أسماء عين السنة
لقد اهتمَّ أهل السودان بعلم الأنواء؛ وهو العلم الذي اختصَّ بالظواهر الجوية ومعرفة النجوم، ولقد عرف الأعراب منذ عهودٍ بعيدة الظواهر الطبيعية التي تَحدُث في مناحيهم كل عام، مثل هطول الأمطار وحركة الرياح وأنواعها واتجاهاتها، وبرودة الطقس وحرارته واعتداله، وقصر الليل وطوله من النهار، وتعاقب الفصول وكافة الظروف المناخية، وما يتصل بذلك من مواعيد الزرع والحصاد وتحديد المواقيت اليومية. وحدَّد العرب ثماني وعشرين «عِينةً» للسنة الميلادية البسيطة، كل عِينة تمتد لثلاثة عشر يومًا وثلث عدا عينة «الجبهة» التي تستمر لأربعة عشر يومًا، وقُسِّمَت هذه العين على فصول السنة الأربعة، لكل فصل سبع عِيَن، وكل عِينة ترتبط بنجم معين يظهر في اتجاه معين من السماء وتتابع هذه النجوم بانتظام دقيق من الشرق إلى الغرب. ويدلُّ ظهور كلٍّ منها على هذا النحو على بداية فترة العِينة المحدَّدة، وكل فترة من فترات هذه العِين تحمل ملامح مناخية خاصة، وينتقل القمر في كل يوم ليُرافق أحد هذه النجوم الثمانية والعشرين كما يبدو للناظر؛ لذا عُرفت هذه النجوم بمنازل القمر. والعِينة في الأصل العامي تعني منازل نزول الأمطار وفيضان النيل، وهي «الضراع» و«النترة» و«الطرفة» و«الجبهة» و«الخيرصان» و«الصرفة» و«العِواء»، وقد تعني العِينة السحابة المُمطرة والمطر والبرق الذي يسبق المطر. وتُطلق العينة كذلك على منازل الشتاء والربيع والصيف. وعين الشتاء هي «السِّماك» و«الغفر» و«الزبنان» و«الإكليل» و«القلب» و«الشولة» و«النعايم». وعين الربيع هي «البُلدة» و«سعد ذابح» و«سعد السعود» و«سعد الأخبياء» و«سعد بُلع» و«الفرق المقدَّم» و«الفرق المؤخر». وعِين الصيف هي «الحوت» و«النطح» و«البِطين» و«التريا» و«الدبران» و«الهكعة» وتُسمى أيضًا «العصا العطشانة»، و«الهنعة» وتُسمى أيضًا «العصا الرويانة».