مينا فون بارنهلم
«فون تلهايم (مبتعدًا): لقد كنتِ تبحثين عن رجلٍ سعيد، عن رجلٍ جدير بحبك، وها أنتِ ذي تجدين رجلًا بائسًا.
الآنسة: ألَم تَعُد تحبني؟ أتحب أخرى؟
فون تلهايم: آه! ما أحبَّك يا آنستي مَن استطاع أن يحبَّ غيرَك بعدَك.
الآنسة: لقد نزعتَ من روحي شوكةً واحدة من الأشواك التي تعذِّبها. وما الفرق عندي إنْ ضاع مني قلبك، إنْ بين عدمِ اكتراثك بي واستفزازك لي؟ فأنت لا تحبني ولا تحب غيري؟ ما أبأسَك من رجلٍ إن لم تكن تحب شيئًا!»
مسرحيةٌ مليئة بالمشاعر الإنسانية، يتجلَّى فيها الحبُّ الصادق والتضحية المتبادلة بين المتحابين. تدور أحداثها حول شخصية نبيلة نادرًا ما يجود بها الزمان، وهي شخصية «فون تلهايم»؛ وهو ضابطٌ اتُّهم زورًا بالحصول على رشوة، وفقَدَ ثروته ومنصبه، يعيش في فندق رخيص، أخرَجه منه صاحبُه لتخلُّفه عن دفع إيجار الغرفة بضعةَ أشهر، وهو ما اضطره إلى أن يرهن لدى صاحب الفندق خاتمًا عزيزًا عليه، بداخله صورةُ محبوبته؛ ليَتمكَّن من سداد قيمة إيجار الغرفة. وتقع المصادفة عندما تَسكن الغرفةَ نفسَها محبوبتُه التي جاءت للبحث عنه، ويلاحظ صاحب الفندق أنها ترتدي في إصبعها خاتمًا يشبه الخاتم الذي رهنه الضابط؛ فيكون ذلك سببًا في أن تَعثُر عليه، ولكنها تجده في حالة نفسية سيئة نتيجةً للظروف التي مر بها، فماذا ستفعل؟