادت فتوحات رومة، ووصلت إلى أطراف إيطاليا الجنوبية، واحتلت مدائن ترنته ونابولي وغيرهما من الثغور المهمة، وأخذت في إنشاء السفن الحربية والتجارية؛ خشيت قرطاجة مزاحمتها لها في التجارة التي كانت مورد ثروتها وينبوع غناها، كما كانت أساس حياة بلاد فنيقيه التي خلفتها قرطاجة في مهنة نقل الحاصلات بين الأقاليم وبعضها، مع أنها كانت إحدى مستعمراتها العديدة المنتشرة على سواحل البحر المتوسط وبعض سواحل المحيط الشمالية، ولنذكر هنا لمحًا من تاريخها ونظامها قبل تفصيل ما حصل بينها وبين رومة من الحروب التي كانت نتيجتها خراب قرطاجة وسيادة رومة على البحار فقط، بل على جميع أقطار أوروبا وشمال أفريقيا وغربي آسيا، وجعل البحر المتوسط بحيرة رومانية تحيط أملاكها من جميع الجهات فنقول:
كانت هذه المدينة عبارة عن إحدى الحلقات المكوِّنة لسلسلة المستعمرات التي أسستها فنيقيه على جميع طرقها البحرية إلا أن موقعها الجغرافي بالقرب من جزيرة صقلية وفي منتصف البحر المتوسط، وعدم وجود جبال خلفها تمنع امتدادها في الداخل ووجود سهول إقليم تونس الخصبة في جنوبها وغير ذلك من المزايا الطبيعية ساعدها على النمو والارتقاء أكثر من مدينة (صور) عاصمة الفينقيين نفسها، ولما ظهرت أمة الإغريق في العالم وتغلبت تجارتها على تجارة صور في شرق البحر المتوسط ازدادت تجارة قرطاجة الجزء الغربي منه، وأخيرًا لما اضمحل حالها وسقطت في هوة الانحطاط والتقهقر حين فتحها الإسكندر المقدوني سنة ٣٣٢ق.م سادت قرطاجة على البحر المتوسط وملكت زمام تجارته، وبلغت من الغنى والثروة مبلغًا لم تبلغه صور ولا غيرها من قبلها، وفتحت سواحل البلاد المكوِّنة الآن لولاية الجزائر ومراكش وإسبانيا وجنوب فرنسا، وأقامت فيها المراكز التجارية لتبادل التجارة مع أهاليها المنغمسين في الهمجية والتوحش، واحتلت جميع الجزائر الموجودة في هذا القسم من البحر المتوسط؛ مثل سردينيا، وكورسيكا، ومالطة، وجزائر باليار، وليباري، ونحو ثلثي جزيرة صقليه لحفظ مركزها التجاري وسيادتها البحرية.
ولما كانت هذه الأمة أمة تجارة واكتساب لا أمة حرب وجِلاد كانت لا تعد الجندية فخرًا ولا التفاني في الدفاع عن الوطن مجدًا، فكانت تجند الجيوش من الأجانب المستأجرين الذين لا يهمهم إلا قبض الراتب في ميعاده، وينضمون للفريق الذي يدفع لهم راتبًا أكثر من الآخر، نعم إن القواد والضباط كانوا من القرطاجيين إلا أن ذلك لا يكفي لأن تعادل الجيوش المؤلفة بهذه الصفة الجيوش التي أفرادها من نفس الأمة وبالدفاع عنها تدافع عن أراضيها وعائلاتها.
وأما حكومة قرطاجة فكانت جمهورية إلا أن السلطة لم تكن فيها للشعب بأسره، بل في قبضة بعض عائلات تتوارثها خلفًا عن سلف كما كانت رومة في بادئ أمرها، لكن أدركت رومة ضرورة مشاركة جميع الأهالي في إدارة شؤون البلاد فمنحتهم الحقوق السياسية تدريجيًّا كما رأيت، بل ومنحت نفس هذه الحقوق والمزايا كلها أو بعضها للأجانب المفتتحة بلادهم ونعم ما فعلت؛ لأنها كوَّنت بهذه الطريقة الحكيمة أمة واحدة عزيزة قوية ملكت العالم ولم تفقه قرطاجة لسوء عاقبة حصر السلطة في بعض العائلات، واستمرت على احتقار الشعب وعدم منحه شيئًا من السلطة، ومن جهة أخرى أساءت معاملة من فتحت بلادهم فكانت تلزم البعض بزراعة صنف معين أو عدم زرعه مراعاة لصالحها التجاري بدون نظر إلى ما يعود على هذه الأمم التعيسة من الخراب والدمار.
