جون
في الأسابيع الأولى من وصولي إلى المدرسة المركزية الملكية، علمت أنَّ عقلي وصوتي لن يواجِهَهُما تحدياتٌ كما كنت أتمنى. لكن المدرسة، في الواقع، تحدَّتني بطريقةٍ أكثرَ صعوبةً لدرجةٍ غيَّرت من خيالي وضعفي إلى الأبد.
كان المبدأ المُميِّز للتدريب آنذاك هو أن تكتشف الأشياء بنفسك. لم يُخبِرك أحدٌ كيف تفعل أمرًا ما، بل كان عليك أن تبحث وتفكِّر وتُغيِّر من دون تعليمات محدَّدة. وما اكتسبته من التعلُّم العميق كان ثمرةَ لقاءات مع أشخاص مُبدعين على نحوٍ استثنائي، وكان صاحب التأثير الأقوى عليَّ رجلٌ يُدعى جون روبرتس. كان جون معلِّمًا بارعًا. كان شجاعًا ولم يسمح بأن يجعل التعليم عمليةً سهلة. كان عليك أن تتصارع بأفكارك ومهاراتك في حصَّته. لكنه جعلنا دائمًا نشعر بالأمان، وكانت حالة الفوضى التي جعلنا نواجِهها في مراحل تعليمنا خلَّاقة. كان ذكيًّا ومُضحِكًا. كان يفرض تحدياتٍ علينا. ولم يكن مُستمعًا متعاطفًا. كن واضحًا. استخدم كلمةً أفضل. تواصل على نحوٍ أفضل. ماذا تقصد؟ اكتشفتُ فيما بعدُ أن نمط حديثه المُتقَن والواضح قد فُرِض على لهجة الطبقة العاملة في برمنجهام.
كان لقائي مع جون مؤثرًا بما يكفي، لكنَّ الأشخاص الذين عرفهم والأوساط التي دخلها فاقت تصوري.
لم يُخِفْه الدخول في جدالٍ مع أي شخص. لم يخشَ مواجهة أكاديميِّين عظماء بارعين في التفكير والحديث، لكنَّ أصواتهم ضعيفة. كما لم يخشَ مواجهةَ كُتَّاب أو مُخرجين أو فنانين راقِين. وبالمِثل لم يخشَ مواجهةَ المُمثلين الشغوفين الذين يتحدثون بأسلوبٍ جميل، لكنهم غالبًا لا يطعنون في عقلانية المُثقَّفين. لم يَسْلَم أحدٌ منه. لم ينجُ أحدٌ من الخضوع إلى اختبارٍ منه. لا مجال للتعاطف إذا لم تتمكَّن من مواكبة الجدال: قاطعِ النِّقاش، لكن إذا كان الأمر يستحق. احكِ قصةً هادفة، نكتةً مُضحكة. عبِّر عن فكرة مُثيرة للاهتمام، لكن لا تبدو متجهمًا إذا هُوجمت.
كان ذلك مرعبًا، لكنه كان الشيء الذي أنتظره. ذكَّرَني بالفيلسوف اليوناني أبيقور: بمقدور أي شخصٍ من أي طبقة أن ينضم إلى الطاولة، يأكل ويشرب، ما دام أنه سيسهم بشيء مُثير للاهتمام.
كان جون دائمًا ذا حسٍّ فكاهي.
يحمل روح المجازفة دائمًا.
اختبرَني وتعلمت كيف أختبره.
وقعتُ في حبِّه.
تزوَّجت من رجل يكبرني بخمسة وعشرين عامًا. كنت حينها في الرابعة والعشرين.
قابلت مُعلِّمتي الإنجليزية السيدة بريكي في موقفٍ للحافلات قبل الزفاف وابتسمت.
«حسنًا، رجل أكبر سنًّا لن يخاف من قوَّتك.»
