الفكي: الشيخ الفقيه الذي يُعلِّم الصِّبية القرآن والفقه في المسيد (الخلوة).
الحيران: طلاب المسيد الذين يَحفظون القرآن ويَدرُسون الفقه.
اللوح: عُود مُفلطح أملس السطح يَكتب عليه الحيران آيات القرآن الكريم ليَحفظوها.
الدواية: قنينة بها حِبر مصنوع من الصمغ والسكن (بدرة الكربون) والماء، يُستخدَم للكتابة في
اللوح.
قلم البوص: قلم من البوص (نوع من البامبو) مبريٌّ وله سنَّة تُغمس في الدواية ويُكتب به في
اللوح.
التقابة: دائرة الحطب الكبيرة التي تُشعَل فيها النار ويتحلق حولها الحيران في المساء حتى
يتمكنوا من قراءة ألواحهم.
المسيد: ويُسمى «الخلوة» (وجمعها خلاوي). في الخلوة يتلقى الطالب العلم مباشرة من شيخِه
واحدًا لواحد حيث يتابع الشيخ طلابه ويُعلِّم كلًّا منهم حسب مقدرته ومستواه، فلا يحتاج
الطالب
عددًا معيَّنًا من السنين للتخرُّج، بل يتقدم حسب قدرته. ويُمكن للشيخ الواحد — بمعاونة
الطلاب
المتقدِّمين — أن يُشرِف على نحو مائة من الطلاب كل منهم في مستوًى تعليمي مُختلف عن
أقرانه. يبدأ
طالب الخلوة بالكتابة «رسم الحروف والشكل وضبط الكلمات» على التراب برءوس أَنامل اليد
حتى
يُتقِن الطالب الحروف والقراءة. ثم يَستخدِم قلم البوص للكتابة على اللوح، وقد يَستخدم
الشيخ نواة
بلحة لرسم الحروف على لوح التلميذ الذي يتتبَّعها بقلمه. يستمر اليوم الدراسي في الخلوة
منذ
الثالثة والنِّصف صباحًا وحتى العاشرة مساءً. ويبدأ اليوم بفترة تُسمى ﺑ «الدغشية» من
قبل صلاة
الفجر، ويحفظ فيها الطلاب المقرر اليومي الذي يُحدِّده الشيخ لكلِّ طالب على حِدَة على
حسب همَّته
وذكائه. والفترة عقب صلاة الفجر تكون فيها «الرَّمية»، وعند الرمي يأخذ الشيخ مكانه ساعة
الشروق، ويَتحلَّق الطلاب حوله جلوسًا على هيئة جلوس التشهُّد في الصلاة. ولكي يَرمي
الشيخ على
الطالب لا بدَّ أولا من أن يُسمعه الطالب آخر ما وقف عليه مما رماه عليه البارحة، كأن
يكون
مثلًا قوله تعالى: وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ فيَرمي عليه ما بعد تلك الآية
مثلًا، وهو قوله تعالى: إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا. ويلتقط الطالب
من فم الشيخ ما سمعه، فيَبدأ في كتابته على لوحه، ويرمي الشيخ لمن بعده وبعده في هذه
الأثناء
حتى ينتهي الطالب من الكتابة فيُعيده عليه، فيرمي عليه الشيخ الذي بعده، وهكذا، حتى يأمره
الشيخ فيقوم ليتنحَّى إلى جانب من جوانب الخلوة، ويَشرع في حفظ ما كتب. وترى الشيخ يرمي
من
حفظه أو من المصحف في لحظات متقاربة من ساعة الرمي، على أكثر من طالب، في أكثر من سورة
قرآنية، وغالبًا ما يكون هؤلاء الطلاب من خيرة وأكفأ مَن عنده، ثم بعد ذلك يُوكل إليهم
الرمي
على مَن هم دونهم في السن والحفظ. والفترة من بعد شروق الشمس حتى العاشرة والنصف وتُسمى
ﺑ «الضَّحوَة»، وفيها يُراجع الطالب ما حفظ بالأمس مُنفردًا، ثم بعد ذلك يعرض ما كتبه
صباح
اليوم في «الرَّمية» على الشيخ ليُصحِّح له أخطاءه، ويُعرف هذا التصحيح باسم «صحة القلم».