وكان يرأس حكومة قرطاجة رئيسان عظيمان يعادلان قناصل رومة في الاختصاص، وكان لقبهما الرسمي (سوفيت) ويليهما مجلس سناتو مؤلف من خمسمائة عضو ينتخبون من عائلات الأشراف دون غيرهم، وله ما لسناتو رومة من الاختصاصات تقريبًا، وتنتخب من بين أعضائه لجنة من مائة عضو فقط ينتخبون لمدة حياتهم لإدارة جميع الأعمال تحت رئاسة السوفيت، وكان كل فرع من فروع الحكومة من اختصاص لجنة صغرى تنتخب من السناتو للنظر في شؤونها وعرض قراراتها على مجلس المائة فيعتمدها أو يرفضها على حسب ما يرى له، هذا مجمل نظامها الداخلي ويرى لأول نظرة أنه أقل بكثير من نظام رومة، فإن هذه كانت تغيره أو تعدله تبعًا لظروف الحوادث وطلبات الشعب، وتلك لم تصغ لطلباته ولم تحسن معاملة الأمم التي فتحت بلادها.
ولذلك كان من المحقق تغلب رومة على قرطاجة ولو طال الحرب؛ إذ الجنود المؤجرة لا يكون لها من صفات الثبات والوطنية ما للجنود المأخوذة من نفس الأمة، ولنذكر الآن أسباب انتشاب القتال بين الجمهوريتين.
إن جزيرة صقلية كانت منقسمة بين ثلاث حكومات متضادة: الأول تابع لهبيرون صاحب سيراكوزة، والثاني في قبضة قبيلة المامرتايين وعاصمتهم مدينة مسينه، والثالث وهو الأهم في حوزة القرطاجيين، وفي سنة ٢٦٥ حارب صاحب سيراكوزة قبيلة المامرتايين لقمعهم ومنع تعديهم على البلاد التابعة له بالنهب والسلب، فقهرهم وكاد يدخل مدينة مسينه لولا تعرض القرطاجيين له، وفي أثناء ذلك أرسلت هذه القبيلة وفدًا إلى رومة تستعين بها على صاحب سيراكوزة، فأسرعت بإرسال الجيوش لنجدتها متخذة هذه الفرصة سببًا لوضع قدمها في جزيرة صقلية وطرد القرطاجيين منها، واستخلصت مدينة مسينه من هبيرون، وكان قد احتلها بحيلة حربية فاتحد مع القرطاجيين على مكافحة الرومانيين خوفًا من امتلاكهم الجزيرة شيئًا فشيئًا، وحاصروا مسينه لإخراج الرومانيين منها ومنع القرطاجيون وصول المدد إلى الرومانيين من إيطاليا باحتلالهم بوغاز مسينه، لكن توصل القنصل إبيوس كودكس من اجتياز البوغاز في ليلة حالكة مع عشرين ألف مقاتل وانتصر على المحاصرين وتبع هبيرون إلى مدينة سيراكوزة وابتدأ في حصارها، وأرسل إلى رومة يطلب الإمداد فأرسلت إليه خمسة وثلاثين ألف مقاتل فشدد الحصار على المدينة، فعرض هبيرون في سنة ٢٦٤ أن يعاهدهم على دفع مبلغ جسيم، وعلى أن يكون حليفًا لرومة ضد القرطاجيين فقبل الرومانيون ذلك وبقي حليفًا لهم مدة خمسين سنة.
ومن ثَمَّ تفرغ الرومانيون لمحاربة قرطاجة وانتشروا في جميع أنحاء الجزيرة واحتلوا أغلب مدنها حتى لم يبقَ مع القرطاجيين إلا بعض الثغور البحرية، إلا أنهم من جهة أخرى كانوا سائدين على البحار ويشنون الغارة على شواطئ إيطاليا ويمنعون الاتصال بينها وبين الجزيرة، ولذلك قرر سناتو رومة سنة ٢٦١ بضرورة محاربتهم بحرًا لمنع تعديهم على الثغور وإقلاقهم راحة سكانها وتعطيلهم التجارة، وأمر بإنشاء السفن الحربية فأنشأت مائة وعشرين سفينة في مدة يسيرة على مثال سفينة قرطاجية ألقتها الرياح على شواطئ إيطاليا، وعين القنصل كورنيليوس سيبيون قائدًا عامًّا لها، لكن لعدم تمرن الرومانيين وتدربهم على القتال البحري انهزمت الدونانمة الرومانية في سنة ٢٦٠، وأخذ سيبيون أسيرًا مع سبع عشرة سفينة، ثم ما لبثوا أن أحسنوا إدارة السفن وتفننوا في ضروب القتال وانتصروا على القرطاجيين نصرًا مبينًا تحت إمرة دويليوس.
