ويني
كانت تُغنِّي في المستشفى وهي على فراش الموت. وكانت أغلب الأغاني شعبيةً وأغاني مسرحية. كانت تتحدَّث مع المُمرضات بلُطف وشفقة مُستمَدَّين من فهمها لطبيعة العمل الشاق الذي تقاسيه الطبقة الوسطى، فتقول للممرضات اللاتي يَحملْنها ويُغسِّلْنها: «من فضلكِ» و«شكرًا». كانت تُشجِّعهن على الغناء معها. كانت تستعيد الحريةَ التي لم تُظهِرها علنًا في بيت والدي.
كانت ابنةَ حَمَّال المحطة في بلايث ونورثمبرلاند. وينيفريد التي تُناديها صديقاتها باسم ويني. ونُناديها نحن بجَدتي.
عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها، تحدَّث مُعلِّمها إلى والدها. كانت وينيفريد ذكيةً ومبدعة للغاية. هل يمكن لمُعلِّمها أن يقدِّم طلبًا لتتدرَّب بصفتها معلِّمة تحت التدريب لتلاميذ المرحلة الابتدائية؟
بعد أسبوعين، ألحقها والدها بتدريبٍ لتُصبح خيَّاطة. فلم تكن لتُصبح مُعَلِّمة. «هذا العمل يفوق قدراتي» كان هذا هو التعليق الوحيد الذي علَّقت به على تلك الخسارة والفرصة المصيرية في حياتها. من المفترض أنها كانت تقتبس ممَّا يقوله والدها.
لا يزال لديَّ المقصُّ الذي أُعطِيَ لها عندما كانت متدرِّبة. لم يُتخلَّص منه عند إخلاء منزل عائلة والديَّ.
كانت غرفتها ملاذي. كانت جَدتي تحتفظ فيها بهيبتها وإحساسها بالخصوصية. كنت أعرف أنه امتيازٌ أن أقضيَ وقتًا في غرفتها المليئة بالدخان والحلوى. تحت الوسادة دائمًا كانت الحلوى التي كانت تمصُّها في الليل عندما تنزع طقمَ أسنانها وتضعه في كوب الأسنان.
كانت غرفتها ملاذًا لا يُئوي أحدًا سواها، ولهذا السبب، كنتُ أعرف أنها غرفة مميزة وأنَّ جَدتي تبدو مختلفة في غرفتها.
غرفتها الخاصة.
أستطيع أن أتذكَّر بوضوح حينما كنتُ جالسة هناك وأنا في الثالثة عشرة من عمري. كانت جَدتي تتأرجح في كرسيِّها وهي تدخِّن، وكان الرماد يتطاير على السيجارة. فتلتقطه دائمًا في الوقت المناسب حتى حينما كانت تخيط. كانت خيَّاطة بارعة. شعرتُ فجأةً بنظرتها القوية تجاهي. كانت روحها القوية تصل إلى روحي. فتوقفتْ عن التأرجح، ووضعت الرماد بحذرٍ في مطفأة السجائر. وتوقفتْ عن الخياطة.
«أكره الخياطة اللعينة.»
كانت واثقةً من أنها قد صدمتني. ثم واصلت التأرجُح والخياطة. لم يكن المقصود أن تأتيَني الصدمة من تَلفُّظِها بكلمة «اللعينة»؛ إذ كان لديها رصيدٌ زاخر من المفردات التي كانت بذيئةً في الغالب ولم يسمعها أحدٌ سواي، فلم أسمع أمي تشتم قط. إنَّما كان الهدف أن تكون الفكرة صادمة. تلك الصدمة استغرقت مني سنواتٍ حتى أستشعرها وأقدِّرها. كنت أعرف أنها كانت تخيط منذ ٦٠ عامًا، وأدركت في تلك اللحظة أنها قضت حياتها في فعلِ شيءٍ كانت تكرهه.
