الفصل العاشر
ليلية
(في الفناء. ليل. بونتيلا وماتي يتبولان.)
بونتيلا
:
لن أُطيق الحياة في المدينة. ولماذا؟ لأنني أريد أن أخرج إلى الفضاء، وأتبوَّل على
حُريتي تحت سماءٍ تلمع بالنجوم، وإلا فما الفائدة من ثَروتي كلها؟ يقولون: إن التبول
في الخلاء شيءٌ بدائي. أمَّا أنا فأقول: إن التبول في «الصيني» هو البدائي
حقًّا.
ماتي
:
أفهم وجهة نظرك. إنه بالنسبة إليك نوع من الرياضة.
(صمت.)
بونتيلا
:
لا يعجبني أن أرى إنسانًا لا يجد لذةً في الحياة. إنني أقيس العُمَّال عندي بقدرتهم
على المرح، وكلما رأيتُ أحدهم يجلس وحده وسحنته مُدلَّاةٌ فإنني أَنفِر منه على
الفور.
ماتي
:
أستطيع أن أشاركك في شعورك. لا أدري لماذا يبدو الناس في ضَيعتك في غاية البؤس،
سحنتهم مُتجهِّمة، كتلة من العظام، وأكبر من سنهم بعشرين عامًا أعتقد أنهم يُريدون
إغاظَتك، وإلا لمَا راحوا يَتسكَّعون في الفِناء هكذا، كلما جاءك ضيوف.
بونتيلا
:
وكأن هناك مجاعةً في بونتيلا!
ماتي
:
ولو كان الأمر كذلك. كان من المفروض أن يتعودوا على الجوع في فنلندا، ولكنهم لا
يريدون أن يتعلموا، والإرادة الطيبة تنقصهم، في سنة ١٩١٨ قتلوا منهم ثمانين ألفًا
فعَمَّ البلاد سلامٌ سماوي، لمجرد أن عدد الأفواه الجائعة قد نقص.
بونتيلا
:
لا داعي لأن تصل الأمور إلى هذا الحد.