كان جون معلِّمًا جذَّابًا. من المُستحيل أن يُضحِكني أحدٌ مثلما أضحكني. حتى أمي، التي لم تكن تحبُّه، كانت تضحك حتى تنهمر الدموع على وجهها. كان هو ووالدي يشربان ويضحكان. يشربان إلى أن يعجز كلاهما عن الوقوف. قضيا أوقاتًا مُمتعة معًا لدرجةِ أنَّ والدي انحاز إلى صفِّه عند طلاقي. لم أتوقَّف قط عن حبِّ جون، وحافظت على هذا الحب والارتباط بيننا حتى توفِّي عام ٢٠١٥.
كان يغرق وقد اخترت ألا أغرق معه، لكن هذه لم تكن القصة.
كان أول رجل يُخبرني: «أنتِ تعرفين عن شكسبير أكثرَ مما أعرف.» إنها شهادةٌ جاءت من رجلٍ مَثَّل في الفِرقة التي أصبحت فيما بعدُ فرقةَ رويال شكسبير المسرحية، إلى فتاة في الخامسة والعشرين من عمرها. كان رجلًا تدرَّب على يدي ميشيل سانت-دينيس وكان قد درَّس شكسبير سنواتٍ. لم يكن ما قيل مجاملة، أو بدافع الغضب أو الغَيرة؛ إنما كان مجرد اعترافٍ واضح بمعرفتي وحكمتي.
كذلك كان أولَ رجل يطلب مني أن أختار النبيذَ على الطعام! وجب التوضيح للقراء الأصغر سنًّا بأنَّ الشائع لدى كثير من الرجال أن يختاروا النبيذَ للنساء في المطاعم حتى ثمانينيات القرن العشرين. بل كانوا حتى يطلبون الطعامَ الذي يريدون منكِ أكْلَه.
كان يستمِع لآرائي، يُعطيني كُتبًا يتعيَّن عليَّ قراءتها وكان يُسعده سماع الحِكَم التي قد فاتته. منحني بلطفٍ فرصةَ اللقاء بدائرة معارفه من الأصدقاء والزملاء. من خلالهم تعلَّمت عن اللغة، والأفكار، والشغف بحياة الفنانين. كانوا أناسًا لم يكن لأي امرأةٍ شابة سوى أن تحلُم بلقائهم. أُسرِعت خطواتي لدخول عالَمٍ لا أزال أعيش فيه حتى الآن.
جزء من القوة والحضور الذي منحتني إياه هذه اللقاءات والصداقات كان سببها أنني لم أعرف البتة مَن سألتقي. لم يُهيئني قط، بل اعتمد ببساطة على أني سأنجح في ذلك وأتحمَّل. ومن حينٍ لآخر كنتُ أنجح في ذلك.
بدأت علاقاته بدائرة معارفه منذ خمسينيات القرن العشرين. قُدِّمتُ بسهولة تامة إلى نخبةٍ من الممثِّلين والكُتَّاب والمُخرجين والمصمِّمين ومجتمعات أخرى من الرسَّامين وغريبي الأطوار. سيدات ورجال مُحنَّكون كانوا جزءًا من مجموعة بلومزبري. لم يوضِّح لي مَن هُم، إنما كان عليَّ أن أكتشف. أَحبَّه الكثيرون منهم وكان يُضحِكهم، ولهذا رحَّبوا بي. كان عالمًا جديدًا، مذهلًا وخطيرًا في الآن نفسه. كان عالمًا غاصًّا على الدوام بنبيذٍ من جميع الأصناف وبطعامٍ فاخر.
كان لجون وجهٌ آخر مختلف. كانت تربطه علاقاتٌ عاطفية بالنساء والرجال. لم يكن مقيدًا بقالبٍ مُحدَّد، وبدأتُ أدرك أنه كان شخصية محورية بين مجموعة من الفنانين الذين كانوا، بلُغةِ العصر، مُنفتحين على إقامةِ علاقاتٍ بكافة أشكالها. لم تكن بيئةً مريحة لأكون فيها بصفتي امرأة شابة قادمة من الضواحي. كانت بيئةً غير تقليدية، لكني بقيتُ أتساءل عن الخطوط «التقليدية» التي جرى تجاوزها. أين هي الخطوط الحمراء؟ ومَن يُطارد مَن؟ ومَن المُستفيد؟ أعرف الآن أنَّ هؤلاء هم الرجال.