إنه الثَّمن الذي شعرتُ أني أدفعه بعد سنواتٍ عندما أدركتُ أنني أقضي حياتي بأسلوبٍ مختلف. كانت تأتيني هذه الصدمات بانتظام كلما ابتعدتُ عن وينيفريد ومارجريت، وتقدَّمتُ في العمر لألتحقَ بهما.
حينما كنت سأترك مارجريت ذات يوم بعد أن تناولنا الغداء معًا في لندن. سألتني: «إلى أين ستذهبين؟»
فأجبتُها: «إلى فرقةٍ تحمل اسم «شيرد إكسبرينس».» كان لديها غرفة رائعة لتجارب الأداء في مكانٍ يُدعى «دفورس بليس» الذي كان في السابق مغسلةً تقع بالقُرب من «سيلفر بليس» حيث عاشت والدتي وهي طفلة. شرحتُ لها إلى أين كنتُ ذاهبة. وحاولت مارجريت، كالعادة، إخفاءَ صدمتها من هذه الصدفة، لكنها قالت ببطءٍ وبوضوح حتى أستطيع فهْمها:
«اعتادت جَدتك على غسل ملابس الآخرين هناك.»
وبهذا، بينما كنتُ أعمل على نصوصٍ عظيمة في الطابق العلوي، كانت روحها تنظِّف الملابس الداخلية لشخصٍ آخر في الطابق السفلي وتعصرها.
تزوَّجت أخوات جَدتي من عُمَّال مناجم. وعاد إخوتها من الحرب. وخسِرت جَدتي حبَّ حياتها في معركة السوم، حسبما أعتقد. تحدثتْ عنه قبل يومَين من وفاتها. جاء أحدُ إخوتها بجيمي — جَدي — إلى المنزل لتناول الشاي. كان قد نجا من أهوال الحرب. وكان يصغر جَدتي كثيرًا في السن، وكان وسيمًا وضاحكًا طوال الوقت. كان قد قضى فترةً في المسرح الغنائي قبل انضمامه إلى حرس كولد ستريم.
لم يكن زواجًا سعيدًا رغم أنهما بقيا معًا.
عندما كان والدي الشخص المكلَّف بنقل خبر وفاة جَدي إليها، قالت «أحزنني ذلك.» لا شيء أكثر من ذلك. كان جَدي يشرب ويرهن كلَّ شيءٍ من أجل الشرب. لكنه بعد ذلك عانى مشكلاتٍ نفسيةً من خنادق الحرب.
عارضته جَدتي. رفضت مرافقته عندما وُزِّع خارج لندن، وفضَّلت العودةَ إلى بلايث. رفضت أن ترضخ، ويمكنك ملاحظة ذلك على جسدها وعمودها الفقري في الصور التي تجمعهما معًا.
بعدما ترك جيمي الجيش، وعمِل حينها لصالح مجلس البلدية، حصل على شقةٍ تابعة للمجلس وهي التي عاش فيها والداي اللذان كانا قد تزوَّجا حديثًا. وبعد وفاة جيمي بوقتٍ قصير، عاد والدي ذات يوم معلنًا أنه اشترى ذلك المنزلَ في الضواحي. شعر أنه مُجبر على أخذ جَدتي معنا. ولم يكن لديها خيار سوى الانتقال للعيش معنا بعد وفاة جيمي — الحارس — وبعد أن فقدَت شقتهما.
بهذا، نقل والدي مارجريت ووينيفريد، اللتَين كانتا تعيشان في بيمليكو، إلى منزلٍ يتطلَّب السيرَ لمسافة طويلة من أجل الوصول إلى أقربِ متجر. لم تكن أمي تعلَّمت القيادةَ بعدُ، وتُركتَا في منزل جميل بحديقة معزولتَين عن أصدقائهما، بينما كان يتابع مسيرته المهنية الناجحة في لندن، فيغادر في الساعة السابعة صباحًا ويعود بعد التاسعة مساءً، إذا لم يكن لديه حفلة شرب صاخبة.