ثم
يُقيِّل الطالب من الحادية عشرة حتى الثانية، وفيها يتناول الطالب إفطاره ويتناول قسطًا
من
الراحة حتى صلاة الظهر التي تبدأ بعدها فترة «الظُّهرية»، وفيها يقرأ الطالب على الشيخ
ما كتب
في اللوح في الرَّمية تصحيحًا لقراءته ونُطقًا وتجويدًا، ويُعرَف هذا التصحيح ﺑ «صحَّة
الفم أو
صحة الخشم»، وتَنتهي الظُّهرية بصلاة العصر. وتبدأ بعدها فترة «المطالَعة» وفيها يقرأ
الشيخ
ويُتابع الطالب من لوحه وتَنتهي قُبيل المغرب، ثم بعد الصلاة يَعرض على الشيخ ما حفظه
بالأمس
وتُسمى ﺑ «العرضة». وبعد العشاء حتى العاشرة يقرأ الطالب فيها سبعة أجزاء من حفظه وتُسمى
«السُّبُع»، وهو يدور في محيط مساحة مُنبسِطة تُوقد فيها نار تُسمى «التُّقابة»، والفترتان
من
المغرب حتى العشاء ثم العشاء حتى العاشرة تُسميان المغربية الأولى والمغربية الثانية.
وهذا
البرنامج لا يتوقف إلا في إجازة العيدين، وهي الإجازة الوحيدة التي تَعرفها الخلوة.
الشرافة: وهي احتفال بإكمال الطالب لجزء معيَّن من القرآن الكريم. مثلًا الشرافة الأولى هي
«شرافة عم» وتكون عند وصول الطالب أو الطالبة إلى سورة النبأ، والشرافة الثانية وهي
«شرافة تبارك» عند الوصول إلى سورة الملك، وهكذا إلى أن يصل الطالب أو الطالبة إلى الشرافة
الكبرى
والأخيرة الختمة عند الوصول إلى سورة البقرة. ويُمكن مقارنة حفلة الشرافة في الخلوة بالانتقال
من صف واحد إلى الذي يَليه في المدارس النظامية، إلا أنَّ تقدُّم الطالب في الخلوة ليس
مرهونًا
بفترة زمنية معينة، وكلُّ طالب كان يتقدم من سورة إلى التي تليها ومن جزء إلى الذي يليه
حسب
مقدرته. من عادات الشرافة زخرفة لوح الطالب برسم قبَّة ومنارة مسجد وتلوينها بألوان زاهية
ويُكتَب عليها بخطٍّ جميل الآيات الأولى من السورة التي وصلها. وقد تولم أسرة الطالب
لطلاب
الخلوة. وفى اليوم التالي للشَّرافة كان هناك من يحمل لوحَه المزخرف ويَذهب به إلى السوق
يعرضه
على الناس وهو ينتقل من دكَّانٍ إلى آخر والناس تُعطيه العطايا ولكنها ليست عادة شائعة.
وقد
تُصاحِب وليمة الشرافة هدية من أسرة الطالب للشيخ، وتَعتمِد قيمة الهدية على عدة عوامل
من بينها
الوضع الاقتصادي لأسرة الطالب، والدرجة التي وصل إليها الطالب في حفظ القرآن، وتزيد قيمة
الهدية كلما تقدَّم الطالب في حفظ القرآن، وقد تكون هذه الهدية كبيرة إذا كان الطالب
يَحتفل
بشرافة ختم القرآن.
الذِّكر: هو حلقة تُقام في ليلتَي الجمعة والإثنين فيه يتحلق الكبار والصغار يتقدَّمهم الشيخ
ويطوف بهم حول ساحة المسيد مادِحين على ضرب النوبة والكأس. وأحيانًا يكون المديح جلوسًا
على
ضربات الطار. ويكون المديح للرسول ﷺ، ثم صحابته، ثم الصالحين.
النوبة: هي دائرة أسطوانية من برميل خفيف، مجلَّدة الطرفَين وتُضرَب بعصاتَين صغيرتين لضبط
حركة المديح.
الكاس: هو قطعتا نحاس دائريَّتان مفلطحتان تُضرب كل منهما في الأخرى لضبط إيقاع النوبة.
الطار: هو دائرة أسطوانية مُتوسِّطة من الخشب أو الحديد الخفيف مجلَّد بجلد الماعز يَمدح به
في جلسات الذكر.
المديح: هو الشِّعر المنظوم في ذكر شمائل وصفات المصطفى ﷺ وصحابته، ثم
الصالِحين من بعدهم.