حين أرى رجالًا مُتزوِّجين، مِثليِّين جنسيًّا، ولديهم عائلات وأطفال وزوجات، كانت تظهر على زوجاتهم نظرةٌ حائرة تتساءل دائمًا إذا كان انجذاب هؤلاء الرجال نحو الفتيات؟ أم الصبية؟
وجدتُ نفسي محاطةً بعائلات ومجموعات تربطهم جميعًا بجون علاقاتٌ وثيقة لم أستوعب طبيعتها قط. وتبيَّن أنَّ الاستفسار عن طبيعتها يُعَد سذاجة، والأسوأ من ذلك أنه «ضِيق الأفق» المميز لأهل الضواحي. وتبيَّن أنَّ رجالًا ونساءً ذوي جمال وثروة ونجاح وأخلاق رفيعة كانوا يقيمون معه علاقاتٍ حميمية دامت فترةً طويلة.
تحقَّقت رغبتي في الطفولة بأن أحيدَ عن النمط المألوف في العلاقات، لكني لم أجدها بيئةً مريحة. لم أتعلَّم أن أخوض ذلك النوعَ من الحوارات الصريحة عن العلاقات الخارجة عن المألوف التي كان عليَّ أن أخوضها مع جون. ولم يكذب قط حينما أسأله، لكنه رأى أن لا سببَ يدفعه إلى القَسَم بأنه سيُغيِّر من حياته أو رغباته.
لم نكن حينها في زمن اللباقة السياسية، وكانت المناظرات والمناقشات التي أدخلها شرسةً ومُحتدِمة ولها تداعيات مؤلِمة. فالكلمات كانت تؤجِّج الأفكار عن الحياة والعقل والأخلاق وتُهيِّجها وتُشعلها. كنتُ الأصغر سنًّا بينهم ومدركة لأنَّ الوضع فوق مستوى قدراتي، ولم يكن جون ليُنقذني مما أنا فيه. كان عليَّ أن أشارك وإلا فلن يحقَّ لي أن أبقى في عالمهم. لكنه أراد أن أبقى هناك.
إنَّ أول خطة دفعتني فطرتي إليها كانت البقاءَ في انتباهٍ شديد: أن ألتزم الهدوءَ والاستماع. أن أستوعب كلَّ ما يقال وأعرف ما الذي يجري قبل أن أتفوَّه بكلمة، وإذا كنت أنوي الحديث، فعليَّ أن أكون مطَّلعة على الموضوع وصوتي مسموعًا وواضحًا ويعكس شغفي. لا مجال للتلعثم، عليَّ استخدام لغة صحيحة وألا آخُذ مقاطعةَ الحديث على محمل الإهانة، بل يجب العودة إلى الموضوع وألا أتراجع. وأكتشف ما يمنحني الحقَّ لأبقى بينهم.
من واقع ملاحظاتي، أدركتُ سريعًا أنه لا مجال للتهاون أو التعاطف مع أسلوب الحديث الرديء. وبما يُثير العجب، أظهر ذلك وقوفَ الجميع على قدمِ المساواة. فالأفكار والحوار والأسلوب المتَّبع في الحديث كان أكثرَ ما يُهم.
كانت هناك مجموعة في الستينيات من القرن العشرين يسخرون، فيقولون إلى المستطردين في الحديث: «عزيزي! ادخل في صلب الموضوع.» ويقولون إلى الذي يتحدث بصوتٍ خافت: «لا أسمعك!» و«هل تعرف حقًّا ما تعنيه هذه الكلمة؟ حسنًا، تعلَّم كيف تُنطَق، يا عزيزي!» ويقولون إلى النساء: «كُفي عن هذا الصوت الحاد». وإلى الرجال: «لا تصرخ هكذا!» وإلى المُمل: «يا لك من ممل!»