كانت جَدتي، في أحيانٍ كثيرة، تذهب إلى المحطة وتزور صديقةً لها في مدينة الدخان الكثيف، لندن. كنت ألتقي بها عند القطار إذا كنتُ خارج المدرسة. وأحيانًا كانت تأتي للقائي عند المدرسة. كان الأمر يعود إلى رغبتها إذا كنا سنتحدَّث أثناء السير. كان زمام الأمور في يديها، لكن ذلك كان أمرًا مُحببًا. كنت أفعل أيَّ شيءٍ من أجلها. عندما يستعصي عليها أن تكلِّف نفسَها عناء السفر إلى المتاجر، كانت تلجأ إليَّ حتى أشتري لها سجائر كابستان القوية من بائعي التبغ المَحليِّين الذين كانوا يبيعونها بسعادةٍ لفتاة من المدرسة.
كانت جَدتي تقف عند باب غرفة نومي كلَّ ليلة قبل أن أخلُد إلى النوم لتتمنَّى لي ليلةً سعيدة. لم تكن تُقبِّلني أو تلمسني، كان طَبْعها من طابع أهل الشمال! لكنها كانت تبدي اهتمامًا وحنانًا. ذات ليلة، وأنا في السادسة من عمري، مررتُ بأول إدراكٍ لي للموت من خلال إدراكي أني سأُعاني يومًا ما افتقادَ أمنيَّتها لي بليلةٍ سعيدة. كانت كبيرة في السن حينما أنجبت طفلتها الوحيدة — والدتي — وهي في التاسعة والثلاثين من عمرها، ولا يزال بوسعي أن أشعر بالرُّعب من معرفة أنها سترحل عن الدنيا. وأنها ستتركني.
قصصها لا تزال حيَّة بداخلي. بعضها كانت خيالية. وأخرى كانت حقيقيَّة. بدأت إحدى القصص هكذا:
«كانت هناك فتاة في قريتنا تعبث مع الخنازير. وكانت لديها مجموعة من الخنازير الصغيرة التي لم تعِش طويلًا …»
أو:
«كانت أختي بياتريس تحتفظ دائمًا بمكانٍ على الطاولة لزوجها. قُتِل زوجها في حادث تعدين. ولم يُعثَر على جثته البتة. كانت حاملًا في طفلها الثالث؛ لهذا ذهبتُ لأُقيم معها ونِمْت معها في فراشهما المزدوج. ذات ليلةٍ، أيقظتني وقالت «أعيدي غطاء السرير».» فكان في السرير بينهما طفلها المولود حديثًا.
أفترض أنَّ القصة الأولى خيالية، أما الثانية فكانت حقيقيَّة. لم تسمع أمي قصصًا خيالية، رغم أنَّ هناك الكثير منها. لكنها كانت تُحكَى لي وحدي.
ثم تَدبُّ شجاراتٌ بيننا. حتى عندما كنتُ طفلة صغيرة كنَّا نتجادل حول الأفكار، ونخوض نقاشاتٍ فكرية مُحتدِمة. كنا نتشاجر على أمرٍ تافهٍ بشأن التلفاز الملوَّن الجديد. كانت مشاجراتٍ قاسية لكنها مُحبَّبة. ولمرة أخرى، كانت مشاجراتٍ يبدو أنني كنت الوحيدة التي تخوضها معها.
ثم ظهر شكسبير.
في حوالي التاسعة من عمري، استوليت على نسخةٍ مُهترئة من أعمال شكسبير. وأخفيتُها في غرفتي. كنتُ منجذبةً إلى مسرحية هاملت؛ لأنها في الغالب بدأت بظهور شبحٍ.