وينسب بعض المؤرخين هذا الانتصار إلى اختراع غريب ابتدعه هذا القائد البحري؛ وهو جسر من الخشب يركب في مقدمة كل سفينة، وبه عدة مشابك وكلاليب من حديد بحيث لما تقترب السفن من سفن الأعداء تلقي هذه الجسور عليها فتشتبك معها وتنتقل الجنود إليها بكل سهولة، وبذلك تصير الحرب حربًا برية لا بحرية، ولا يخفى ما كانت تمتاز به الجنود الرومانية على أعدائها من الثبات وحسن النظام، وهي رواية تحتمل الصدق والكذب نقلناها على علاتها، وكافأ السناتو هذا القنصل بأن أقام في الفورم عامودًا تذكارًا لهذه الحادثة نقش عليه تاريخها بجانب اسمه ومنحه عدة امتيازات أخرى.
ثم انقسمت الدونانمة الرومانية قسمين تبع أحدهما ما بقي من سفن قرطاجة إلى جزيرة سردينيا حيث أجهز عليها، وشرع الرومانيون من ثَمَّ في فتح هذه الجزيرة وجزيرة كورسيكا المجاورة لها، والقسم الثاني جعل سواحل جزيرة صقلية ميدانًا لأعماله.
ولما تحقق السناتو ضعف حكومة قرطاجة وعدم انتظام داخليتها ووقوع الفشل فيها عقب انتصار الرومانيين وانتشار سفنهم في البحر المتوسط؛ قرر تجهيز دونانمة أخرى أكثر انتظامًا واستعدادًا لمحاربة قرطاجة في مياهها الأصلية وإنزال الجنود إلى البر لمحاصرتها برًّا وبحرًا، فأُنشِئت ثلاثمائة وثلاثون سفينة جديدة أنزل إليها مائة ألف بحري وأربعين ألف جندي بري تحت قيادة القنصلين مانليوس فولسو واتليوس ريجلوس.
ولما بلغ قرطاجة خبر استعداد هذه السفن وسفرها قاصدة بلادها أرسلت لملاقاتها ومنعها من الوصول ثلاثمائة وخمسين سفينة، فتقابلت الدونانمتان بقرب مدينة اكنوم واقتتلتا قتالًا عنيفًا كانت الدائرة فيه على القرطاجيين (سنة ٢٥٦ق.م) ثم سارت السفن الرومانية قاصدة شواطئ إفريقية فوصلتها بدون مقاومة، ونزل القنصلان والجنود البرية إلى الشاطئ بالقرب من مدينة كليبيا وانتشروا في جميع الإنحاء كالجراد، ولم يمضِ قليل زمن حتى احتلوا مدائن لا تحصى وغنموا مغانم وأموالًا كثيرة وأسروا نحو عشرين ألف مقاتل.
ثم استرجع السناتو القنصل منليوس وأغلب الجنود وأبقى ريجلوس مع خمسة عشر ألف مقاتل وخمسمائة خيال، فاستمر مع هذا الجيش القليل في فتح القرى والبلدان، ووصل إلى مدينة تونس التي لا تبعد عن مدينة قرطاجة بأكثر من ميلين اثنين فقط، فخشيت الحكومة من أن يحاصر المدينة نفسها ولا قدرة لها على الدفاع، وعرضت الصلح على ريجلوس فاشترط شروطًا لا يمكن قبولها لشدتها وإجحافها باستقلال قرطاجة، ولذلك فضلت الحرب لآخر رمق من حياتها على قبول هذه الشروط، وأسعدها الحظ بوجود قائد ماهر لقدموني الأصل اسمه كسانتيب ضمن جيوشها المؤجرة المؤلفة من خليط الأجناس المختلفة والأمم المتباينة، فأعاد إلى جيوش قرطاجة بعض الانتظام وبث فيهم روح الحماسة نوعًا وحارب الرومانيين في عدة وقائع صغيرة كان الفوز له في أغلبها، ولم يجسر على محاربتهم بكل جيوشه دفعة واحدة خوفًا من الخيبة والانهزام.
ولما تدربت جيوشه على فنون القتال في هذه الوقائع المتعددة، وتعودت على الوقوف أمام الرومانيين في مواقع النزال؛ هجم بكل قواه على ما بقي مع ريجلوس من الجيوش وبدد شملهم ومزقهم كل ممزَّق وأخذ ريجلوس أسيرًا، وتخلصت قرطاجة من الرومانيين فإنهم أخلوا بلادها بعد وقوع ريجلوس في الأسر، وانتقلت الحرب إلى جزيرة صقلية وشواطئ إيطاليا.