كان ذلك قاسيًا وليس لأصحاب القلوب الضعيفة. كان جون في المنتصف ساخرًا من المثقفين الذين يسخرون منه بالمثل. ويسخر من الأكاديميِّين المسترسِلين في الحديث الذين يسخرون منه بالمثل. لكن يفوز جون بطرافته وضحكه.
لم أدرك إلا بعدها أني كنتُ سأنهار لو كانت شخصيتي أقلَّ قوة. كان اختبارًا محفِّزًا. لم يسبق لي أن درستُ في جامعتَي أكسفورد وكامبريدج أو خُضت جدالاتٍ ملحمية فيهما، لكن حتى ذلك كانت تطوله السخرية. لم ينجُ أحدٌ من الانتقاد إذ لم يُعبِّر بأسلوبٍ فعال. ورغم قساوة ذلك إلا أنه كان صحيحًا دومًا. كان جون المهرج يلجأ إلى الحقيقة رغم صعوبتها أو قساوتها على نحوٍ مناسب، وقد يقلب الطاولة في لحظةٍ ويأخذ الأمور إلى اتجاهٍ مختلف وتعلو أصوات الضجيج في المكان.
الآن، لا أراها عادلةً هذه الطريقة التي انتُهجت لتقديمي إلى ذلك المجتمع الجديد، ولكن في مرحلةٍ ما، يجب إخبارنا بالحقيقة عن مدى تواصلنا بأسلوبٍ فعَّال. إننا لا نتعامل بعدلٍ مع مَن نريد مساعدتهم ما لم نقُل الحقيقة، حتى لو كان سماعها صعبًا أو مؤلمًا. وهذا أيضًا ما لم يُخفِّف من وطأة أي ملاحظة سلبية بأسلوب لطيف وتقويم عملي. ليس عدلًا ألا نُعلَّم المهارات، وليس عدلًا ألا نرفع سقف التوقُّعات، وليس عدلًا ألا نتحدى ذكاء الآخرين.
وسط صحبة من الناس، يجب أن تكون حاضرًا حتى لو اكتفيتَ بأن تسمع وتُظهِر تقديرًا لما يقال. فهِم والدي ذلك، فكانت تلك هي الموهبة التي منحني إيَّاها. أخذني برفقته إلى مناسباتٍ مدركًا أني أعرف متى أُظهر اهتمامي وحماستي، وألا أبدوَ ضعيفة ومنزوية! ولكنَّ شركاءه في العمل ومعارفه من المدينة لم يكونوا مُجادلين أذكياء أو مُطَّلِعين! كنت أستطيع المشاركةَ في حوار لا يستلزم درجةً من الذكاء. لكن كان عليَّ أن أُحسِّن من أدائي وأضطر إلى تحمُّل ازدراء جون إذا لم يكن أسلوبي واضحًا ومناسبًا. أي ملاحظة أعطاها لي جون كانت لأكتشف كيف أحقِّق مطلبه.
عندما بدأت في التدريس، شعرتُ أنَّ هذا ليس عدلًا، وذكَّرني بنفسي عندما كنتُ طفلة؛ كانت الانتقادات تُوجَّه إليَّ من دون توجيهي إلى ما أحتاج إلى تغييره. بدأت في إعطاء ملاحظات للطلاب حول صوتهم أو كلامهم أو لُغتهم، فقط إذا كنت أستطيع مساعدتهم على التغيير. إنَّ التقويم يحتاج إلى تعليمات واضحة وملموسة.
لم تكن هذه طريقة جون. كانت طريقة جون هي الطريقة التي عُلِّمت بها في المدرسة. كانت تلك هي الطريقة المُتَّبعة في زمانه التي لم تختلف عن الملاحظات التي أُسديت إليَّ، وأنا طفلة، حول طريقة كلامي دون أن تُقرَن بتدريباتٍ عملية تُساعدني على التحسين. إنها معادلة صعبة.