ولأنه لم يُخبرني أحدٌ بأنها صعبة، بدا لي أنني أفهم الكثيرَ منها بسهولة؛ وإذا لم أفهمها، فلا يزال بإمكاني الاستمتاعُ بها. فأصوات الشِّعر والإيقاعات واللغز المُحيِّر وراء صياغة المسرحية على هيئة شعر أو تحوُّلها فجأةً إلى نثر. كلُّ ذلك حاز إعجابي.
قرَّرت على الفور مشاركةَ الأمر مع جَدتي. أعتقد أني أبديتُ تفوقًا؛ إذ وجدت أقوالًا كانت قد قالتها. كنتُ في غاية السعادة بنفسي لأنني كنت قد عثرتُ على المصدر.
وأقوال أخرى كثيرة.
طرقتُ بابها ودُعِيت إلى الدخول. جلستُ.
كانت تتأرجح بكرسيِّها وتخيط. أخبرتها أنني أقرأ مسرحيةَ هاملت لشكسبير. فأدارت عينيها قليلًا. وصرَّحتُ بأنه كان ماهرًا وذكيًّا. فأدارت عينيها أكثرَ. فكان عليَّ أن أُثبت وجهةَ نظري وبدأت أقتبس سطورًا كنتُ قد سمِعت جَدتي تستخدمها. وبعد فترة توقفتْ عن التأرجح والخياطة. ووجَّهت إليَّ إحدى نظراتها الأكثر حِدة.
«لا أعتقد أنه بكل هذا الذكاء. لقد كنا نقول تلك الأشياء لسنوات.»
ربما بدت على وجهي نظرةُ غرور. لقد فزتُ. قلت: «وأنتِ تقولينها لأنه كتبَها.»
وبسرعة البرق، دافعت جَدتي قائلةً: «كتبها لأننا قلناها.»
في تلك اللحظة، شعرتُ أنها على حق. وفيما بعدُ، تبيَّن لي أنها كانت فعلًا كذلك. كانت تعرف عن الاستماع الواعي الذي يحتاج إليه كُتَّاب المسرح والفصاحة الفطرية التي يمتلكها كلُّ راوٍ، دون أي حاجة إلى تعلُّمها أو الخضوع لدراسة أكاديمية.
يُخاطبنا شكسبير لأنه سمِع كلَّ مَن تحدَّث إليه، والأهم من ذلك، أنه شهِد الحديث بتعاطف.
كلما تقدَّمتُ في العمر، أقضي لياليَ في محاولة تذكُّر ما إذا كان بوسعي أن أسترجع أيَّ حديث أو حوار ذي مغزًى دار بين جَدتي ووالدي. لكني لا أستطيع.
عاشت في منزله تحت سيطرته وثروته المتزايدة. أعتقد أنها كانت تخشى أن تُطرد من المنزل.
كانت تخوض معه حربًا على الأذواق. كانت تعرف أنَّ طقوسها في غلي ملابسها الداخلية في قِدر خاصة على الموقد يُثير اشمئزازه. إني واثقة من أنها كانت تستمتع عند استخدام ملعقتها الخشبية الخاصة لتحريك سراويلها في القِدْر المغلية حينما يكون في المطبخ والاستياء بادٍ عليه.
لكن في حضوره، يغيب صوتها وطلاقتها في الحديث وحِسُّها الفكاهي وذكاؤها وغضبها الشديد.
كانت تحتفظ بحدة غضبها دون تغيير حتى وفاتها.
كما قلت، كنتُ في الثامنة عشرة. وكانت أمي تجرِّب طرقًا للطهي. فكانت تَحضُر درسًا أسبوعيًّا في الطهي. ولم ينل استحسان جَدتي تلك «الأصناف الغريبة» التي صرنا جميعًا نأكلها فجأة. كان طهي جَدتي مريعًا، ولا تتجلى موهبتها إلا عندما تُعِدُّ صلصةَ التشاتني، أما بقية طعامها فكان لا بد من تجنُّبه. كان والدي يُحب التشاتني، لكن كان يُثير اشمئزازه الرائحة التي تنشرها في المنزل عند إعدادها. كانت لديها ابتسامة خفية عندما يتذمَّر من الرائحة الكريهة، وعندما يغْرِف التشاتني في طبقه، ولكن من دون كلمة شكرٍ أبدًا.