وبقيت الحرب بعد ذلك سجالًا بين الطرفين إلى سنة ٢٥٠ وفيها انتصر الرومانيون على أعدائهم في واقعة (بانورم) بكيفية أوجبت قرطاجة أن تطلب الصلح ثانيًا فرفضته رومة، واستمر القتال إلى سنة ٢٤٢ التي هزم فيها القنصل لوتاتيوس كاتولوس الدونانمة القرطاجية بقرب جزائر ايجات الواقعة على شاطئ صقلية من جهة الغرب، وأغرق أغلب سفنها وأخذ باقيها بحيث لم تعد لقرطاجة قدرة على محاربة رومة بحرًا، ولا على إسعاف جنودها المحاربة في صقلية بالرجال لوقوف السفن الرومانية في طريقها فعرضت الصلح ثالثًا، وبعد مخابرات استمرت نحو سنة تم الصلح بين الطرفين على أن تخلي قرطاجة جزيرة صقلية والجزائر المجاورة لها، ولا تتعرض لأهاليها مطلقًا وتطلق سراح الأسرى بدون فدية، وتدفع غرامة حربية توازي تسعة عشر مليون فرنك من العملة الفرنساوية؛ أي سبعمائة وستين ألف جنيه مصريٍّ تقريبًا.
وبذلك انتهت هذه الحرب بعد أن استمرت نحو ربع قرن خسرت قرطاجة في أثنائها سيادتها على البحار، ولحق تجارتها البوار والدمار، وذاقت فيها رومة لذة الانتصار فسكرت بخمرة المجد والفخار، وتاقت نفسها إلى امتلاك البلاد والأمصار، لكن لم تقبل قرطاجة هذه الحالة إلا بصفة مؤقتة لعجزها عن استمرار الحرب وتعطيل تجارتها التي عليها مدار ثروتها، وأيقنت رومة كذلك أن هذا الصلح ظاهري فقط وأن لا بد لقرطاجة من الأخذ بالثار وإعادة ما فقدته من الأموال فضلًا عن الشرف في هذه الحرب، فأخذ كل فريق يستعد للحرب ويتأهب له ليكون على استعداد عند انتشاب نيرانه ثانيًا.
فابتدأت رومة بتتميم فتح جزيرة صقلية حتى لا يبقى لقرطاجة أمل في استرجاعها، فأتمت فتحها في مدة يسيرة وجعلتها ولاية رومانية وعينت لها حاكمًا يلقب (بريتور) مع حفظها استقلال بعض القبائل حفظًا موقتًا، ثم احتلت جزيرتي سردينيا وكورسيكا، وتم فتحهما في سنة ٢٢٧ق.م فصارت صاحبة السيادة الحقيقية والقول الفصل في البحر المتوسط.
ومن جهة أخرى وجَّهت أنظارها إلى البحر الأدرياتيكي الذي يفصل بينها وبين جزيرة البلقان الواقعة بلاد اليونان في طرفها الجنوبي، وأنشأت فيه سفنًا عديدة لمطاردة قرصان البحر الذين كانوا يعطلون تجارتها ويهاجمون مراكبها في غدوِّها ورواحها إلى هذه الجهات، وكانت تسكن البلاد الواقعة على شاطئه الشرقي المقابل لسواحل إيطاليا أمة الألِّيرين التي كان منها أغلب قرصان هذا البحر، ولما كثرت الشكاوى للسناتو أرسل وفدًا إلى (تيتا) الوصية على هذه المملكة لصغر سن ابنها بينياس يطلب منها اتخاذ الطرق الفعالة لمنع أذى رعاياها عن الرومانيين، فكان جوابها قتل أعضاء الوفد.
فلما وصل رومة خبر هذه الفعلة الشنعاء أرسل إليها جيشًا جرارًا في سنة ٢٢٩ق.م احتل أولًا مدينة قنسير بخيانة دمتريوس أحد قواد الأليرين، ومنها انتشرت الجنود الرومانية في طول هذا الإقليم وعرضه، ودخلت أغلب مدائنه فاضطرت الملكة (تيتا) أن تسلم لرومة بطلباتها التي أهمها دفع جزية معينة، والتنازل عن جزءٍ ليس بقليل من أراضيها، ورد ما كان لمدينتي قونسير وأبولونيا اليونانيتين من الامتيازات وعدم جواز تعدي سفنها مدينة لسوس.
وبهذه المعاهدة صار لرومة ولاية رومانية جديدة بالقرب من بلاد اليونان يمكنها الزحف عليها منها بكل سهولة عند سنوح الفرصة، وصار البحر الأدرياتيكي بحيرة رومانية لامتداد أملاكها على شاطئيه الشرقي والغربي.
ولما بلغ الملك بينياس رشده، واستلم زمام البلاد أراد التخلص من سيطرة الرومانيين فهزم، وكانت هذه الحركة آخر ما أتته هذه الأمة لاسترجاع ما فقدته من حريتها واستقلالها.