أتخيَّل أحيانًا أني أعود بطلَّابي الشباب الطموحِين إلى أجواء التعليم في فترة السبعينيات. إذ يقود جون دفةَ النقاش ويُشمِّر البقيةُ عن سواعدهم لصقل أصواتهم ولُغتهم وشحذ بديهتهم استعدادًا لدخول المعركة. كان ذلك ميدانًا للاختبار، ولن تعرف المَواطنَ التي تحتاج إلى صقلها حتى تنتهيَ من اختبارك. لا يسعى الشباب البارعون الطَّموحون لأن يُدلَّلوا ويُثنَى عليهم، إنما يسعَون لمواجهة تحدياتٍ بأسلوب بنَّاء، في الوقت المناسب وفي مساحةٍ آمنة.
سأستعرض مقتطفاتٍ سريعة من العالم الذي دخلته في منتصف العشرينيات.
مائدة الطعام التي جمعتني بالكاتبَين المسرحيَّين تيرنس راتيجان وتينيسي ويليامز.
العودة إلى المنزل بعد يوم عملٍ لأجد المُمثلة الشهيرة آفا جاردنر في الشقة تشرب نبيذ الكوكتيل وتتحدَّث عن «فرانكي».
أجد كاثرين هيبورن تتحدَّث عن مسرحية «الصاع بالصاع». وجون يُمازحها. كانت قد تدرَّبت وهي ترتدي بنطالًا رياضيًّا؛ وحينما ارتدت الفستان الثقيل، شعرَت أنه من المُستحيل لها أن تتحرك. يتحمَّس جون قائلًا: «ألم أقُل لكِ أن ترتدي تنُّورة التدريب!» ثم تتعالى الضحكات. «والسُّلم كذلك! لا يمكنكِ النزول بفستانكِ هذا.»
وآخر مَن بقُوا على قيد الحياة من مجموعة بلومزبري وهم يصفون حديقةَ فيتا والكاتب الإنجليزي إيفلين ووه وهو يتأرجح على إحدى الثُّريات.
قضيت ١٠ سنوات من التعليم.
أحد أكثر الرجال البارعين الذين التقيتُ بهم كان المخرج والكاتب رونالد إير. لم يكن مخرجًا في المسرح والأوبرا فحسب، بل كان قد أنتج فيلمًا وثائقيًّا، أحببتُه، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بعنوان «رحلة بحث طويلة» (ذا لونج سيرتش). كان رون مفكرًا عميقًا، وحالمًا، وكذلك مخرجًا للتلفزيون والمسرح.
بعد سنتين من انفصالي عن جون، كنت أدرِّب في ستراتفورد، بولاية أونتاريو في كندا. كان رون إير قد جاء إلى هناك لإخراج مسرحية «المُفتِّش الحكومي» (ذا جوفرنمنت إنسبكتور)، فتواصلنا مرةً أخرى. ذات ليلة، أعددت نفسي وسألت رون ما إذا كان يتذكَّر حينما قابلَني مع جون. نظر إليَّ بابتسامة ساخرة. ثم أعاد على مسامعي الحوارَ الذي دار بيننا، كلمةً كلمةً تقريبًا، عن موتزارت قبل ستِّ سنوات. كانت هذه الكلمات هديةً قد أخذتني إلى مساحة من الثقة في قدرتي على تقديم أفكار مُثيرة للاهتمام. لقد اجتزت الاختبارَ الذي كان جون يثق أنني أستطيع اجتيازه.
منذ ذلك الحين، صار رون صديقًا مقربًا ومرشدًا لي حتى وفاته عام ١٩٩٤. لا تزال حكمته تجول بخاطري معظمَ الأيام: مزيج من الشَّغف المتَّقد نحو الحقيقة، الذي قد يبدو مُخيفًا، والحب غير المشروط عندما تتحلَّى بالشجاعة لمواجهة أي حقيقةٍ يكشفها لك.