كان الطبق هو بطةً بالبرتقال. واعتراضًا عليه، قرَّرت جَدتي أن تأخذ هيكلَ البطة الذي يحتوي بعض اللحم إلى الحديقة لإطعام الطيور. أخبرتني عن نيَّتها وبريقٌ يلمع في عينيها.
صرختُ قائلةً: «إنها وحشية! أتأكل الطيورُ طيورًا مثلها!»
ابتسمت. «إنها تأكل الديدان. والديدان ما هي إلا لحم.»
«لا تفعلي ذلك، يا جَدتي!» غادرتُ إلى غرفتي. لم يكن في المنزل سوانا نحن الاثنتين.
بعد فترة، سمِعتها تنادي. كانت في الحديقة على ظهرها وهيكل البطة بجانبها. كانت قد سقطت.
ركضتُ إليها.
«ثمَّة مكروه أصابني، سمِعت صوتَ كسرٍ.»
ركضت لأتصل بالإسعاف وأحضرت بطانيات لتدفئتها. جلستُ وأمسكتُ بيدها.
قالت: «اذهبي وأحضري لي بعض الويسكي!»
كنت أعرف أنَّ لديها زجاجةَ ويسكي صغيرة تحت سريرها تشرب منها بنَهمٍ من حينٍ لآخر.
لا أعرف كيف كانت تُعيد ملأها، ربما من مخزون والدي، وربما ساعدتها أمي!
«لا أستطيع، يا جَدتي، قد يحتاجون إلى إعطائك أدوية.»
«أحضري لي بعض الويسكي.»
«لا أستطيع.»
«يا لكِ من سافلة»، ثم ضحِكت بعدها.
لا أزال أشعر بالندم على ردِّ فعلي العقلاني المتناسب مع طبيعة الطبقة الوسطى. تلك العقلية المحدودة العقلانية لهذه الطبقة. ربما كانت تحاول جاهدةً من أجلي حتى لا أكون مروَّضة.
ذهبتُ في الإسعاف معها، كانت مبتهجةً وتتودَّد إلى رجل الإسعاف. لم أرَها من قبل تتودَّد وتبدو مرتاحة وجذابة. نعم، كانت على حق: لم أكن أعرفها.
كانت هذه رحلتها الأخيرة، كانت شجاعةً وودودة. في السادسة والثمانين من العمر، تحررتْ من ذلك المنزل المُنتمي إلى الطبقة الوسطى ومن خوفها الخفيِّ من إيداعها في دار مُسنين، وهو ما كان يُخطِّط له والدي.
توفِّيت في المستشفى بعد ثلاثة أسابيع.
أرادت أمي أن تتعلَّم وأرادت جَدتي أن تُعلِّم.
وأردتُ أنا أن أعلِّم لأنني أردت أن أتعلَّم. فالمرء يتعلَّم بعمقٍ عندما يُعلِّم.
إنَّ مهنة التدريس التي فقدَتها جَدتي والتعليم الذي خسِرته أمي ترسَّخا في داخلي وسرَيَا في دمائي. لم يكن هذا عدلًا، وكان لا بد من تحقيق التوازن.
كان عليَّ أن أجِد الأبوابَ التي كان قد أغلقها أبواهما أمامهما. أبواهما اللذان قد أعاقا طريقَهما ربما بدافع الحماية أو بدافع الحقد. ومن بعدهما زوجاهما: فقاومت جَدتي زوجها، لكن أمي لم تفعل ذلك.
أدركت هذا الآن، ولم أُدركه حينها؛ لكنني كنت أعرف أنهما لو كانتا ولدَين، لامتلأ أبواهما فخرًا بهما.